السودان: نزوح 45 ألف مواطن بسبب استمرار القتال حول جبل مرة

الخبير المستقل يطالب الأطراف بوقف الأعمال العدائية في دارفور

السودان: نزوح 45 ألف مواطن بسبب استمرار القتال حول جبل مرة
TT

السودان: نزوح 45 ألف مواطن بسبب استمرار القتال حول جبل مرة

السودان: نزوح 45 ألف مواطن بسبب استمرار القتال حول جبل مرة

حذر خبير الأمم المتحدة المستقل لأوضاع حقوق الإنسان في السودان، أريستد نونوسي، من تدهور الأوضاع الإنسانية الناتج عن تجدد العدائيات والعمليات الحربية في منطقة جبل مرة بإقليم دارفور منذ الشهر الماضي، وأدت إلى وقوع ضحايا، وإلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من قراهم حول جبل مرة، ودعا إلى وقفها فورًا.
ونقل مكتب المندوب السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على موقعه على الإنترنت عن نونوسي أمس، أن العنف ليس الطريقة المثالية لمواجهة الصعوبات التي يواجها السودان، وتحذيره للأطراف المتشابكة من انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ودعا حكومة السودان إلى إتاحة سبل الوصول إلى المدنيين في مناطق النزاعات دون شروط، وتوفير الحماية لهم، يقول: «تقع على حكومة السودان مهمة تسهيل حرية وصول أفراد البعثة المشتركة للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد)، ووكالات ومنظمات الإغاثة الإنسانية دون قيود».
وأدت الأعمال العدائية التي اندلعت بين القوات الحكومية والقوات التابعة لحركة جيش تحرير السودان «جناح عبد الواحد محمد نور»، منذ الشهر الماضي، إلى انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وللقانون الدولي الإنساني، أدت إلى وقوع أعداد غير محددة من الضحايا، وتدمير ممتلكات المدنيين. ووصف نونوسي أعمال العنف التي اندلعت في الإقليم بأنها أصبحت تمثل شواغل إنسانية جديدة، أجبرت عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح والفرار من قراهم، ونتجت عنها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وفي نشرته الأسبوعية الصادرة أمس، ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، أن أعداد الفارين من القتال الذي يدور حول منطقة جبل مرة منذ منتصف الشهر الماضي، بلغت 44 ألفا و700 نازح حتى نهاية الشهر الماضي، و31 ألفا منهم نازحون جدد في ولاية شمال دارفور، و13.700 تم رصدهم دون تحديد أماكنهم. وبلغ عدد النازحين داخليًا، إثر الهجمات التي شنتها القوات الحكومية على منطقة مولي والقرى المجاورة لها بولاية غرب دارفور، نحو 5 آلاف مدني حول مدينة الجنينة، بينما لا يعرف على وجه الدقة أعداد الذي نزحوا عبر الحدود إلى دولة تشاد المجاورة. وطلب نونوسي من الحكومة السودانية تهيئة المناخ لحوار شامل، مع ضمان مشاركة الحركات المسلحة فيه، دفعًا لعملية السلام والمصالحة في البلاد، حيث يدور القتال بين القوات الحكومية وحركات مسلحة منذ عام 2003. وقال نونوسي: «أدعو الحكومة السودانية، إلى العمل على توفير المناخ لإجراء حوار جدي وشامل، بمشاركة الحركات المسلحة كافة، لتحقيق السلام والمصالحة في البلاد».
واختير أريستد نونوسي - من دولة بنين - خبيرًا مستقلاً لأوضاع حقوق الإنسان في السودان بواسطة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في عام 2014، وجددت مهمته لسنة إضافية في سبتمبر (أيلول) 2015. ونونوسي حاصل على الدكتوراه في القانون، ويعد خبيرًا في القانون الدولي وحقوق الإنسان والتنمية، وله خبرات كبيرة في الشؤون الدولية والمنظمات الأفريقية، ويعمل مديرًا تنفيذيًا لمركز حقوق الإنسان والتنمية في أفريقيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.