قال الممثل اللبناني طوني عيسى الفائز بلقب «نجم ديو المشاهير»، إنه لا ينوي احتراف الغناء رغم أنه درس الموسيقى على أصولها. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذا لا يعني أنني لن أطرح أغنية خاصة بي قريبا، ولكن الموضوع لن يتجاوز هذا الأمر، فأنا متفرغ للتمثيل بشكل أساسي». والمعروف أن طوني عيسى درس «السولفيج» وشارك في إحياء عدة حفلات غنائية، لأنه يهوى الغناء بشكل كبير. وعن هذا الموضوع، قال: «في الحقيقة ما أقوم به في هذا الإطار لا يتعدّى الهواية والتسلية، فالغناء ليس هدفا أصبو إليه، كما أنه من ناحية أخرى أسهل من التمثيل، ولديه مردود مالي أكبر وبوقت أقلّ، فشغفي الأكبر هو بالتمثيل رغم أنه يسرق مني كل وقتي». وفي مقارنة ما بين الممثل والمغني بشكل عام، قال: «قد يستغرق منك تمثيل مسلسل ما نحو الستة أشهر، أما الحفلة الغنائية فتحييها بليلة واحدة، ويكون مردودها المالي أكبر، فبرأيي أنه ليس هناك من عدل في هذا الموضوع». وعما إذا كان يجيد التلحين، أجاب: «أجيد العزف على آلات الإيقاع و(البركيشن)، ولكني لم أفكر يوما بالتلحين». وعن تجربته في برنامج «ديو المشاهير» الذي حقّق خلاله نجاحا كبيرا، قال: «هي تجربة رائعة فوجئت خلالها بالشعبية التي أتمتّع بها، ولا شك أن ملاحظات أعضاء لجنة الحكم كانت بمثابة نصائح قيّمة عملت بها، لا سيما الصادرة عن أسامة الرحباني، فأثّرت على تطور أدائي الغنائي بشكل عام».
ولكنك سبق أن درست الموسيقى والغناء ولديك تجارب في هذا الموضوع، فهل جمّعت كل خبرتك هذه لتستخدمها في «ديو المشاهير»؟ سألت طوني عيسى الذي ردّ: «بالفعل لقد كنت جاهزا لهذه التجربة من نواح عدّة، ولكني فضّلت أن أتمتع بسذاجة المحترف، فالناس لا تحبّ من يعرض عضلاته عليها، فجرّبت أن أكون مادة خاما مطواعة وليّنة، فلعبتها بذكاء كي لا أتفوّق على نفسي في هذه التجربة الجميلة». ويتابع: «لقد تزوّدت بنصائح مفيدة في مجال وقفتي على المسرح ومخارج الحروف وكيفية التخلّص من الارتباك الذي قد يصيبك من خلال تفاعل الجمهور معك بشكل مباشر، فهذا المزيج من جمهور عادي ولجنة حكم وفنانين مشهورين، يؤلّف خليطا موجعا لا يمكن الاستهانة به». ولم يستغرب طوني عيسى خروج الفنان المصري إدوارد من اللعبة رغم أن بلاده تعدّ بالملايين، فعلّق بالقول: «القصة قصة تصويت، وهنا أرغب في ذكر خبرية لك في هذا الموضوع، لقد اتصل بي أحدهم اليوم من مصر، وهو مدير شركة لبنانية في القاهرة، وأخبرني أن الـ500 موظف في شركته لم يتوقفوا عن التصويت لي طيلة عرض الحلقة الختامية من البرنامج. وكذلك الأمر بالنسبة للجمهور السوري الذي غمرني بمحبّته وساهم في حصدي أعلى نسبة من التصويت بين زملائي»، وختم معلّقا: «لقد تأثّرت كثيرا بنسبة التصويت هذه التي تدلّ على جمهور عريض يتابعني. هذا الأمر فاجأني حتى إنني لم أستطع أن أتمالك نفسي لحظة إعلان النتيجة، فدمعت عيناي فرحا بهذا الانتشار الواسع الذي أحققه دون أن أدري به مسبقا. فالشعور بالفوز كان رائعا وشعرت بالامتنان وعظمة الموقف في الوقت نفسه».
وعن إهدائه أغنية «تسأل علي الليل» لصديقه الممثل الراحل عصام بريدي، قال: «لقد كنت متمسكا بتقديم هذه الأغنية في الحلقة الختامية للبرنامج كونها تذكرني كثيرا بصديقي الراحل. فلطالما أدّيناها معا على المسرح. فكانت لدينا أحلام مشتركة عدّة، كتقديم برنامج تلفزيوني قبل نشرة الأخبار المسائية، إلا أن الموت سرقه منّا، وما زلت وفيّا له، وسأبقى على هذا المنوال دائما وأبدا، فذكراه لا تفارقني بأي شاردة وواردة أقوم بها».
إذن، قد تشارك في تقديم برنامج تلفزيوني يوما ما أسوة بممثلين سبقوك في هذا المضمار؟ يرد: «أبدا هذا الأمر لا يهمني ولا أفكّر به، ولكن هذه الخلطة ما بين الغناء والتمثيل تستهويني بشكل أكبر». وعن الأغنية الجديدة التي ينوي طرحها في الأسواق قريبا، أجاب: «ألتقي حاليا مع الملحن طارق أبو جودة الذي ذكر في البرنامج أنه يريد أن يعطيني لحنا من تأليفه. ونحن بصدد التحضير لهذه الأغنية المتوقّع أن ترى النور في الأيام القليلة المقبلة». وعما إذا كان يجد صعوبة في اختراق جدار الغناء في زمن يعاني فيه المغنون المحترفون من قلّة الإنتاج، قال: «لست دخيلا على هذه الساحة، فاسمي معروف، ولدي هويتي الخاصة بصوتي، فلست بحاجة لـ(بروباغندا) أقوم بها في هذا الصدد، كما أنني لا أريد أن أمرّ مرور الكرام في هذا المجال».
وعن تجربته الحالية في مسلسل «خاتون» الذي يصوّر في دمشق، أجاب: «هي تجربة أفتخر بها. لا خطورة فيها كما يخيّل للبعض، فأصوات الانفجارات نسمعها من بعيد، ونحن اللبنانيون معتادون عليها، وأعتبرها بمثابة أسهم نارية تطلق في الأجواء وأكمل عملي بشكل عادي». ورأى الممثل طوني عيسى أن اختيار ممثلين لبنانيين للمشاركة في أعمال عربية هو أمر يستأهل التوقّف عنده، وأن هذه الخطوة نتجت عنها غربلة غير مباشرة للمثلين اللبنانيين، بحيث ساهمت في التفريق بين الممثل ذي الكفاءة، والعكس. وهذا الأمر يندرج في إطار نجاح الممثل اللبناني، وتثبيت وجوده في عالم الدراما العربية. وأضاف: «ستشاهدونني قريبا في عمل سوري أتكلّم خلاله باللهجة السورية، وهو من بطولتي، وعندما يتم اختيار ممثل ما للقيام ببطولة عمل درامي بلهجة البلد المنتج، فذلك يعني أنه صار في عداد الممثلين المحترفين والأقوياء على الساحة، وعلى الآخرين قراءة ذلك من بين السطور. تماما كما جرى مع ممثلين سوريين تمّت الاستعانة بهم في بطولة مسلسلات مصريّة، أمثال جمال سليمان وتيم حسن وقصي الخولي. فالسوريون لا يعانون من قلّة الممثلين المحترفين عندهم، ومع ذلك، فهم اختاروني لبطولة عمل سوري بامتياز. فانا فخور بما وصلنا إليه كممثلين لبنانيين بحيث صرنا نطلب بالاسم، وهذا الأمر سيجعلني أقلب صفحة لأبدأ بواحدة جديدة سأرفض فيها لعب أي دور ثانوي. وهذا الأمر لن ينطبق بالتأكيد على الأعمال الدرامية التي فيها بطولات مجتمعة، فالقاعدة هنا يمكن أن لا تطبّق في زمن صارت فيه البطولات الجماعية ظاهرة متبّعة ومنتشرة حاليا».
وختم بالقول: «لقد صرت أستطيع أن ارتاح وأن اختار الأعمال التي تناسب مسيرتي التمثيلية التي بدأتها منذ 12 سنة، فلن يجرؤ أحد بعد اليوم على أن يعرض علي عملا لا يتناسب مع موقعي كممثّل كفء».
وهنا سألته عما إذا كان اليوم صار مقدّرا لاستحقاقاته ممثلا محترفا، فقال: «نعم لقد (استحقيتها) كما نقول في اللبنانية، عن ذلك الشعور الذي ينتابنا عندما نصبح في موقع ما، كان يخيّل إلينا أنه بعيد كل البعد عنّا. لقد صرت أكثر نضوجا، واكتملت ملامح الصورة التي لطالما أردتها لنفسي».
يذكر أن طوني عيسى شارك في عدة مسلسلات حقق فيها نجاحا باهرا، مثل «عشق النساء» و«علاقات خاصة»، و«بنت الشهبندر» و«الغالبون». وحاليا يشارك في مسلسل «سمرا» إلى جانب نادين نسيب نجيم، وهو يستعد للمشاركة في مسلسلات سوريا مثل «موت بطعم العسل» وخماسية درامية، إضافة إلى أفلام سينمائية مثل «تلّتت» مع الفنانة منال ملاط، الذي سيطلق في دور السينما في أبريل (نيسان) المقبل، وفيلم «لاونج بيروت» من إنتاج «أونلاين برودكشن» الشركة المنتجة لمسلسل «محرومين» الذي هو من بطولته أيضا.
طوني عيسى: لا أنوي احتراف الغناء
يصور حاليًا مسلسل «خاتون» ويستعد لآخر بعنوان «موت بطعم العسل»
طوني عيسى: لا أنوي احتراف الغناء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة