هادي يكشف عن اتفاق بين الحوثيين وصالح لتقاسم السلطة على الطريقة الإيرانية

الرئيس اليمني: لولا دعم الأشقاء في دول الخليج لأصبحت البلاد تحت سيطرة الميليشيات المسلحة

الرئيس اليمني أمس (الأربعاء) في مقره بقصر معاشيق جنوب عدن خلال لقاء بقيادات محافظة الضالع المدنية والأمنية ({الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني أمس (الأربعاء) في مقره بقصر معاشيق جنوب عدن خلال لقاء بقيادات محافظة الضالع المدنية والأمنية ({الشرق الأوسط»)
TT

هادي يكشف عن اتفاق بين الحوثيين وصالح لتقاسم السلطة على الطريقة الإيرانية

الرئيس اليمني أمس (الأربعاء) في مقره بقصر معاشيق جنوب عدن خلال لقاء بقيادات محافظة الضالع المدنية والأمنية ({الشرق الأوسط»)
الرئيس اليمني أمس (الأربعاء) في مقره بقصر معاشيق جنوب عدن خلال لقاء بقيادات محافظة الضالع المدنية والأمنية ({الشرق الأوسط»)

كشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن اتفاق مبرم بين الرئيس المخلوع صالح وزعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي يقضي بتقاسم السلطة السياسية والدينية على الطريقة الإيرانية، بحيث يصبح عبد الملك مرشدا دينيا على غرار الإمام الخميني ونجل الرئيس علي عبد الله صالح «أحمد» قائدا سياسيا، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق تم كشفه ومعرفته عن طريق المصادفة.
وأشار هادي إلى انقلاب الميليشيات عليه، وعلل ذلك لأنه يحمل مشروع الدولة المدنية الحديثة ولديه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهذه المخرجات لم تأتِ مصادفة، وإنما وفق مبادرة خليجية وآلية مزمنة لتنفيذها وبإشراف ومتابعة من مجلس الأمن الدولي.
وجاء ذلك خلال لقاء الرئيس اليمني أمس (الأربعاء) في مقره بقصر معاشيق جنوب عدن بقيادات محافظة الضالع المدنية والأمنية، بحضور نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، واللواء صالح عبيد أحمد مستشار الرئيس.
ولفت الرئيس هادي إلى أن سيطرة الميليشيات على اليمن تمثل خطرا ليس على اليمن فقط، وإنما على دول المنطقة عامة، مؤكدا أن إرادة الشعب دائمًا منتصرة على المشاريع الصغيرة السلالية والفئوية الضيقة.
وتابع: «لولا دعم الأشقاء في دول الخليج ولولا حشد العالم لكانت البلاد تحت سيطرة الميليشيات المسلحة المهيمنة المستأثرة بـ90 في المائة من قوات الجيش والأمن. فهذا الجيش للأسف لم يقم وفق معايير وطنية سيادية، وإنما استأثرت به قبل المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، لذا نحن نعيش هذه الوضعية التي تحتم علينا البدء من نقطة الصفر. وقد شرعنا مؤخرا وبتعاون الأشقاء في الخليج والسودان بتجهيز وأعداد نحو أربعة ألوية عسكرية مدربة».
وقال الرئيس هادي مخاطبا الحاضرين: «كانت الضالع سباقة في التحرر من الاستعمار عام 1967م ومثل سقوطها حينها فاتحة خير لسقوط بقية سلطنات وإمارات ومشيخات الجنوب، كان لتحريرها من ميليشيات الانقلاب أول بشارة خير لبقية محافظات اليمن التي بدأت النجاحات العسكرية تتوالى فيها بدءًا بعدن ولحج وأبين وشبوة، والآن مأرب والجوف وتعز».
وأكد أن الأمور تسيير من نجاح إلى نجاح وأن الميليشيات وقيادتها المتمثلة بالحوثي وصالح لن تنجح في مشروعها الطائفي الاثني عشري المستورد من إيران، كاشفا عن إيفاد الميليشيات سنويا إلى قم في إيران 1600 طالب للفكر الدخيل على اليمنيين، منوها بأن الميليشيات تكذب حين تدعي أن دعوتها للمذهب الزيدي، مشيرا إلى مطالبته لها بتأسيس جامعة للفكر الزيدي أسوة بجامعات الإيمان والشريعة في الحديدة والأحقاف في حضرموت.
وأضاف أن الحرب لها تبعات ونتائج كارثية تستوجب المزيد من الوقت والجهد للإيفاء بمتطلبات المواطن الأساسية، موضحا مسؤولية الدولة تتمثل بتوفير الصحة والكهرباء والمياه والتعليم والطريق، مشيرا إلى الأولوية في الحاضر تتركز باستتباب الأمن والاستقرار.
وجه الرئيس هادي الحكومة ممثلة بالوزراء المعنيين بتلك الخدمات بالنزول الميداني إلى الضالع وباقي المحافظات التي كانت مسرحا للحرب للوقوف على الاحتياجات وتلمس الواقع عن كثب والعمل على معالجة الإشكالات وتقديم الخدمات للمواطنين، مؤكدا إيلاء الدولة اهتمامها بأسر «الشهداء» الذين سقطوا وهم يدافعون عن وطنهم ودحر العصابات الانقلابية التي عاثت في الأرض فساد ودمرت البنى التحتية وروعت النساء والأطفال وقتلت الأبرياء بطريقة تتنافى مع قيمنا الأخلاقية والإنسانية وعقيدتنا الإسلامية السمحة.
وأكد اهتمام الحكومة بدمج أفراد المقاومة في إطار الجيش الوطني، لافتا إلى تخرج عدد من الدفعات من رأس عباس والعند وغيرها باعتبارهم يمثلون عماد المستقبل ونواة للجيش الوطني الحق، موضحا بمواصلة الاهتمام بالمؤسسة العسكرية والارتقاء بمستوى حياتهم معيشيا وعسكريًا وتأهيلا وتدريبًا بما يمكنهم من أداء واجباتهم الوطنية تحت مختلف الظروف.
بدوره، قال نائب الرئيس رئيس الحكومة، المهندس خالد بحاح، إن الحديث عن الضالع ينبغي أن يكون بلهجة مختلفة نظرا لما حققته من انتصار على الميليشيات الانقلابية ودون دعم وإسناد كبيرين مثلما هو حال بقية المحافظات التي تم تحريرها أو في طريقها إلى التحرير.
وكشف بحاح عن أن الواقع أثبت ودلل حقيقة أن جيش البلاد الذي استنزف مقدرات البلد ليس إلا أسماء وهمية ومرتبات وهمية وتغذية وهمية، لافتا إلى مشاركة أمس (الأربعاء) في حفل تخرج دفعة عسكرية جديدة قوامها 1200 مقاتلا، وكذا تخرج سبع دفع عسكرية أخرى تلقت تدريباتها في معسكرات العند ورأس عباس وجزيرة عصب بإريتريا.
وأكد بحاح أن حكومته تجد ذاتها الآن أمام انهيار تام لكل مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن 21 سنة مضت لم تبق على شيء إلا وطاله العبث، وهو ما يحتم على الحكومة والرئاسة والمسؤولين بذل جهود مضاعفة واستثنائية فيما يعاد بناء الدولة من الصفر، منوها بأن ما حدث خلال الفترة التالية للتحرير يعد بمثابة اجتهاد في ظل غياب الدولة، موضحا أن الشيء الإيجابي الذي يجب النظر إليه بتفاؤل هو أن الأصعب ذهب ولن يعود.
وكان محافظ الضالع فضل الجعدي وعدد من الحاضرين، قدموا عرضا بأهم الاحتياجات التي تحتاجها المحافظة، مشيرين في أحاديثهم إلى جملة من القضايا المؤرقة للسكان أو لقيادة المحافظة، منها ما يتعلق بأوضاع الأمن والجيش، وكذا تأخر دمج المقاومة بالجيش والأمن ومعالجة ملفات «الشهداء» والجرحى والكهرباء، فما زالت الضالع بلا تيار عمومي ومنذ انقطاعه نهاية مارس (آذار) الماضي على أثر تعرضها للتخريب جراء المواجهات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».