أكثر من 3 آلاف سوري فروا إلى تركيا في الأيام الثلاثة الماضية

الأمم المتحدة: 50 أسرة سورية تنزح في كل ساعة

نازحة سورية تتفحص الدمار بعد غارة من طيران الأسد، أول من أمس، على مخيم سوري أنشئ لاستقبال النازحين من جبل التركمان قرب الحدود التركية (رويترز)
نازحة سورية تتفحص الدمار بعد غارة من طيران الأسد، أول من أمس، على مخيم سوري أنشئ لاستقبال النازحين من جبل التركمان قرب الحدود التركية (رويترز)
TT

أكثر من 3 آلاف سوري فروا إلى تركيا في الأيام الثلاثة الماضية

نازحة سورية تتفحص الدمار بعد غارة من طيران الأسد، أول من أمس، على مخيم سوري أنشئ لاستقبال النازحين من جبل التركمان قرب الحدود التركية (رويترز)
نازحة سورية تتفحص الدمار بعد غارة من طيران الأسد، أول من أمس، على مخيم سوري أنشئ لاستقبال النازحين من جبل التركمان قرب الحدود التركية (رويترز)

قالت وكالة الطوارئ والكوارث التركية (أفاد) أمس، إن أكثر من ثلاثة آلاف من التركمان والعرب فروا بعد تقدم القوات الموالية للحكومة السورية في شمال محافظة اللاذقية، وعبروا إلى تركيا في الأيام الثلاثة الماضية.
وقال مسؤول تركماني محلي إنه من المتوقع وصول آلاف المهاجرين الآخرين بعد إخلاء مخيم معظم من يقيمون فيه من التركمان في قرية يمادي السورية، بعد أن اقتربت القوات السورية مدعومة بضربات جوية روسية مكثفة.
وأوضحت «أفاد»، في بيان، أنه «بعد وصول الهجمات إلى مخيم يمادي، دخلت أول مجموعة من المهاجرين وتضم 731 مهاجرا معظمهم من الرضع والأطفال والنساء وكبار السن بلادنا».
بدورها، قالت الأمم المتحدة إن البلدات الريفية في منطقة ينظر إليها باعتبارها معقلا تقليديا للرئيس بشار الأسد كانت تعيش في أمان نسبي حتى بدأ هجوم عسكري قبل شهرين، شمل 300 غارة جوية، ما أدّى إلى «نزوح سكان هذه المناطق بأعداد كبيرة». وغضبت تركيا بشكل خاص مما وصفته بالاستهداف الروسي للتركمان في سوريا.
وأفاد التقرير الإنساني للأمم المتحدة بأن 12 ألفًا و733 مدنيا نزحوا خلال شهرين من القتال، ومن المتوقع أن تستمر عمليات النزوح إذا ما تقدمت القوات الموالية للأسد باتجاه بلدة كنسبا وعلى امتداد الحدود مع تركيا. وأضافت الأمم المتحدة أن 35 ألفا و715 شخصا نزحوا في جنوب سوريا نتيجة هجوم حكومي آخر لاستعادة بلدة الشيخ مسكين. من جانبها، أعلنت «أفاد» أن 3 آلاف و120 شخصا في المجمل عبروا قرية بوليازي قرب بلدة يالاداجي الحدودية في إقليم خطاي الجنوبي بتركيا.
وتسارع تدفق اللاجئين منذ 24 يناير (كانون الثاني)، عندما سيطرت القوات الموالية للحكومة على بلدة الربيعة الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة اللاذقية. ويأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الأمم المتحدة صعوبات في إطلاق محادثات السلام السورية وهي الأولى منذ عامين في جنيف.
وأجبر أغلب سكان سوريا على ترك ديارهم، حيث خرج خمسة ملايين من سكان البلاد باعتبارهم لاجئين ونزح نحو 5.‏6 مليون داخل البلاد. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في أحدث تقرير لها، عن سوريا: «في المتوسط منذ عام 2011، تنزح 50 أسرة سورية في كل ساعة من كل يوم».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت الماضي، إن الضربات الجوية الروسية قتلت نحو ألف و400 مدني منذ بدأت موسكو حملتها الجوية لدعم الأسد منذ أربعة أشهر. وقال عضو بوفد المعارضة إن القصف زاد قبل بدء محادثات السلام. من جانبه، أفاد مسؤول تركماني في يالاداجي بأن «الروس شنوا هجوما في مطلع الأسبوع على المخيم.. لحسن الحظ لم تسقط قذائف بشكل مباشر على قلب المخيم ولكن أربعين شخصا أصيبوا». وأضاف: «جرى إخلاء كثير من المدن والقرى في شمال اللاذقية. لكن ما زال هناك بين ثلاثة وأربعة آلاف مدني لم يغادروا».
وقالت «أفاد» إن أكثر من 150 مهاجرا يقيمون في مخيم جديد في جوفيتشي على الجانب التركي من الحدود، في حين أرسل آخرون إلى مخيمات للاجئين في إقليمي غازي عنتاب وشانلي أورفا الحدوديين، ويقيم آخرون مع أقارب.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.