كرة القدم الصينية.. عملاق يريد الهيمنة على آسيا

أنفقت 200 مليون يورو على تعاقداتها لتجسيد طموح الرئيس جي جين بينغ

راميريز انتقل بصفقة قياسية قيمتها 28 مليون يورو («الشرق الأوسط»)  -  فيرد بريمن الألماني رفض إغراءات الصينيين بالتعاقد مع إيجا («الشرق الأوسط»)  -  جرفينيو حصل هو وناديه على 18 مليون يورو («الشرق الأوسط»)
راميريز انتقل بصفقة قياسية قيمتها 28 مليون يورو («الشرق الأوسط») - فيرد بريمن الألماني رفض إغراءات الصينيين بالتعاقد مع إيجا («الشرق الأوسط») - جرفينيو حصل هو وناديه على 18 مليون يورو («الشرق الأوسط»)
TT

كرة القدم الصينية.. عملاق يريد الهيمنة على آسيا

راميريز انتقل بصفقة قياسية قيمتها 28 مليون يورو («الشرق الأوسط»)  -  فيرد بريمن الألماني رفض إغراءات الصينيين بالتعاقد مع إيجا («الشرق الأوسط»)  -  جرفينيو حصل هو وناديه على 18 مليون يورو («الشرق الأوسط»)
راميريز انتقل بصفقة قياسية قيمتها 28 مليون يورو («الشرق الأوسط») - فيرد بريمن الألماني رفض إغراءات الصينيين بالتعاقد مع إيجا («الشرق الأوسط») - جرفينيو حصل هو وناديه على 18 مليون يورو («الشرق الأوسط»)

أنفقت أندية كرة القدم الصينية أكثر من 200 مليون يورو للتعاقد مع لاعبين جدد في ظاهرة يجسدها طموح الرئيس الصيني جي جين بينغ في جعل بلاده دولة عظمى في الكرة المستديرة.
وتشكل هذه الإحصائية التي أوردها موقع «ترانسفر ماركت» الموثوق به ارتفاعا بنسبة 60 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
ولا شك أن المبالغ الطائلة التي صرفت من أجل التعاقد مع لاعبين اقتربوا من سن الثلاثين فاجأت النقاد بشكل كبير علما بأن موقع ترانسفر ماركت أكد أن الأندية الصينية سجلت أعلى ثلاث صفقات خلال فترة الانتقالات الشتوية التي أسدل الستار عليها أمس الاثنين.
ويقول الكاتب روان سيمونز الذي أصدر كتابا عن كرة القدم في الصين «سبب جديد يدفع رجال الأعمال الصينيين إلى الاستثمار في كرة القدم هو أنهم يريدون بناء رصيد سياسي».
وتأتي حمى التعاقد مع اللاعبين بعد أن أعلنت لجنة في الحزب الشيوعي برئاسة جي جين بينغ الذي يعتبر من أشد أنصار اللعبة أن «إنعاش كرة القدم هو واجب لجعل الصين قوة عظمى رياضية في إطار الحلم الصيني».
وكان بينغ أعرب عندما كان نائبا للرئيس عام 2011 عن أمله في أن يصبح منتخب الصين الذي يحتل حاليا المركز الثاني والثمانين في تصنيف الفيفا قادرا على التأهل واحتضان ثم إحراز كأس العالم».
ومن أبرز النقاط في مشروع الرئيس لتطوير كرة القدم في الصين إنشاء 50 ألف مدرسة كروية خلال السنوات العشر القادمة، وإجبار بعض التلامذة على ممارسة كرة القدم.
ومن أبرز الصفقات التي أجرتها الأندية الصينية تعاقد نادي جيانغسو صنينغ مع لاعب الوسط الدولي البرازيلي راميريش من نادي تشيلسي الإنجليزي مقابل 28 مليون يورو، والهداف الدولي العاجي جرفينيو من روما الإيطالي والمنتقل إلى هيباي تشاينا مقابل 18 مليون يورو، في حين تعاقد شانغهاي شينهوا مع الدولي الكولومبي فريدي غوارين مقابل 13 مليون يورو قادما من إنتر ميلان الإيطالي.
وانتقل قائد منتخب الكاميرون لكرة القدم ستيفان مبيا إلى نادي هيبي فورتشون الصيني.
وقال النادي على موقع «ميكروبلوغ»: «نتوق أن يظهر مبيا كل طاقته كي يحقق الدفاع قفزة نوعية».
وكان مبيا (29 عاما)، الذي يحمل الجنسيتين الكاميرونية والفرنسية، يرتبط بعقد مع طرابزون سبور التركي.
ولم يتم الإعلان عن قيمة الصفقة، لكن مواقع الانتقالات أشارت إلى اقترابها من 4 ملايين يورو.
وقال لاعب رين ومرسيليا الفرنسيين وكوينز بارك رينجرز الإنجليزي وإشبيلية الإسباني سابقا: «أنا جاهز لهذه المغامرة وسعيد للانضمام إلى هيبي».
وبحسب تقرير نشره فيفا الأسبوع الماضي كانت الصين سادس دولة من حيث الإنفاق على ضم اللاعبين في عام 2015 وراء إنجلترا، إسبانيا، إيطاليا، ألمانيا وفرنسا.
وضم شنغهاي غرينلاند شنهوا في صفوفه سابقا لاعبين عالميين من طراز العاجي ديدييه دروغبا والفرنسي نيكولا انيلكا، لكن نتائجه تراجعت مؤخرا فحل سادسا الموسم الماضي برغم تواجد المهاجم السنغالي ديمبا.
ولم يتم الإعلان عن قيمة الصفقة، لكن مواقع إيطالية ذكرت أن راتبه السنوي سيبلغ 11 مليون يورو من دون المكافآت.
وانضم راميريش (28 عاما) إلى تشيلسي عام 2010 قادما من بنفيكا البرتغالي وخاض معه أكثر من 250 مباراة وساهم في إحرازه بطولة الدوري المحلي 2015 وبلقب بطل دوري أبطال أوروبا 2012.
ويشرف على جيانغسو الواقع في نانكين (شرق) لاعب تشيلسي السابق الروماني دان بيتريسكو، وهو ضم أيضا الأسترالي الدولي ترنت سيانسبري من زفوله الهولندي.
وكان المهاجم العاجي جرفينيو (28 عاما) تعاقد الأسبوع الماضي مع هيبي فورتشون.
وأنفقت الأندية الصينية في المجموع 168 مليون دولار (154 مليون يورو) العام الماضي بارتفاع بلغ 68 في المائة عن 2014. وفي ظل الانتقالات الأخيرة أصبح من الراجح تحطيم الرقم هذا العام.
وفي الأسبوع الماضي، تخلى غوانغجو ايفرغراندي بطل آسيا عن مهاجمه البرازيلي الكيسون إلى خصمه الكبير شنغهاي إس إي بي جي مقابل 20 مليون يورو.
وسبق لفريق فيردر بريمن الألماني لكرة القدم أن رفض عرضا من فريق غوانغجو ايفرغراندي الصيني لضم النيجيري أنتوني إيجا.
ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية قول روفين شرودر المدير الرياضي بفيردر بريمن تأكيده بوصول عرض من النادي المنافس بالدوري الصيني الممتاز.
ولكن شرودر قال: إن إيجا «من الأعمدة الأساسية بالفريق والنادي» وفقا لصحيفة «بيلد».
وذكر أن غوانغجو ايفرغراندي قدم عرضا بأكثر من عشرة ملايين يورو لإيجا -25 عاما- الذي انضم لفيردر بريمن قبل هذا الموسم من كولون، المنافس بالدوري الألماني (بوندسليغا)، مقابل 5.‏4 مليون يورو. ويتصدر إيجا قائمة هدافي فيردر بريمن حيث سجل 11 هدفا في 21 مباراة.
ويشارك في دوري أبطال آسيا في النسخة الجديدة التي تنطلق الشهر الجاري غوانغجو ايفرغراندي الصيني حامل اللقب في الموسم الماضي والذي لعب في كأس العالم للأندية التي جرت في اليابان ديسمبر (كانون الأول) الماضي كما يشارك إلى جانبه جيانغسو فيما يشارك شاندونغ ليونينغ وشنغهاي في الدور التمهيدي على أمل الفوز والتأهل لدور المجموعات.
ومنذ عام 2011 الماضي يهيمن غوانغجو ايفرغراندي على صدارة الدوري الصيني الممتاز إذ فاز باللقب في النسخ الخمس الماضية إذ فاز باللقب في عام 2011 بعد أن جمع 68 نقطة بفارق كبير عن الوصيف بكين غوان وواصل الفوز بلقب الدوري في عام 2012 بعد أن جمعت 58 نقطة مقابل 54 نقطة لوصيفه جيانغسو ساينتي وفي عام 2013 حاز غوانغجو ايفرغراندي على 77 نقطة ليفوز بالدوري للمرة الثالثة على التوالي تاركا شاندونغ في المرتبة الثانية برصيد 59 نقطة وبكين في المرتبة الثالثة برصيد 51 نقطة.
وفي موسم 2014 فاز غوانغجو ايفرغراندي بلقب الدوري بعد أن اعتلى صدارة الترتيب برصيد 70 نقطة وسط منافسة غوان بكين الذي حل ثانيا برصيد 67 نقطة وحل كوارنزو آر أف برصيد 57 نقطة.
أما موسم 2015 فشهد فوزا للمرة الخامسة في تاريخ غوانغجو ايفرغراندي بعد أن نال 67 نقطة مقابل 65 نقطة لوصيفه شنغهاي.
ويبدو نادي غوانغجو ايفرغراندي ثريا جدا وسط رعاية واهتمام شركة ايفرغراندي العقارية التي ضخت 90 مليون دولار مقابل تعاقدات ضخمة للفريق بدءا بالمدرب الإيطالي الشهير مارتشيلو ليبي الذي تردد أنه كلف النادي 30 مليون يورو علما بأن مالك الشركة هو تشو جين الذي يعتبر أحد أثرياء الصين بثروة تقارب الـ7.2 مليار يورو.
وتنافس شركة ايفرغراندي في رعاية النادي شركة مختصة بالإنترنت وتملك حقوق 40 في المائة من النادي الذي فاز بلقب آسيا مرتين في آخر ثلاثة أعوام.
ويسعى غوانغجو ايفرغراندي ومعه جيانغسو وشنغهاي وشاندونغ من خلال تعاقدات الصيف والشتاء الأخيرين إلى فرض هيمنة كرة القدم في بلادهم على البطولات الآسيوية والحضور القوي سيما ايفرغراندي وجيانغسو اللذين سيلعبان مباشرة في دور المجموعات.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».