دي كابريو ولارسن يفوزان بجوائز نقابة الممثلين الأميركيين

دي كابريو ولارسن يفوزان بجوائز نقابة الممثلين الأميركيين
TT

دي كابريو ولارسن يفوزان بجوائز نقابة الممثلين الأميركيين

دي كابريو ولارسن يفوزان بجوائز نقابة الممثلين الأميركيين

فازت الممثلة الأميركية بري لارسن، والنجم الأميركي ليوناردو دي كابريو، مساء أمس (السبت)، بجائزة نقابة الممثلين الأميركيين (ساغ)، ليتقدما خطوة جديدة نحو نيل جائزة الأوسكار، في حفل تميز بفوز الكثير من الممثلين أصحاب البشرة السمراء في خضم جدل حول غياب التنوع في هوليوود.
وحصل ممثلو «سبوت لايت»، ومن بينهم مارك رافالو ورايتشل ماكادمز ومايكل كيتون، على جائزة أفضل طاقم تمثيلي في فيلم سينمائي. ويروي الفيلم قصة تحقيق أجرته صحيفة «بوسطن غلوب» كشف فضيحة التحرش الجنسي بأطفال داخل كنيسة كاثوليكية.
وتشكل جوائز «ساغ» التي تكافئ الأداء التمثيلي في السينما والتلفزيون مؤشرا جيدا لجوائز الأوسكار، إذ يمنحها ممثلون هم أيضا أعضاء في أكاديمية فنون السينما وعلومها، والذين يصوتون لمنح جوائز الأوسكار.
وفاز ليونادرو دي كابريو وبري لارسن بجائزة أفضل ممثل وممثلة بعد نيلهما جائزة «غولدن غلوب».
والعام الماضي، نال أربعة فائزين بجوائز «ساغ»، هم باتريسيا اركيت وايدي ريدماين وجوليان مور وج.ك. سيمنز، جائزة أوسكار بعد ذلك.
ونال ليوناردو دي كابريو، وهو يمثل منذ طفولته وأصبح الآن من أكبر نجوم هوليوود، الجائزة عن دور صياد الحيوانات الشهير هيو غلاس في فيلم «ذي ريفننت» الملحمي، حول الصمود والرغبة في الانتقام. وقد صور الفيلم في ظروف صعبة في شمال كندا القطبي، وفي باتاغونيا في الأرجنتين.
وأشاد دي كابريو بمخرج الفيلم أليخاندرو إيناريتو، وعدوه في الفيلم الممثل توم هاردي، ووالديه لأنهما كانا «يصطحبانني إلى جلسات الأداء بعد المدرسة» عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.
أما الممثلة بري لارسن (26 عاما) فقد كوفئت على أدائها المؤثر لأم شابة محتجزة في غرفة صغيرة في فيلم «روم». وأشادت كثيرا بابنها في الفيلم جايكوب ترامبلي البالغ من العمر تسع سنوات.
وتميز الحفل الذي أقيمت في قاعة «شراين أوديتوريوم» في لوس أنجليس بفوز الكثير من الممثلين أصحاب البشرة السمراء، من بينهم إدريس ألبا وكوين لطيفة، وطاقم مسلسل «أورانج إز ذي نيو بلاك»، وهو ما يتناقض مع ترشيح ممثلين بيض فقط في إطار جوائز أوسكار للسنة الثانية على التوالي، مما أثار جدلا كبيرا طال كل أوساط السينما الأميركية.



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.