«سكيتش».. مطعم فرنسي يغذي العين قبل المعدة

عنوان النجاح المستمر في لندن

«ليكتشير روم» في «سكيتش» - أطباق فرنسية مبتكرة
«ليكتشير روم» في «سكيتش» - أطباق فرنسية مبتكرة
TT

«سكيتش».. مطعم فرنسي يغذي العين قبل المعدة

«ليكتشير روم» في «سكيتش» - أطباق فرنسية مبتكرة
«ليكتشير روم» في «سكيتش» - أطباق فرنسية مبتكرة

«سكيتش»، مطعم فرنسي غني عن التعريف، أصبح عنوان وملاذ الذواقة المحليين والقادمين إلى لندن منذ أن فتح أبوابه عام 2003.
مطبخه فرنسي «عصري»، يترأسه الشيف العبقري بيير غانيير، الذي انتخب أخيرا كأفضل طاه في العالم، وفي جعبته 3 نجوم ميشلان، وتربطه علاقة وطيدة جدا بصاحب «سكيتش» الجزائري مراد معزوز، الذي فاز هو الآخر بلقب أفضل «صاحب مطاعم في لندن».
المعروف عن «سكيتش» أنه واحد من بين عناوين أكل أخرى في مبنى واحد تابع لنفس المؤسسة التي تتبنى نفس الفلسفة التي ترتكز على الفن والفن وحده، إن كان من حيث اللوحات والتعامل مع ألمع الأسماء في عالم الفنون الجميلة، أو من خلال استضافة المعارض الفنية في مبنى تاريخي يعود بناؤه إلى القرن السابع عشر، فهو مبنى مسجل على لائحة الإرث المعماري في لندن، صممه المهندس الاسكوتلندي جيمس وايت عام 1779.
وإذا أردنا التكلم عن نوعية الطعام التي تقدم في «سكيتش»، «ذا ليكتشير روم» أو «غاليري»، فسنقف عاجزين عن الوصف، لأن جميع الأطباق ترتكز على المطبخ الفرنسي بمفرداته ومكوناته ولكن بطريقة عصرية، لأن الشيف غاننير لا يخاف من التغيير ولا التطوير، وهذا ما جعل من «سكيتش» عنوانا دائم النجاح على مر السنين.
مبنى المطعم موزع على عدة أقسام، أو إذا صح التعبير فـ«سكيتش» عينه مقسم، ففي الطابق العلوي تجد «سكيتش The Library» و«The Lecture Room»، وهما يتمتعان بديكور صارخ وكلاسيكي في الوقت نفسه، في حين تجد في الطابق الأرضي «The Parlour»، وهو قسم أقل جدية من القسمين الأولين، وتختلف لوائح الطعام في كل ركن من أركان المبنى، وهذا ما يميز «سكيتش».
فكرة المطعم بالأساس تعكس روح صاحبها معزوز الذي عرف في لندن عندما افتتح مطعم «مومو» الشمال أفريقي. والمعروف عن معزوز علاقته بالفن والفنانين العرب والأجانب والشمال أفريقيين، حيث أخذ على عاتقه أفكارا جريئة في مدينة محافظة في مجال الأكل مثل لندن عندما حول مبنى تاريخيا برمته إلى مقصف للأكل والفن والموسيقى، ليصبح من أهم عناوين المدينة إن كان لتناول الفطور أو الغداء والعشاء، حتى الشاي الإنجليزي بعد الظهر.
ولكن كل ما يقدم في «سكيتش» لا يشبه غيره، حتى طبق البرغر الذي يقدم في «ذا بارلور» فهو مختلف، وتدخل فيه كبدة الإوز والكمأة، وطريقة التقديم لا يمكن مقارنتها بأي مكان آخر.
بالنسبة للخدمة فالمعروف عن «سكيتش» أنه من بين أهم مطاعم المدينة من حيث الخدمة، وهذا الشيء يبدأ منذ وصولك إلى المدخل الرئيسي، والاهم هو دراية النادل بحذافير وتفاصيل كل طبق، وهذه ميزة رائعة لا يقدرها إلا من يفهم في مضمار الطعام.
والجميل أيضا في «سكيتش» عدا عن الأكل ونوعيته هو الأجواء الجميلة والمريحة في الوقت نفسه.
إذا كانت هذه هي زيارتك الأولى إلى «سكيتش»، فأنصحك بتفحص المكان لتمتع نظرك بأجمل المفردات الفنية والجمالية، والمشي على السلم الحلزوني الذي شهد على الكثير من الحقبات ومشى عليه العديد من المالكين في الماضي، أمثال «الجمعية الملكية للمهندسين المعماريين»، وفي القرن العشرين تحول المبنى إلى ورشة أعمال دار «ديور» للأزياء. وصنف «سكيتش» عام 2005 في المرتبة الـ18 كأفضل مطعم في العالم. وحصل على نجمتي ميشلان عام 2012، وهو حاصل على 5 «روزيت» من قبل «إي إي».
* العنوان: 9Conduit St London W1S 2XG



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».