الملك محمد السادس يلتقي رئيس الحكومة ويوجهه باتخاذ تدابير لمواجهة آثار الجفاف

مندوب التخطيط يحذر من عامين صعبين.. ويدعو المغاربة للاحتياط

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال استقباله رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري في القصر الملكي بالدار البيضاء أول من أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال استقباله رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري في القصر الملكي بالدار البيضاء أول من أمس (ماب)
TT

الملك محمد السادس يلتقي رئيس الحكومة ويوجهه باتخاذ تدابير لمواجهة آثار الجفاف

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال استقباله رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري في القصر الملكي بالدار البيضاء أول من أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال استقباله رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري في القصر الملكي بالدار البيضاء أول من أمس (ماب)

شكل الجفاف الناتج عن تأخر سقوط الأمطار في المغرب موضوع الاجتماع الذي جرى في القصر الملكي بالدار البيضاء، أول من أمس، بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش. وخلال هذا الاجتماع وجه الملك محمد السادس باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة آثار الجفاف ومساعدة الفلاحين، خاصة عبر تزويد القرى المتضررة بالماء والعلف، والحد من وقع تأخر الأمطار على التشغيل في الوسط القروي، وعلى الثروة الحيوانية من خلال توفير الكلأ والمتابعة الصحية للقطعان، حسب ما ذكره بيان للديوان الملكي.
كما وجه العاهل المغربي بحماية الموارد النباتية، وخاصة صيانة المكتسبات التي تم تحقيقها في مجال السلاسل الزراعية، في إطار الفلاحة التضامنية، ولا سيما فيما يتعلق بالتحول إلى الزراعات الربيعية.
وتعتبر السنة الحالية في المغرب استثنائية بالنظر إلى التأخر الكبير للأمطار نتيجة الاضطرابات المناخية التي يعرفها العالم حاليا بسبب ظاهرة النينو. وسبق للمغرب أن عرف حالة مماثلة خلال سنتي 1995 و2007 بسبب نفس الظاهرة.
وأصدرت المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب (بمثابة وزارة) تحذيرا شديدا إزاء الوضعية التي سيجتازها المغرب خلال السنتين المقبلتين. ودعا أحمد الحليمي علمي، المندوب السامي للتخطيط، إلى ضرورة وضع المغاربة في الصورة، وذلك من خلال فتح نقاش وطني حول الوضعية الناتجة عن الجفاف، وطالب المغاربة باتخاذ احتياطاتهم في مواجهة الأزمة المقبلة.
وعدلت المندوبية السامية للتخطيط من توقعاتها بشأن مستوى النمو الاقتصادي خلال العام الحالي في اتجاه الانخفاض إلى 1.3 في المائة عوض 2.5 في المائة التي أعلنت عنها سابقا، بسبب آثار الجفاف على الإنتاج الزراعي، وتباطؤ نمو القطاعات غير الزراعية.
وطالب أحمد الحليمي علمي في مؤتمر صحافي عقده في الدار البيضاء بضرورة إعادة النظر في السياسات المتبعة، بما فيها سياسة الموازنة الحكومية المعتمدة، لتأخذ بعين الاعتبار الوضعية الصعبة التي تنتظر المغرب خلال الـ24 شهرا المقبلة، مشيرا إلى أن 2016 ستكون سنة صعبة، لكن 2017 ستكون أصعب حتى لو كانت الظروف المناخية ملائمة. وأوضح الحليمي أن سنة 2016 ستستفيد من بقايا مخزون العام السابق الذي عرف إنتاجا زراعيا استثنائيا بخلاف 2017.
كما أشار الحليمي إلى أن الأمر لا يتعلق فحسب بالأرقام التي ترتفع وتنخفض، وإنما أيضا باستتباب الاستقرار، وقال في هذا السياق إنه «لا بد من مواجهة قضايا الفقر، وتعزيز أمل الناس في الاستمرار في العمل والانفتاح على آفاق جديدة، وهذا أمر ضروري، وإعادة النظر المطلوبة في السياسات المتبعة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمالي، ليس فقط كأداة من أدوات الزيادة في النمو، وإنما أيضا من أجل استتباب عوامل الاستقرار ومواجهة تهديدات تيارات خارجية تستغل الارتباط العفوي من الناحية الروحية بالإسلام، وهم لا يعرفون الإسلام، ويجدون تربة خصبة في كل مجال تنتشر فيه الأمية والجهل والفقر».
وأضاف الحليمي أن المغرب، الذي كان يواجه اختلالات اقتصادية كبيرة، اضطر لإيجاد إطار من أجل تخفيف اعتماده على المديونية، وتمكن من تحسين وضعية الموازنة الحكومية، وتحسين الميزان التجاري، ورفع احتياطي العملات الأجنبية إلى نحو سبعة أشهر من الواردات، ونتيجة ذلك تمكن من تقليص حدة نقص السيولة النقدية للمصارف من نحو 60 مليار درهم (6 مليارات دولار) إلى نحو 16 مليار درهم (1.6 مليار دولار).
ودعا الحليمي إلى ضرورة اتخاذ الحكومة لإجراءات استعجالية من أجل إنقاذ الماشية ومواجهة آثار الجفاف في البادية، وأيضا من أجل ضمان استمرار الدخل والتشغيل في المدن أيضا، مشيرا إلى أن تأثير القطاع الزراعي على معدل النمو سيستمر في المغرب.
وانتقد الحليمي مواصلة سياسة التقشف، مشيرا إلى أنها أدت إلى تراجع الاستهلاك، الذي يعتبر قاطرة للنمو الاقتصادي، كما أدت إلى تراجع المجهود الاستثماري الذي انخفض من 34 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي إلى حصة 29 في المائة منه، وقال إنه «من الضروري الآن النظر إلى أدوات أخرى وليس مجرد تخفيض النفقات. نحتاج إلى شيء جديد يغذي الأمل في نمو القطاعات غير الزراعية وتطويرها لتأخذ موقعها في الاقتصاد الوطني».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.