السيستاني يحمل الزعامات السياسية مسؤولية الأزمة المالية في العراق

دعا الحكومة إلى الاستعانة بخبراء دوليين لتجاوزها

السيستاني يحمل الزعامات السياسية مسؤولية الأزمة المالية في العراق
TT

السيستاني يحمل الزعامات السياسية مسؤولية الأزمة المالية في العراق

السيستاني يحمل الزعامات السياسية مسؤولية الأزمة المالية في العراق

بالتزامن مع إعلان الرئاسات الثلاث في العراق عن اتخاذها جملة من الإجراءات لمواجهة الأزمة المالية والأمنية التي يعانيها العراق، حمّل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني ومتظاهرو عدة محافظات وسطى وجنوبية الطبقة السياسية الحاكمة مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد.
وكانت الرئاسات الثلاث (الجمهورية والوزراء والبرلمان) عقدت مساء أول من أمس اجتماعًا مع رؤساء الكتل السياسية ناقشت فيه الأزمة المالية والسياسية والحرب ضد تنظيم داعش. وقال بيان لرئاسة الجمهورية إن «الاجتماع دعا الكتل والقوى السياسية إلى مؤازرة قواتنا الأمنية سياسيًا ومعنويًا وإسناد الحكومة من أجل تطوير خطط الدعم اللوجيستي والإعداد والتسليح والمضي قدمًا لتحرير جنوب كركوك ومحافظة نينوى». وأدان المجتمعون بحسب البيان «التفجيرات الإرهابية وحرق وتفجير المساجد ودور العبادة، مطالبين الأجهزة الأمنية بمضاعفة جهودها لإلقاء القبض على الجناة وإحالتهم إلى العدالة وتعويض المتضررين والحث على نبذ الخطاب الطائفي والفكر التكفيري»، كما أكدوا على دعم الأجهزة الأمنية في تصديها لمكافحة الجريمة المنظمة وخصوصًا جرائم خطف المواطنين العراقيين والأجانب وجرائم التسليب والسطو المسلح، ومنع اعتقال أي مواطن دون مذكرة أو احتجازه في أماكن غير قانونية وتعزيز قدرات وخبرات الأجهزة الأمنية للتصدي لهذه الجرائم والكشف عن مواقع احتجاز المخطوفين والمحتجزين. وأوضح البيان أن «الاجتماع دعا إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحصر السلاح بيد الدولة وتفعيل مراقبة تداول الأسلحة واستخدامها خارج نطاق القانون»، وإتمام تعيين رؤساء الأجهزة الأمنية وقادة الفرق العسكرية والبرنامج الحكومي وحزمة الإصلاحات وفقًا للدستور ودعوة مجلس النواب للتصويت عليها.
وفيما يخص الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، اتفق المجتمعون بحسب البيان على «ضرورة التعجيل باتخاذ الإجراءات التنفيذية والتشريعية التي تسهم في تجاوز الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة، والمضي في محاربة الفساد بمختلف أشكاله وظواهر هدر المال العام من خلال توفير الدعم لدور القضاء والادعاء العام وتوفير الدعم لعمل هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية، وتقليص العجز في الميزانية من خلال ضغط النفقات والسيطرة على الإنفاق غير الضروري».
لكن ممثل المرجعية الشيعية اتهم الطبقة السياسية بعدم امتلاك الإرادة الوطنية الصادقة في مواجهة الأزمات التي تمر بالبلاد. وقال عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني، خلال خطبة صلاة الجمعة أمس في مدينة كربلاء إن «مهمة إدارة البلاد وتجاوز الأزمات لم تكن سهلة ويسيرة، لا سيما مع تعقيدات الأوضاع الداخلية وتدخّل الكثير من الأطراف الخارجية في الشأن الداخلي، لكنها لم تكن مهمة مستحيلة». وأضاف الكربلائي، أن «المهمة كانت ممكنة جدًا لو توفرت الإرادة الوطنية الصادقة لمن هم في مواقع القرار لمواجهة المشكلات وتجاوزها من خلال معالجة جذورها قبل أن تتحول إلى أزمات خانقة».
ومضى الكربلائي قائلا إن «تجنب الكثير من تلك الأزمات كان ممكنًا لو كان من بيدهم الأمور من القوى السياسية الحاكمة قد أحسنوا التصرف، ولم يلهثوا وراء المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية، وقدموا المصالح العليا للعراق والعراقيين على جميع المصالح الأخرى»، محذرًا من أن «الأزمة المالية للبلد بلغت حدًا خطيرًا». وأكد ممثل المرجعية الدينية، أن «المستشفيات باتت تشتكي من عدم توفر الأموال اللازمة لشراء الأدوية والمستلزمات الضرورية للعمليات الجراحية، كما لم يعد يتوفر كامل رواتب الموظفين والمتقاعدين»، داعيًا الحكومة إلى «الاستعانة بمجموعة من الخبراء المحليين والدوليين لوضع خطة طوارئ لتجاوز الأزمة الراهنة».
وفي هذا السياق، أكد مسؤول كبير لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزمة بلغت حدا بات فيه من الصعب تأمين الرواتب لنحو 7 ملايين موظف ومتقاعد يعتمدون على الدولة بشكل كامل»، مبينًا أنه «في الوقت الذي نحتاج فيه شهريًا إلى نحو 4 مليارات دولار لدفع الرواتب، فإن ما يدخل في الخزينة اليوم لا يتجاوز الملياري دولار، بينما المسألة لا تتوقف عند حدود الرواتب والأجور، بل هناك نفقات الحرب الباهظة، وبالتالي فنحن حيال أزمة خانقة بالفعل».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».