تجدد المعارك في ريف اللاذقية وحركة نزوح من المخيمات على الحدود التركية

المعارضة السورية تؤكد مقتل 54 مدنيًا خلال 24 ساعة جراء غارات روسية على مناطق عدة

تجدد المعارك في ريف اللاذقية وحركة نزوح من المخيمات على الحدود التركية
TT

تجدد المعارك في ريف اللاذقية وحركة نزوح من المخيمات على الحدود التركية

تجدد المعارك في ريف اللاذقية وحركة نزوح من المخيمات على الحدود التركية

تجددت يوم أمس الاشتباكات في جبل الأكراد بريف محافظة اللاذقية، في شمال غربي سوريا، بينما بدأ النازحون في المخيمات المقامة في المنطقة قرب الحدود التركية النزوح بشكل مكثف منها باتجاه مناطق أخرى بعد تقدم قوات النظام في المنطقة. ومن ناحية أخرى، قتل 54 مدنيا على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في غارات روسية استهدفت مناطق عدة في سوريا، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
«المرصد» أفاد عن وقوع اشتباكات على عدة محاور بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بين غرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس ومشاركة جنود روس بالإضافة لقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية وحزب الله اللبناني من جانب، والفصائل المقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني و«جبهة النصرة» من جانب آخر. وحسب «المرصد» أدت هذه الاشتباكات إلى وقوع خسائر في صفوف الطرفين. وأشار المصدر نفسه كذلك إلى تنفيذ طائرات حربية روسية المزيد من الغارات على مناطق الاشتباك، وقصف مكثف من قبل قوات النظام على المنطقة.
ونتيجة لسيطرة قوات النظام الأسبوع الماضي على مناطق استراتيجية في ريف اللاذقية، بدأ النازحون في المخيمات على الحدود التركية الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي، النزوح بشكل مكثف منها باتجاه مناطق متفرقة، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائها قبل سنوات، وفق ما ذكر «مكتب أخبار سوريا». وقال عضو مركز سلمى الإعلامي عبد الرحمن اللاذقاني لـ«مكتب أخبار سوريا» إن سكان المخيمات بدأوا بترك خيمهم والتوجه إلى مناطق «أكثر أمنا» إثر تقدم قوات النظام بشكل كبير في مناطق ريف اللاذقية وكشفها معظم الطرق التي تؤدي إلى المخيمات، وتثبيتها مدافع وراجمات صواريخ على بعض المواقع المطلة عليها، بالإضافة إلى تعرض المناطق الحدودية وأماكن النازحين للقصف. وأضاف المصدر اللاذقاني أن عشرات العائلات تركت خيمها ونزحت إلى مدينة إدلب وريفها، في حين ينتظر مئات النازحين فتح المعابر الحدودية مع تركيا للدخول إليها، مؤكدا أنها المرة الأولى التي تشهد فيها هذه المخيمات حركة نزوح منها باتجاه مناطق أخرى. ويذكر أن غالبية مناطق ريف اللاذقية الشمالي باتت تحت سيطرة قوات النظام، بعد معارك استمرت لعدة أشهر ضد فصائل المعارضة، تحت غطاء جوي روسي، ما أحدث موجة نزوح كبيرة بين المدنيين.
ويوم أمس أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مقتل 29 مدنيا، بينهم ثلاثة أطفال وتسع نساء في غارات روسية استهدفت أحد أحياء مدينة دير الزور وقرى أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في محافظة دير الزور (بشرق سوريا)، مشيرا كذلك إلى وقوع عشرات الجرحى نتيجة الغارات.
ويسعى التنظيم المتطرف منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل محافظة دير الزور، حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور، عاصمة المحافظة، تحت سيطرة قوات النظام، مقابل سيطرة «داعش» على 60 في المائة من المدينة إثر هجوم عنيف شنه أخيرًا.
وفي شمال سوريا، قتل 15 مدنيا بينهم خمسة أطفال أشقاء في غارات روسية استهدفت مدينة الباب، أبرز معاقل تنظيم داعش في محافظة حلب. وكانت فصائل المعارضة السورية قد سيطرت في يوليو (تموز) 2012 على مدينة الباب التي تبعد نحو ثلاثين كيلومترا عن الحدود التركية، قبل أن يتمكن تنظيم داعش من الاستيلاء عليها في عام 2013، وبات جيش النظام السوري، الذي يحظى بدعم جوي روسي، على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الباب بعدما تمكن من استعادة قرى وبلدات عدة جنوبها، بحسب «المرصد». ومن ناحية أخرى، قتل 14 مقاتلا و20 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في اشتباكات عنيفة إثر هجوم مضاد شنه «داعش» بعد منتصف الليل على قرى تم طرده منها قبل أيام شرق مطار كويرس العسكري. ومن ثم تمكن جيش النظام المدعوم جوًا من الطيران الحربي الروسي خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من فك حصار كان «داعش» يفرضه على مطار كويرس منذ ربيع 2014، ويشهد محيط المطار العسكري منذ ذلك الحين اشتباكات بين الطرفين وسط تقدم لقوات النظام.
أما في وسط البلاد، أفاد المرصد عن مقتل عشرة مدنيين، بينهم سبعة أطفال، سقط غالبيتهم في غارات روسية على بلدة الغنطو في ريف محافظة حمص الشمالي. كذلك استهدفت الطائرات الحربية الروسية مدينتي الرستن وتلبيسة وقرى أخرى في المنطقة. وتسيطر قوات النظام على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الريف الشمالي وبينها الرستن وتلبيسة، فيما يتمركز تنظيم داعش في الريف الشرقي وخصوصا مدينة تدمر الأثرية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.