فشل هجوم انتحاري تبناه تنظيم داعش المتطرف، أمس، في الوصول إلى قصر معاشيق الرئاسي في عدن، وقد خلف الهجوم قتلى وجرحى في صفوف حراسات القصر والمدنيين.
وقال مصدر أمني مسؤول في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن التفجير لم يتمكن من اختراق الحاجز الأمني الرئيسي للقصر الكائن في حي كريتر، بمديرية صيرة في العاصمة المؤقتة عدن، وإن الانتحاري، الذي كان يقود سيارة يابانية الصنع، فجر نفسه في الجنود أثناء محاولتهم تفتيشه، في حين تؤكد المصادر أن مبنى القصر يبعد عن مكان التفجير بأكثر من كيلومترين، وهو موقع محصن بالنسبة لمحاولات اختراقه عبر عمليات مماثلة، حيث تنتشر، ما بين البوابة الرئيسية ومبنى القصر، عدد من النقاط الأمنية والحواجز الخراسانية.
وأغلقت أجهزة الأمن في عدن كل الشوارع المؤدية من وإلى قصر الرئاسة وامتدت عملية الإغلاق لتشمل مديريات أخرى مجاورة، كالمعلا وخور مكسر، وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن أجهزة الأمن حصلت على معلومات تتعلق بوجود عناصر إرهابية أخرى كانت بالقرب من موقع التفجير وكانت ترصد وتوثق عملية التفجير منذ بدايتها، حيث خضعت المناطق المجاورة لعمليات تمشيط واسعة النطاق بحثا عن مشتبهين.
ورغم سقوط ضحايا في التفجير الانتحاري، فإن مصادر في عدن، وصفت لـ«الشرق الأوسط» التفجير بأنه «يائس»، في ظل الحملة الأمنية وخطة الانتشار الأمني الجديدة التي بدأ تطبيقها في عدن لمحاصرة الاختلالات الأمنية وحوادث الاغتيالات المتواصلة التي تنفذها خلايا مرتبطة بالمخلوع علي عبد الله صالح، بحسب المصادر، التي أشارت إلى أن الهجوم جاء كمحاولة لإرباك المشهد في عدن بعد عودة الحكومة اليمنية الشرعية للاستقرار في العاصمة المؤقتة وممارسة مهامها.
من جانبه، قال نزار أنور، المتحدث باسم السلطة المحلية في عدن لـ«الشرق الأوسط» إن التفجير الانتحاري تقف وراءه الأجهزة الأمنية المنحلة الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح وللميليشيات الحوثية، والتي تغلغلت في عدن وباقي محافظات الجنوب طوال أكثر من عقدين من الزمن. وأشار أنور إلى أن الهدف من التفجير هو إيصال رسالة للسلطات الشرعية «بأننا لن نترككم تؤمّنون عدن وتديرون الأمور من هناك». كما أشار إلى أن هذا الحادث وغيره من الحوادث، يضع السلطات الشرعية وقوات التحالف في مواجهة حقيقية لخوض «حرب أمنية مع هذه العصابات».
في الوقت الذي تضاربت المعلومات حول عدد الضحايا الذين سقطوا في التفجير الانتحاري، حيث أشارت آخر الإحصائيات، مساء أمس، إلى مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص وإصابة آخرين، بينهم مدنيون، حيث تقع البوابة الرئيسية للقصر على طريق سيارات ووسط حي سكني وتقابل نادي التلال، أحد أشهر أندية عدن الرياضية. وتبنى تنظيم داعش الهجوم الانتحاري على قصر الرئاسة في عدن، والانتحاري الذي نفذ الهجوم يكنى بـ«أبو حنيفة الهولندي»، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات بشأن الهجوم.
تفجير انتحاري استهدف قصر «معاشيق» في عدن
مصادر أمنية وصفته بـ«اليائس»
تفجير انتحاري استهدف قصر «معاشيق» في عدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة