حزب الله يتوسط بين حماس وطهران ويحاول جمع أبو مرزوق بمسؤولين إيرانيين في لبنان

مصادر: عضو المكتب السياسي للحركة سينقل لمضيفيه ترحيبها بأي تقارب غير مشروط

حزب الله يتوسط بين حماس وطهران ويحاول جمع أبو مرزوق بمسؤولين إيرانيين في لبنان
TT

حزب الله يتوسط بين حماس وطهران ويحاول جمع أبو مرزوق بمسؤولين إيرانيين في لبنان

حزب الله يتوسط بين حماس وطهران ويحاول جمع أبو مرزوق بمسؤولين إيرانيين في لبنان

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الشرق الأوسط»، إن حزب الله اللبناني يحاول مجددًا التوسط بين إيران وحركة حماس الفلسطينية، في محاولة للوصول إلى اتفاق يضمن تطبيع العلاقات من جديد، بعدما فشلت المحاولات الإيرانية الأخيرة، في إقناع حماس بإعلان موقف مؤيد لها ضد السعودية، مقابل عودة العلاقات والدعم المالي الكامل.
وبحسب المصادر، فإن حزب الله يسعى إلى عقد لقاءات في بيروت بين مسؤولين من حماس ومسؤولين إيرانيين لتجاوز الأزمة.
وأكدت المصادر أن قيادات من حزب الله بينها نائب رئيس الحزب، نعيم قاسم، وجهوا الدعوة لعضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، لزيارة لبنان، بهدف لقاء مسؤولين إيرانيين كبار، بينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني، يوجدون باستمرار في بيروت، للتنسيق مع الحزب بشأن العمليات الحالية في سوريا.
وبحسب المصادر أيضًا، فإن أبو مرزوق قد يتوجه فعلاً إلى بيروت، لكن من دون موعد محدد حتى الآن. وقالت إن أي موعد للقاء قادة حزب الله أو مسؤولين إيرانيين، وما سيتم بحثه تحديدًا والمطالب التي سيحددها كل جانب لإحياء الاتصالات وإعادة العلاقات بينهما، ما زالت غير واضحة.
واختار حزب الله دعوة أبو مرزوق تحديدًا، لأنه خاض في لبنان نقاشات كثيرة مع مسؤولين إيرانيين لرأب الصدع، مما سمح بمد جسور جديدة بين طهران وحماس بعدما كانت العلاقات انقطعت تمامًا بعد موقف حماس من سوريا.
وبحسب المصادر نفسها، فإن أبو مرزوق ليس في عجلة من أمره، هذه المرة، خصوصًا بعد قرار حماس بتجنب الدخول في تحالفات في المنطقة، وخصوصًا ضد العالم السني.
وتأتي محاولات حزب الله الجديدة، في ظل استمرار الخلافات بين إيران والسعودية، ومحاولات إيران استقطاب مواقف سنية إلى صفها، خصوصًا بعدما فشلت في إقناع حماس بذلك، بعد لقاءات جرت في طهران نفسها، بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وممثل حماس هناك خالد القدومي.
ووجه ظريف عبر القدومي رسالة إلى رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، يشرح فيها ظروف العلاقة مع السعودية بعد التدهور الحاصل وما يجري في المنطقة، وتأثيره على القضية الفلسطينية، وضرورة اصطفاف الحركة التي تؤثر في المواقف الفلسطينية الداخلية، إلى جانب إيران، باعتبارها «الدولة الوحيدة التي تقف في وجه إسرائيل» وضمن محور «المقاومة» في الشرق الأوسط، مقابل استئناف الدعم المالي الكبير.
ورفض مشعل العرض الإيراني في الظروف الراهنة، خشية أن يفسر أي تقارب بأنه دعم لإيران في أزمتها ضد السعودية أو في ملفات أخرى في سوريا وغيرها.
وكانت إيران أوقفت، في السابق، الدعم عن حركة حماس بسبب الموقف من سوريا، وأوقفت، لاحقًا، الدعم عن الجهاد الإسلامي بسبب الموقف من الحرب في اليمن.
وخلال العامين الماضيين، مدت حماس وإيران جسورًا للعلاقة من جديد، عبر تدخلات من حزب الله في لبنان، واستأنفت إيران دعمًا محدودًا لحماس، لكن العلاقات لم تنضج كما يجب، خصوصًا أن ترتيبات لزيارة مشعل إلى طهران فشلت أكثر من مرة.
ولم تسلم حماس من انتقادات كبيرة من التنظيم الأم (الإخوان المسلمين) بسبب محاولات استئناف العلاقة مع إيران، وكذلك من عناصرها، وكان هذا أحد الأسباب التي ساعدت حماس على اتخاذ قرارها بعدم الاستجابة لإيران.
وأخذت حماس بالحسبان، إضافة إلى ردة فعل عناصر الحركة، إمكانية التقارب أكثر مع الدول السنية المؤثرة في المنطقة، ولأنها تقيم الآن في دولة خليجية، ولها مصالح كبيرة مع جهات غير رسمية في الدول الخليجية والسنية، إضافة إلى العلاقة القوية مع تركيا التي تعد أكثر الجهات دعما سياسيًا لحماس وقد وقفت تركيا إلى جانب الموقف السني في مواجهة إيران، ناهيك بالانتقادات الكبيرة التي تلقتها الحركة من جماعة الإخوان المسلمين أخيرًا، وهي الجماعة الأم لحماس، بسبب مؤشرات تقارب مع إيران وحزب الله.
وقالت المصادر إن حماس معنية بالتواصل مع كل الأطراف وبنسج علاقات جيدة مع الجميع بما في ذلك إيران، ولكن ليس ضمن تحالفات. وأكدت المصادر أن هذا الكلام سينقله أبو مرزوق لمضيفيه في لبنان وللمسؤولين الإيرانيين الذين سيلتقيهم.
وبحسب المصادر، فإن أبو مرزوق سينقل موقف حماس المرحب بأي علاقات ودعم مالي غير مشروط بأي موقف جديد من سوريا أو أي موقف من السعودية، أو حتى مساند لإيران، وأي مواقف مشروطة أخرى.
ويعتقد أن اللقاء سيتم في لبنان بعد عقد لقاءات بين مسؤولين من حركة فتح وحماس بداية الشهر المقبل، في قطر، في محاولة للوصول إلى اتفاق مصالحة يشتمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات شاملة خلال 3 شهور.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.