حزب التجمع المصري لـ(«الشرق الأوسط») : الرئيس أقنعنا بضرورة تحصين لجنة الانتخابات الرئاسية

منصور عقد اجتماعا مع القوى السياسية والحزبية

حزب التجمع المصري لـ(«الشرق الأوسط») : الرئيس أقنعنا بضرورة تحصين لجنة الانتخابات الرئاسية
TT

حزب التجمع المصري لـ(«الشرق الأوسط») : الرئيس أقنعنا بضرورة تحصين لجنة الانتخابات الرئاسية

حزب التجمع المصري لـ(«الشرق الأوسط») : الرئيس أقنعنا بضرورة تحصين لجنة الانتخابات الرئاسية

قال الدكتور سيد عبد العال، رئيس حزب التجمع المصري لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن المستشار عدلي منصور، رئيس الجهورية، قدم أدلة ومبررات واضحة أقنعته ومعظم الأحزاب المشاركة في الحوار السياسي الذي أجرته الرئاسة، أمس، بضرورة تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، من الطعن القضائي عليها، وأن هذا الأمر ليس مخالفا للدستور الجديد.
وسعى عدد من الأحزاب والقوى السياسية إلى تعديل قانون الانتخابات الرئاسية، بما يسمح بجواز الطعن على نتائج هذه الانتخابات بخلاف ما نص عليه القانون، الذي صدر الأسبوع الماضي، من تحصين للقرارات النهائية للجنة العليا للانتخابات، وعدم جواز الطعن القضائي عليها.
وكان الرئيس منصور قد أصدر يوم السبت الماضي قرارا بقانون تنظيم الانتخابات الرئاسية، تمهيدا لبدء فعاليات السباق الرئاسي. ويضع القانون ثلاثة شروط جديدة للترشح للرئاسة، هي أن يكون المرشح حاصلا على مؤهل عالٍ (جامعي)، وألا يكون قد سبق الحكم عليه في قضية، حتى ولو رد إليه اعتباره، وأن يكون خاليا من الأمراض البدنية والعقلية.
ويتوقع أن تجري الانتخابات الرئاسية مطلع شهر مايو (أيار) المقبل. وقال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية والإدارية، أمس، إن اللجنة العليا للانتخابات ستعلن الجدول الزمني لانتخابات الرئاسة مطلع الأسبوع المقبل.
وعقد منصور أمس اجتماعا مع عدد من القوى السياسية والحزبية، لمناقشة القانون وما أثير بشأن تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات، بالإضافة إلى مشروع قانون الانتخابات البرلمانية والنظام الانتخابي القادم، سواء بالقوائم أو بالفردي أو المختلط. وقال سياسيون قبيل الاجتماع، إن «تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية يعد مخالفا للدستور الجديد الصادر في يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي نص على أن حق التقاضي مكفول للجميع».
وقال بيان لرئاسة الجمهورية، أمس، إن الرئيس منصور اجتمع بـ13 رمزا من رموز القوى السياسية ورؤساء الأحزاب، وجرت مناقشة دوافع الإبقاء على حصانة لجنة الانتخابات الرئاسية بقانون تنظيم الانتخابات الرئاسية الصادر أخيرا.
ووفقا لبيان الرئاسة «تحدث جميع الحضور خلال الاجتماع، حيث ناقش الرئيس كل من قدم اقتراحا في مقترحه تفصيلا، ورد عليه بالأسانيد القانونية والدستورية، التي تحول دون الأخذ به، ووافق أغلبية الحضور على الرأي المشار إليه، بينما أعرب باقي المشاركين في الاجتماع عن تفهمهم للمبررات ذات الصلة، مطالبين بأهمية أن يتم توضيح الكثير من النقاط الهامة التي أثيرت خلال الاجتماع للرأي العام توضيحا للصورة وتصويبا لعدد من الرؤى التي لا تأخذ كل المعطيات ذات الصلة في الاعتبار، وهو الأمر الذي طالبهم به الرئيس».
وقال رئيس حزب التجمع، أحد الحاضرين في الاجتماع، إن «الرئيس استمع لملاحظات جميع الحاضرين، وكان رده بأن قانون الانتخابات الرئاسية صادر وفق الأحكام الانتقالية بالدستور الجديد، كما أنه تم إرساله للجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بعد كتابته وبدورها ردت عليه بخطاب بأن القانون لا يتعارض مع الدستور الجديد ويتطابق معه، ما يعني أن ليس به عوار دستوري كما يدعي البعض».
وأضاف: «الرئيس أكد لنا، أن فتح الطعون على قرارات لجنة الانتخابات يعني تعليق إعلان اسم شخص رئيس الجمهورية الفائز بسبب طعن أحد المرشحين ما يقرب من عام، إلى أن تفصل المحكمة الدستورية عليه، وفي النهاية ستؤكد المحكمة أيضا أن القانون دستوري».
من جانبه، قال السفير محمد العرابي، رئيس حزب المؤتمر، عقب الاجتماع أمس، إن «إصدار قانون الانتخابات الرئاسية بشكله الحالي دوافعه وطنية خالصة وليس هناك أي أهداف من وراء ذلك لدعم مرشح بعينه».
وأضاف العرابي: «استشعرنا أن الرئيس منصور مهموم بالقضية وإظهار وجهة نظره بعد حملة إعلامية شككت في نياته»، موضحا: «الرئيس يرى أن مصر يجب أن تخرج من النفق المظلم وتخرج للاستحقاق الرئاسي».
ونوه العرابي بأن الرئيس قدم عرضا كاملا للإجراءات والمراحل منذ بداية إعداد القانون وعرضه على النقاش المجتمعي ثم عرضه على مجلس الدولة، ثم الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا، معربا عن اعتقاده أن رؤساء الأحزاب بدوا مقتنعين بوجهة نظر مؤسسة الرئاسة حول القانون.
وكان عدد من الأحزاب قد طالب بتعديل القانون. وقال حمدين صباحي، رئيس التيار الشعبى، أحد المرشحين المحتملين للرئاسة، في خطاب للرئيس أمس: «إن تحصين قرارات اللجنة لا يحقق استقرارا للنظام السياسي كما يذهب البعض، بل على العكس تماما يفضي إلى زعزعة الاستقرار بتعريض الرئيس المنتخب للطعن على شرعيته ما دام القانون الذي نظم عملية انتخابه معرضا للطعن عليه بعدم الدستورية». وأضاف: «مخالفة مادة صريحة في الدستور بعد إقراره بأقل من شهرين أمر غير مقبول، ولن يكون في مصلحة الوطن».
وعقدت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أنور العاصي، رئيس المحكمة الدستورية العليا، أمس، اجتماعها الثاني منذ وصول قانون الانتخابات الرئاسية لها، لوضع اللائحة التنفيذية للقانون وتحديد المواعيد التنظيمية لإجراءات الانتخابات الرئاسية.
ويأتي المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع الحالي، في مقدمة المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية، ومعه المرشحان السابق للرئاسة حمدين صباحي وخالد علي، بالإضافة إلى الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق.
وقال اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية والإدارية، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، إن «اللجنة العليا للانتخابات تقوم حاليا بإعداد الضوابط والقواعد التي تسبق إجراء الانتخابات، وأن الوزارة تنتظر الإعلان عنها لكي تبدأ في تطبيقها على أرض الواقع»، مضيفا أنه «يتم العمل على تحديث قاعدة بيانات الناخبين في كل محافظة، بهدف حذف الأشخاص الذين توفوا، وإضافة الشباب الذين بلغوا سن الـ18 عاما».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.