تعد تعز واحدة من المحافظات العشر، من إجمالي 22 محافظة في اليمن، التي تعاني انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى «الطوارئ»، وهو المستوى الذي يسبق «المجاعة» مباشرة وذلك وفقًا لمقياس مكون من خمس نقاط في التصنيف المرحلي المتكامل لحالة الأمن الغذائي. وهناك واحدة على الأقل من كل خمس أسر في المنطقة لا تجد ما يكفي من الغذاء لتعيش حياة صحية، وفقدت مصادر رزقها وتواجه معدلات سوء التغذية الحاد التي تهدد الحياة.
وفي هذا السياق يناشد برنامج الأغذية العالمي السماح بالمرور المنتظم والأمن للمواد الغذائية لجميع المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء اليمن.
وتمكن البرنامج من نقل إمدادات غذائية داخل مناطق محاصرة في المدينة. وأعلنت الأمم المتحدة أول من أمس أن برنامج الأغذية العالمي تمكن من إدخال «قافلة من 12 شاحنة إلى المنطقتين المحاصرتين، القاهرة والمظفر، يوم الخميس الماضي، محملة بمواد غذائية تكفي 3000 أسرة لمدة شهر». دخول القافلة إلى هاتين المنطقتين تم بعد مفاوضات مكثفة للسماح للبرنامج بتقديم المساعدات إلى الآلاف من الجوعى. وتزامن هذا التقدم مع وصول بعثة مشتركة من الأمم المتحدة إلى محافظة إب، بشمال شرقي مدينة تعز، حيث التقى مسؤولون من منظمات الإغاثة الإنسانية بالأمم المتحدة مع ممثلين محليين وشهدوا الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية.
وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك قام بزيارة لمدينة تعز ليطلع عن كثب على الأوضاع الإنسانية بالمدينة التي لم تتمكن المساعدات الإنسانية من الوصول إلى ثلاث مديريات بها منذ أشهر.
وقال المسؤول الدولي إنه لم ير سوى عدد قليل من المتاجر تفتح أبوابها، فيما تعاني المدينة من شح في المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى الضرورية للبقاء على قيد الحياة. كما تشهد مدينة تعز نقصا في الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمكانية الحصول على المياه والوقود.
وقام منسق الشؤون الإنسانية في اليمن بزيارة مستشفى الثورة في المدينة الذي تعرض للقصف عدة مرات، وشدد على ضرورة حماية المستشفى من أي هجمات وفقا لأحكام القانون الدولي الإنساني.
وقال إن الطواقم الطبية في تعز تواصل عملها، مثل غيرها من العاملين في المجال الصحي في أماكن أخرى من اليمن، على الرغم من المخاطر التي تواجهها. منوها بأن تلك الطواقم غالبا ما تعمل دون تلقي أجور في ظروف لا تتوفر فيها سوى موارد ضئيلة، مؤكدا أنه شهد في كل مكان حجم الضرر الذي لحق بالسكان النساء بسبب النزاع.
وأعلنت بريطانيا تقديمها مساعدات إنسانية عاجلة لليمن بقيمة 10 ملايين جنية إسترليني تشمل مواد غذائية ومعدات طبية إضافة إلى أغطية وخيام مؤقتة.
كما سلمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي 5 ثلاجات لمشرحة مستشفى الجمهورية في محافظة عدن، أكبر وأهم المؤسسات الصحية في عدن والمحافظات الجنوبية. وقال مدير عام مكتب الصحة والسكان، الدكتور الخضر لصور، لـ«الشرق الأوسط» إن الأيام المقبلة ستشهد تنفيذ المرحلة الثانية التي تشمل تأهيل بقية طوابق ومرافق المستشفى حتى يعمل بطاقته القصوى، لافتا إلى أن المستشفى استأنف نشاطه بعيد تأهيله من هيئة الهلال الإماراتي.
وأكدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في بيان صحافي أن تحسين الخدمات الصحية في اليمن في المرحلة الراهنة تعتبر من ضمن أولويات الهيئة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وما كانت عليه قبل الأزمة، مشيرة إلى أن جهودها في تحسين أداء القطاع الطبي في اليمن تتضمن عددا من المحاور منها الجانب الإنشائي وإعادة إعمار البنية التحتية وهذه تشمل تأهيل وصيانة المستشفيات والمؤسسات الصحية التي تأثرت بالأحداث وجعلها مكانا ملائما لتقديم الخدمات الطبية اللازمة.
وقالت إنها تدرك المخاطر الناجمة عن هذا الوضع، لذلك تدرس فرق الهيئة الموجودة حاليا في اليمن بعناية أولويات واحتياجات هذا القطاع الحيوي والهام، ورفعها في شكل تقارير عاجلة للهيئة لتوفيرها.
وفي محافظة الضالع، جنوبي البلاد، انطلقت الحملة الإغاثية لمؤسسة المحسنين بالتعاون مع قطر الخيرية لتوزيع المواد الإغاثية والإيوائية للأسر الفقيرة والمتضررة في عاصمة المحافظة والمناطق المجاورة.
وأوضح مدير مؤسسة المحسنين صالح محمد مسعد لـ«الشرق الأوسط» أن حملة «الحفاظ على كرامة الإنسان» استهدفت 400 أسرة متضررة وفقيرة في المجال الإغاثي والإيوائي في إطار تنفيذ مشروع الإغاثة العاجلة للأسر المتضررة في اليمن ومنها محافظة الضالع الذي تموله قطر الخيرية.
إلى ذلك، قال الناشط الحقوقي والإعلامي، منصور سالم العلهي، لـ«الشرق الأوسط» إنه ومنذ سيطرة ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع على مقاليد السلطة في صنعاء توقفت مخصصات الإعانة للأسر الفقيرة، لافتا إلى هذه عشرات الآلاف من الأسر المعتمدة على الإعانة الشهرية المقررة من صندوق الرعاية الاجتماعية لم تصرف ومنذ 12 شهرا أو يزيد. ودعا المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية للالتفات لهذه الأسر واستهدافها بالسلال الغذائية، لعلها تساعد في تخفيف بعض مما تعانيه تلك الأسر جراء حرمانها من هذه الإعانات.
وكانت المفوضية السامية العليا لشؤون اللاجئين أعلنت أمس الثلاثاء عن نزوح 2600 يمني إلى الصومال. ومثلما هو معروف أن اليمن شهد موجة نزوح من الصومال إليه ومنذ مطلع عقد تسعينات القرن المنصرم وإلى ما قبل الحرب التي شنتها ميليشيات الرئيس المخلوع والحوثي.
10 محافظات يمنية على حافة كارثة إنسانية
مفوضية اللاجئين: موجة جديدة من النازحين اليمنيين إلى الصومال
10 محافظات يمنية على حافة كارثة إنسانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة