وزارة الدفاع الروسية تنفي إنشاء قاعدة جوية في القامشلي.. ومراقبون يشككون

بوتين يؤكد عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا

وزارة الدفاع الروسية تنفي إنشاء قاعدة جوية في القامشلي.. ومراقبون يشككون
TT

وزارة الدفاع الروسية تنفي إنشاء قاعدة جوية في القامشلي.. ومراقبون يشككون

وزارة الدفاع الروسية تنفي إنشاء قاعدة جوية في القامشلي.. ومراقبون يشككون

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، عزم بلاده على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة السورية، في وقت يرى فيه مراقبون أن ما جاء في بيان الخارجية الروسية حول محادثات وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف: «يضع المزيد من العقبات أمام إطلاق العملية السياسية لحل الأزمة السورية».
وقال الرئيس الروسي في اجتماع عقده مع طلبة جامعة شمال القوقاز في ستافروبول في جنوب روسيا، إن بلاده «لا تخطط للتدخل بأي شكل من الأشكال في المسائل المتعلقة بنظام الحكم وحل القضايا التي تواجهها سوريا والدول الأخرى في المنطقة». ونقلت وكالة أنباء «تاس» عن بوتين قوله إن «مهمة روسيا في سوريا تقتصر على مساعدة الشعب وتقديم العون إلى الحكومة الشرعية في محاربة الإرهاب والقضاء على الإرهابيين في الأراضي السورية».
في غضون ذلك، كشفت موسكو أمس عن مكالمة هاتفية بين سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي جون كيري، أسفرت عن اتفاق الوزيرين حول «الدعوة من أجل سرعة الإعلان عن موعد إطلاق هذه المفاوضات، من قبل المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا». وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته بهذا الشأن إن سيرغي لافروف شدد مجددا خلال المكالمة الهاتفية مع نظيره الأميركي «على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالنزاهة لدى تطبيق أحكام القرار الأممي رقم (2254)، بما في ذلك مسألة تشكيل وفد للمعارضة واسع التمثيل، وإدراج مسألة تشكيل جبهة موحدة لمحاربة التنظيمات الإرهابية على الأجندة، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار، وحل القضايا الإنسانية، ووضع إصلاحات سياسية على أساس التوافق بين الحكومة وخصومها».
وبالنظر إلى المواقف التي أعلنتها قوى المعارضة السورية تجاه تصريحات كيري يوم السبت الماضي، يرى مراقبون في موسكو أن ما جاء في بيان الخارجية الروسية حول محادثات لافروف وكيري خلال الاتصال الهاتفي، «يضع المزيد من العقبات أمام إطلاق العملية السياسية لحل الأزمة السورية»، وأن بيان الخارجية «يشير بوضوح إلى أولويات شدد لافروف على أهميتها تقف على النقيض المطلق من سلم أولويات المعارضة السورية، لدرجة يستحيل معها إيجاد أي حلول وسط».
وبعد أن أشار البيان إلى أن وزير الخارجية الروسي شدد على «ضرورة التطبيق النزيه من جانب جميع الأطراف لقرار مجلس الأمن (2254)»، عاد ليتحدث عن ضرورة تشكيل وفد يتمتع بتمثيل واسع للمعارضة السورية، ما يعني، بحسب المراقبين، «إصرار موسكو على رفضها الاعتراف بوفد المعارضة الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات».
ويرى هؤلاء أن روسيا «لا تتحدث عن مرحلة انتقالية، ولا هيئة حكم انتقالي، وفق ما جاء في بيان جنيف، وكما نصت عليه فقرات من القرار (2254)، بل عن مجرد إصلاحات سياسية يتفق عليها السوريون»، معتبرين أن تلك «رؤية لن تلاقي أدنى درجات القبول من جانب المعارضة السورية، مما يعني أن محاولات عقد مؤتمر جنيف باتت مهددة بالفشل الكلي، أو أن المؤتمر لن ينتج الحل المنشود في حال انعقاده».
إلى ذلك، نفت موسكو المعلومات حول إنشاء قاعدة جوية جديدة في المطار المدني في القامشلي. وقال ديمتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الرئيس فلاديمير بوتين، إن الكرملين لا يعلق على ما تناقلته الصحافة عن مصادر المخابرات الأميركية حول أن العسكريين الروس يقومون بتوسيع وجودهم في مطار القامشلي المهجور في سوريا. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن بيسكوف قوله: «توجد في سوريا قواتنا الفضائية الجوية التي تقوم بمهمتها هناك. أما في ما يتعلق بمواقع وجودها، فهي أمور يجب أن يقوم المحترفون بالتعليق عليها، أو بقول أدق: مؤسستنا العسكرية».
بدورها، نفت وزارة الدفاع الروسية صحة تلك المعلومات؛ إذ وصف الجنرال إيغور كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، تلك المعلومات بأنها «مهزلة» أو «محاولة خرقاء للتغطية إعلاميا على إرسال تركيا قوة عسكرية كبيرة باتجاه الحدود مع سوريا بالقرب من القامشلي». وأكد الجنرال الروسي عدم وجود حاجة لدى القوات الجوية العاملة في سوريا لأي قاعدة دائمة أو للهبوط المؤقت والإقلاع، لأن نصف ساعة كافية لبلوغ المقاتلات الروسية، من مطار حميميم، أبعد نقطة في سوريا، حسب قوله.
إلا أن اللافت في هذا الشأن أن بعض الخبراء المقربين من السلطات الروسية يتحدثون عن «القاعدة الجوية الروسية في القامشلي» وكأنها «أمر قد تم إنجازه» الأمر الذي يبقي هذه المسألة موضع تساؤلات؛ ففي برنامج شهير على قناة «روسيا1» وخلال استعراض وجهات نظر الضيوف حول ما تخفيه التصريحات الأميركية بشأن العملية العسكرية البرية في سوريا والقاعدة الجوية الأميركية في الرميلان، قال مقدم البرنامج، الصحافي فلاديمير سولوفيوف المقرب جدًا من مؤسسات السلطة الروسية، إن الولايات المتحدة تريد نشر قواتها في الرقة لجملة أسباب، بما في ذلك «لتكون على مسافة 45 كلم فقط من قاعدتنا في القامشلي». وعندما اعترض ضيف يمثل المعارضة السورية على عبارة «قاعدتنا» قائلاً إن المطار هو مطار مدني سوري «لنا وليس لكم»، أكد سولوفيوف ومعه ضيف آخر أن «القاعدة لنا، لأن الرئيس السوري الشرعي هو الذي سمح لنا باستخدام القواعد على الأراضي السورية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.