عشرات القتلى.. بينهم أطفال في غارات روسية على دير الزور والرقة وريف إدلب

الجيش التركي يقصف مواقع لتنظيم داعش بعد سيطرته على بلدتين حدوديتين

عشرات القتلى.. بينهم أطفال في غارات روسية على دير الزور والرقة وريف إدلب
TT

عشرات القتلى.. بينهم أطفال في غارات روسية على دير الزور والرقة وريف إدلب

عشرات القتلى.. بينهم أطفال في غارات روسية على دير الزور والرقة وريف إدلب

أعلنت مواقع مؤيدة للمعارضة السورية، أن عشرات المدنيين قتلوا في الغارات التي شنّتها الطائرات الحربية الروسية على محافظة دير الزور ومدينة الرقة وريف محافظة إدلب، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بينما أفيد عن قصف الجيش التركي مواقع لتنظيم داعش في ريف محافظة حلب الشمالي، بعد ما حقق الأخير تقدما في المنطقة وسيطر على بلدتين واقعتين على الحدود التركية.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر أن «29 مدنيًا بينهم سبعة أطفال، قتلوا في غارات شنتها الطائرات الحربية الروسية على محافظة دير الزور في شرق سوريا». وأبلغ مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن «29 مدنيا بينهم سبعة أطفال قتلوا في غارات يعتقد أنها روسية على بلدة الخشام في محافظة دير الزور»، وبذلك يرتفع إلى 73 بينهم 22 طفلا وتسع نساء عدد المدنيين الذين قضوا منذ فجر الجمعة في الغارات الجوية على مناطق في دير الزور. وتزامن القصف الجوي الروسي لمناطق دير الزور، مع اشتباكات دارت بين قوات موالية للنظام السوري، ومقاتلي «داعش» الذين يسيطرون على غالبية مناطق المحافظة، فيما يحاصر التنظيم بقية المناطق التي لا تزال في قبضة القوات الحكومية داخل المدينة.
أما في مدينة الرقة، حيث معقل تنظيم «داعش»، فلقد قُتل أمس 32 شخصا على الأقل، جراء القصف الروسي، بحسب «المرصد» الذي قال: «إن مقاتلات من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نفذت غارات منفصلة على التنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور». وتتهم الولايات المتحدة الأميركية روسيا بـ«تنفيذ معظم غاراتها دعمًا للرئيس السوري بشار الأسد باستهداف فصائل معارضة في غرب البلاد بينها فصائل مدعومة من دول أجنبية».
إلى ذلك، قصف الجيش التركي أمس السبت مواقع لـ«داعش» في ريف حلب الشمالي بعدما حقق التنظيم تقدمًا في المنطقة، وسيطر على بلدتين واقعتين على الحدود التركية، في حين تستمر المعارك في ريف محافظة اللاذقية والقصف على مناطق بمحافظة إدلب ومدينة معضمية الشام بريف دمشق الغربي. وأعلنت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش»، أن مدفعية الجيش التركي استهدفت مواقع «داعش» في بلدات مرغل وراعل والبل، وجاء ذلك بعد سيطرة التنظيم على بلدتي البل وبراغيدة في الريف الشمالي لحلب.
وأوردت شبكة «سوريا مباشر» المعارضة، أن التنظيم المتطرف «استعاد السيطرة على بلدتي البل وبراغيدة الحدوديتين في ريف حلب الشمالي، بعد مواجهات عنيفة مع كتائب المعارضة المسلحة»، مشيرة إلى أن «داعش» الذي بدأ هجومه فجر السبت «استخدم الآليات الثقيلة في المعركة، وتمكنت كتائب المعارضة من تفجير سيارة مفخخة في محيط بلدة براغيدة قبل سيطرة التنظيم عليها».
في ريف محافظة إدلب، قتل 28 مدنيًا جراء قصف الطائرات الحربية الروسية لأطراف بلدة سرمدا ومعبر باب الهوى على الحدود السورية التركية. كذلك استهدفت الطائرات الروسية بشكل مكثف مناطق في جبلي الأكراد والتركمان بريف محافظة اللاذقية الشمالي، مع تواصل الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمعارضة في محيط منطقة ربيعة ومحاور أخرى بجبل التركمان وأطراف جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وفي معضمية الشام في الغوطة الغربية، فقد نفذت الطائرات الحربية التابعة للنظام ما لا يقل عن أربع غارات على مناطق في الجهة الجنوبية للمدينة - الضاحية، وذلك بعد 24 ساعة على قصف المدينة بصواريخ أرض جو.
أما على الجبهة الجنوبية، فقد جدّدت قوات نظام الأسد أمس محاولاتها للتقدم في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة الشيخ مسكين بريف محافظة درعا الشمالي، تحت غطاء مدفعي وجوي كثيف على المدينة والمناطق المحيطة بها. وأشار «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن قوات النظام «ركزت هجومها على عدة محاور أبرزها المساكن العسكرية التي تعتبر خط الدفاع الأخير عن وسط المدينة، وكتيبة النيران في محاولة لقطع طريق إمداد المعارضة الذي يربط المدينة بمدينة نوى الخاضعة لسيطرة الأخيرة». وأوضح أن «الهجوم على المدينة، تزامن مع غارات للطيران الحربي النظامي تجاوزت الـ30 غارة، أصابت معظمها أبنية خالية في وسط البلدة والسهول المحيطة، ونقاط تمركز لمقاتلي المعارضة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، تم نقلهم إلى مشفى (نبض الحياة) الميداني في مدينة داعل المجاورة»، مضيفًا أن «قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات صواريخ، الطريق الذي يصل الشيخ مسكين بمدينتي نوى وداعل المجاورتين، في محاولة لتغطية تقدم عناصرها على خطوط المواجهة في المدينة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».