مورينهو.. الأبواب المفتوحة أغلقت في وجهه

غموض موقفه من مانشستر يونايتد تركه من دون طريق واضح للعودة إلى عالم التدريب

مورينهو الذي كان يملأ السمع والأبصار بات خارج دائرة الضوء (أ.ف.ب) - ستنجح جماهير يونايتد في جلب مورينهو إلى النادي على غير رضا الإدارة (رويترز)
مورينهو الذي كان يملأ السمع والأبصار بات خارج دائرة الضوء (أ.ف.ب) - ستنجح جماهير يونايتد في جلب مورينهو إلى النادي على غير رضا الإدارة (رويترز)
TT

مورينهو.. الأبواب المفتوحة أغلقت في وجهه

مورينهو الذي كان يملأ السمع والأبصار بات خارج دائرة الضوء (أ.ف.ب) - ستنجح جماهير يونايتد في جلب مورينهو إلى النادي على غير رضا الإدارة (رويترز)
مورينهو الذي كان يملأ السمع والأبصار بات خارج دائرة الضوء (أ.ف.ب) - ستنجح جماهير يونايتد في جلب مورينهو إلى النادي على غير رضا الإدارة (رويترز)

رحل البرتغالي جوزيه مورينهو حاملاً على أكتافه شعورًا ثقيلاً بخيبة الأمل في أعقاب محاولاته التقرب إلى مانشستر يونايتد، الأمر الذي تركه من دون طريق واضح لكيفية العودة إلى عالم التدريب.
دائمًا ما أبدى مورينهو شعورًا هائلاً بالإعجاب بالذات إلى حد الغرور، لدرجة أن ذلك أصبح جزءًا لا يتجزأ من الهالة الساحرة المحيطة بشخصيته، وفي أحيان أخرى كان يتحول إلى أداة أسهمت في سقوطه. ولا نملك الآن سوى التساؤل ما شعور مورينهو الآن بعدما بدا واضحًا خلال الأسابيع القليلة الماضية أن الوظيفة التي كانت بمثابة حلم حياته ربما لا يفلح في الحصول عليها.
هل عايش مورينهو لحظة شعر خلالها بعدم الأمان؟ ما النادي الآخر الذي قد يراه مورينهو مناسبًا له إذا صحت الأقاويل المنتشرة حول أن مانشستر يونايتد لا يروق له مورينهو بقدر ما يروق النادي للمدرب؟ هل يعي مورينهو السبب وراء ذلك؟ هل مرت بذهنه فكرة أنه فيما وراء مانشستر يونايتد سيكون من الصعب عليه العثور على نادي يمكنه التكيف معه بسلاسة؟
في حالة استبعاد القائمين على مانشستر يونايتد له من دائرة خياراتهم ستتضح مدى ندرة الخيارات المتاحة أمام مورينهو، والخطر الذي بات يواجهه ويتمثل في أنه ربما أحرق كثيرا من الجسور على نحو جعله الآن عاجزًا عن إيجاد نادٍ مناسب ليتولى تدريبه.
جدير بالذكر أن بورتو، الذي شهد صعود نجم مورينهو بعالم التدريب، كان بحاجة إلى مدرب جديد مع تخليه عن جولنت لوبتيغوي، لكنه استعان منذ أيام قليلة بجوزيه بيسيرو، لكن لماذا يعود مورينهو إلى بطولة دوري سبق وأن سخر السير أليكس فيرغسون منها بسبب افتقارها إلى روح المنافسة. والحقيقة تبقى أن مستوى مورينهو تجاوز بكثير مستوى الدوري البرتغالي منذ أمد بعيد، بالنظر إلى أن مباراة فريقي أروكا وأستوريل اجتذبت جمهورا لا يتجاوز عدده 705 أفراد فقط، وأن جميع الأندية البرتغالية فيما عدا خمسة تجتذب مبارياتها في المتوسط نحو ستة آلاف متفرج.
لقد تعرض مورينهو للتجاهل من جانب ريال مدريد الذي فضل الاستعانة بزين الدين زيدان، رغم افتقار الأخير إلى أي خبرة بمجال الفوز ببطولات. أما برشلونة فأصبح مورينهو بالنسبة إليهم واحدًا من الخيارات المستبعدة إلى الأبد. ولم يكن هناك شعور بالدهشة من قرار بايرن ميونيخ الاستعانة بكارلو أنشيلوتي في تدريب الفريق الموسم القادم بعد يومين فقط من إقالة مورينهو من تشيلسي، من دون حتى أن يعرب مسؤولو النادي عن رغبتهم في إجراء مقابلة مع المدرب البرتغالي، وهذا بالطبع يرجع لما قاله مورينهو عن عمل جوسيب غوارديولا لحساب بايرن: «بإمكان أي عامل في هذا النادي تولي مهمة التدريب والفوز بالدوري». وهو أمر لن ينساه مسؤولو بايرن ميونيخ قط ويعتبرونه إهانة للنادي وللمسابقة الألمانية.
إذن، ما الأندية الأخرى المتاحة أمام مورينهو؟ أشارت بعض التكهنات إلى باريس سان جيرمان، لكن الملاحظ أن لوران بلان نجح بالفعل في تكوين فريق يمضي في طريقه نحو الفوز ببطولة الدوري في وقت قياسي، ومرشح للإطاحة بتشيلسي من دوري أبطال أوروبا. ومن المتوقع الإعلان قريبًا عن تجديد عقد بلان مع سان جيرمان. ووفقا لأحد المقربين من سان جيرمان: «ليس هناك أدنى احتمال للتعاقد مع مورينهو».
ماذا عن إيطاليا؟ جدير بالذكر أن مورينهو سبق له الفوز في ثلاثة مواسم مع إنتر ميلان، وارتبط بعلاقات ودية وطيدة مع اللاعبين الذين قادهم نحو بطولة دوري أبطال أوروبا. ومع ذلك، فإن كل هذا لا يعني بالضرورة أنه أحب العمل في الدوري الإيطالي، حيث سبق وأن صرح: «كنت سعيدًا للغاية مع الإنتر، لكنني لم أكن راضيًا عن الكرة الإيطالية.. ببساطة لأنني لا أحبها وهم لا يحبونني».
جدير بالذكر أنه من المقرر نهاية الأسبوع الماضي إقامة مأدبة العشاء السنوية من جانب اتحاد الكتاب الرياضيين على شرف باتريك فييرا نجم فرنسا ونادي آرسنال السابق الذي سيبدأ مشواره باعتباره مدربا من بوابة نيويورك سيتي. منذ عامين، كان مورينهو حاضرًا على رأس طاولة كبار المدعوين وقال شيئًا لا يزال يتذكره الحاضرون. في تلك الليلة، كانت زوجته ماتيلد تجلس بالمقعد المجاور، كما جلس على الطاولة ذاتها نجلاه، ماتيلد وجوزيه، بجانب لويس فان غال الذي كان قادمًا لتوه من أمستردام ليكون بين المتحدثين.
خلال الاحتفال، اغرورقت عينا مورينهو بالدموع لما تلقاه من إشادات، وألقى خطابًا طويلاً عاطفيًا حول مدى السعادة التي يشعر بها لعودته إلى تشيلسي وتوليه التدريب داخل أكثر البلاد التي يعشقها. إلا أن آخر سطر قاله كان الأكثر التصاقًا بالذاكرة: «هذا ليس تهديدًا، لكن إذا أقالوني، سأبقى داخل إنجلترا وانتقل إلى نادٍ آخر، قد يكون منافسا محتملا».
وقال مورينهو إن هذا «تحذير». كما أطلق تصريح مشابه الموسم الماضي عندما كان تشيلسي في طريقه نحو المنافسة على اللقب، ولم تكن هناك أي مؤشرات على تداعي الأمور وتراجع النتائج مع بداية هذا الموسم، حيث قال مورينهو: «إذا أخبرني مالك النادي رومان أبراموفيتش ذات يوم: (جوزيه، هذا يكفي)، سأتوجه إلى منزلي بلندن، وأنتظر تلقي عرض من نادٍ إنجليزي آخر. عندما رحلت عن النادي للمرة الأولى، كان أمامي كثير من الدول التي كان باستطاعتي التوجه إليها وكثير من الأندية لتدريبها. وفي هذه اللحظة، أمامي 19 ناديا آخر بالدوري الإنجليزي الممتاز وأندية بدوري الدرجة الثانية».
ماذا كان يقصد مورينهو.. لقد رأى نفسه دومًا مدربًا لمانشستر يونايتد. ولو أن النادي كان يبادله الشعور ذاته، فإنه لم يكن هناك وقت أفضل من هذا للاستعانة به بالنظر إلى أن الفريق يمر بأسوأ شكل له منذ قرابة ربع قرن.
بدلاً من ذلك، ألقى مانشستر يونايتد نظرة طويلة متفحصة على مورينهو، ثم أشاح بوجهه الجهة الأخرى. وبذلك لم يستعن النادي بالمدرب البرتغالي، وربما لا يقدم على هذه الخطوة قط. وعندما يأبى مانشستر يونايتد الاستعانة به في وقت يمر خلاله بمنعطف خطير ويقترب من حافة أزمة كبرى، ويدير له بايرن ميونيخ ظهره، ويفضل ريال مدريد عليه زين الدين زيدان وتتجاهله الأندية الأخرى الكبرى، فإن هذا كله يترك تساؤلاً ملحًا مفاده: أين يجد مورينهو نفسه الآن؟
الإجابة المختصرة على ذلك هي: في أزمة. يذكر أن مانشستر سيتي يتهيأ لاستقدام غوارديولا. وحال إخفاق هذه المساعي من جانبه، فإنه سيفضل التمسك بمانويل بيليغريني. أما آرسنال فيشارك برشلونة شعوره بالتعالي والازدراء تجاه مورينهو، بجانب أنه ليست هناك مؤشرات توحي بتراجع أداء آرسين فينغر، 66 عامًا. أما ليفربول فلديه يورغن كلوب، علاوة على كونه واحدًا من الأندية التي تتطلع نحو مورينهو ببرود وريبة.
منذ بضعة أسابيع، أثرت تساؤلاً حول ما إذا كان الاتحاد الإنجليزي يجرؤ على التفكير في الاستعانة به لتدريب المنتخب إذا اتضح أن بطولة «يورو 2016» هي آخر بطولة يشارك فيها الفريق في ظل قيادة المدرب روي هودجسون. وفي وقت لاحق اتضح أن مورينهو يرغب في العودة إلى التدريب على الفور، بدلاً من الاضطرار للانتظار.
وأعلن بيان صادر عن مستشاريه أنه «لن يحصل على أي عطلة، فهو لا يشعر بالإرهاق وليس بحاجة إلى عطلة، وإنما يحمل بداخله شعور إيجابي للغاية ويتطلع قدمًا بالفعل نحو المهمة الجديدة التي سيكلف بها». وأضاف البيان أنه سيستمر في الإقامة في إنجلترا ومتابعة الدوري الممتاز. في الواقع، لم يكن باستطاعة مورينهو توضيح رغبته الحقيقية أكثر من ذلك. لقد بدا الأمر وكأنه يقف خارج مكتب إد وودورد، رئيس نادي مانشستر يونايتد، حاملاً حول عنقه لافتة مكتوب عليها «متاح للعمل».
منذ ذلك الحين، تعرض النادي للخروج من دوري أبطال أوروبا عبر مجموعة متواضعة، وحقق نتيجة متواضعة أيضًا أمام بورنموث، ثم تلقى هزائم على يد نورويتش سيتي وستوك سيتي. وبعد أربع خسائر متتالية، تمكن مانشستر يونايتد أخيرا من التعادل من دون أهداف أمام أسوأ فريق يستعين به تشيلسي منذ سنوات. ومع ذلك، جرى التهليل لهذا التعادل باعتباره يبشر ببداية جديدة للفريق. وأعقب ذلك فوز هزيل على سوانزي سيتي الذي يحتل المركز الـ17 في جدول ترتيب الأندية، ثم تعادل بثلاثة أهداف لكل من الفريقين أمام نيوكاسل يونايتد الذي يحتل المركز الثالث من أسفل بين أندية الدوري الممتاز.
وبصورة إجمالية، تمكن مانشستر يونايتد بقيادة المدرب فان غال من الفوز بستة مباريات فقط من بين آخر 19 مباراة خاضها. ومرت عشر مباريات منذ المرة الأخيرة التي سجل خلالها الفريق هدفًا خلال الشوط الأول لمباراة على أرضه في 30 سبتمبر (أيلول)، وذلك من خلال ركلة جزاء. أما الأمر الذي يثير بالتأكيد شعورًا بالصدمة أن يعترف فان غال نفسه أن أداء الفريق مثير للملل. في الواقع، يعد هذا أكثر الفرق كآبة وإثارة للملل في تاريخ مانشستر يونايتد منذ عقود. ورغم كل هذا، لم يحاول النادي الاستعانة بمورينهو. ويبدو أن مسؤولي النادي لا يزالون ينظرون إليه على نحو سلبي، وأنه لا يستحق كل الضجة المثارة حوله، ويعتقدون أنه من الأفضل التمسك بفان غال عن اللجوء إلى الرجل الذي سبق وأن وصفه المدرب الإسباني أوناي إيمري خلال توليه تدريب فالنسيا، بأنه «مغرور وغير مهذب ويفتقر إلى الحد الأدنى من الاحترام».
كل هذا يترك مورينهو في موقف لم يرد بمخيلته قط. إنها مجموعة غريبة من الأحداث، لكن إذا لم يتبدل رأي يونايتد ويقرر الاستعانة به، سيبقى مورينهو المدرب صاحب النصيب الأكبر من البطولات من دون نادٍ، أو على الأقل نادٍ يرغب هو في الانضمام إليه.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.