قال المخرج السوري تامر إسحق إن الأعمال الدرامية التي تشهدها الساحة العربية مؤخرا، تعاني من التركيز على القشور. وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأعمال يشوبها المطّ والتركيز على الإكسسوارات الفخمة ومواقع التصوير الجذّابة، وغياب النص المحترف والقصة الحقيقية، فسادها نوع من الاستسهال في التنفيذ على حساب الكاميرا والألوان والإضاءة وما إلى هنالك من عناصر البهرجة». وأضاف المخرج الذي عرف بأعمال سورية ناجحة مثل «الدبور» و«صرخة روح» و«الخبز الحرام» وغيرها، أنه رغم كلّ ذلك ما زال هناك عدد من المخرجين العرب المتمسكين بالعمل الملتزم، فصاروا يشكّلون بدورهم نجوما من نوع آخر للأعمال الدرامية تساهم أسماؤهم في انتشارها وفي تبنيها بسرعة من قبل محطات التلفزة. ورأى تامر إسحق أن مخرجين شبابا شكّلوا إضافة على الساحة الدرامية فبثّوا فيها دما جديدا أخرجها من كبوتها وبلور خطوطها العريضة. وقال: «الدراما العربية بشكل عام موضوع واسع وشائك في الوقت نفسه، ولا يجوز التعميم فيه، خصوصا فيما يخصّ الأعمال السورية، بسبب الأزمة التي تمر فيها البلاد. ولكني متفائل جدا بمستقبلها إن في مصر أو سوريا ولبنان».
وعن المخرج اللبناني الذي يلفته أجاب: «في هذه اللحظة يأتي على ذاكرتي المخرج فيليب أسمر. فأنا أجده يتمتع بالجرأة أن في الصورة التي يقدّمها داخل إطار جميل أو في الأسلوب الذي يعتمده في الإخراج والمرتكز على خيال مجنون يتميّز به».
حاليا يقوم المخرج تامر إسحق بتصوير مسلسل «خاتون» المتوقّع أن يعرض في موسم رمضان المقبل. ويحكي المسلسل الذي وصفه المخرج السوري بـ«الحتّوتة الشامية»، قصة تجري أحداثها في عام 1922 أثناء الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان. فينقل تلك الحقبة بتفاصيلها التي رافقت الشباب يومها، ويتخللها قصة حبّ رومانسية بطلتها «خاتون» التي تجسّد شخصيتها الممثلة السورية كنده حنا.
ويشارك في هذا العمل الذي يصوّر في سوريا نجوم من لبنان أمثال يوسف الخال وطوني عيسى وورد الخال، وآخرين من سوريا أمثال كاريس بشار وباسم ياخور وسلوم حداد وسلافة معمار وغيرهم، إضافة إلى ممثل من الجزائر. ويعرض تامر إسحق ميزات عمله هذا شارحا: «هو بمثابة فانتازيا شامية تحكي عن حقبة تاريخية مرت فيها الشام، أكبر بكثير من الحكايات التي كان يرويها لنا أجدادنا. فعدا عن ضخامة العمل وكلفة إنتاجه وعدد الممثلين المشاركين فيه، فهو يتميّز في انتقال الكاميرا إلى خارج الاستوديو والمواقع التصويرية العادية، فيلامس الواقع عن كثب». ويتابع: «مسلسل «خاتون» انتفض على العادية فقفزت كاميرته خارج إطار الحارة والبيت الشاميين اللذين ارتكزت عليهما بصورة أساسية أعمال درامية سوريا ناجحة شاهدناها في الماضي القريب. فانتقلت الكاميرا إلى الجبال والمغاور والمعسكرات. كما اضطررنا إلى بناء استوديوهات تنسجم مع تلك الحقبة التاريخية، فهناك مشاهد حربية وأخرى للخيل والأسلحة المستخدمة في ذلك الزمن. إلى أننا أخذنا في عين الاعتبار عادات وتقاليد بلاد الشام التي تصب في روح الوطنية لدى شبابها المنتفض على الانتداب الفرنسي، مما أضفى مصداقية على مجريات أحداث المسلسل».
وأوضح أنه استخدم في التصوير كاميرات من نوع الـ«Full HD» مما ينعكس إيجابا على مستوى الصورة، كما أنه عوّل كثيرا على تقنية الألوان التي تتوّج المشهدية عامة، وتتلاءم مع النصّ المكتوب.
ولكن ماذا يعني «خاتون» لتامر إسحق وكيف يصفه في مشواره الإخراجي؟ يردّ: «هو بالتأكيد حالة جديدة أعيشها من الجهد وبذل الطاقة والتعب لتقديم الأفضل. إلا أن مستوى الإخراج فيه مختلف، يذهب في اتجاه مغاير تماما عن أعمالي السابقة. فهو يعني لي الكثير ويضعني أمام تحد كبير، لا سيما أنه سينافس أعمال الدراما في موسم رمضان المقبل».
يتألّف مسلسل «خاتون» من 60 حلقة، وهو من تأليف طلال مارديني ومعالجة درامية لسيف حامد وإنتاج شركة «غولدن لاين». أما النجمان اللبنانيان يوسف الخال وطوني عيسى فيلعبان فيه دوري ضابطين في الجيش الفرنسي. ويقع الأول في حبّ «خاتون» مما سيعقّد مهمته التي هدفها تنفيذ مخططات الفرنسيين في حارة «العمارة» بصفته رئيس المخفر الجديد فيها.
وعن المشاركة اللبنانية في المسلسل علّق مخرج العمل تامر إسحق: «هي إشارة ملموسة تدلّ على مدى مساندة النجوم اللبنانيين للفن العربي عامة والسوري خاصة، خصوصا في ظلّ الأزمة التي تمرّ بها سوريا. فهم لم يترددوا عن الموافقة بالمشاركة هذه رغم أن التصوير يجري في سوريا. فصحيح أن الأخبار مبالغ فيها بعض الشيء، إذ إن قسما من سوريا ينعم بالسلام إلى حدّ ما، ولكن هؤلاء النجوم برهنوا عن انفتاحهم تجاه سوريا في هذا الوقت بالذات ونحن نرفع لهم القبعة احتراما، فما يقومون به هو بمثابة إنجاز هام».
أما عن الرسالة التي يحملها المسلسل فقال: «هو كغيره من المسلسلات والأعمال الدرامية التي تركّز على القيم والمبادئ الاجتماعية والوطنية معا. ولكنه يملك بين السطور رسائل مبطّنة سيتلقفها المشاهد بشكل غير مباشر مما سيساهم في متابعته له دون ملل».
تامر إسحق: المخرجون العرب تحولوا إلى نجوم يساهمون في انتشار الأعمال الدرامية
يقوم حاليًا بتصوير مسلسل «خاتون» مع نخبة من الممثلين السوريين واللبنانيين
تامر إسحق: المخرجون العرب تحولوا إلى نجوم يساهمون في انتشار الأعمال الدرامية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة