اعتقلت السلطات الأمنية المغربية أمس ثلاثة أشخاص من مدينة طنجة (شمال)، قالت إنهم كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم «داعش» الإرهابي، وخططوا لتنفيذ عمليات اعتداء بالسلاح الأبيض على مواطنين.
وأفاد بيان أصدرته أمس وزارة الداخلية بأن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) تمكن أمس من توقيف ثلاثة عناصر متطرفة تنشط بمدينة طنجة، موالية لما يسمى بتنظيم (داعش) الإرهابي، موضحا أن «المشتبه بهم الذين كانوا على صلة بمقاتلين مغاربة بالساحة السورية - العراقية، خططوا لتنفيذ عمليات اعتداء باستعمال أسلحة بيضاء ضد أشخاص مخالفين لمنهجهم العقائدي المتطرف، وذلك أسوة بالعمليات البربرية التي يقترفها مقاتلو (داعش)».
وأضاف المصدر ذاته أن البحث أكد أن المعنيين بالأمر خططوا للقيام بعمليات سطو وسرقات، بهدف الحصول على أموال من أجل تمويل مشروع التحاقهم بمعسكرات التنظيم الإرهابي السالف الذكر، مشيرا إلى أنه سيجري تقديم المشتبه بهم إلى العدالة فور انتهاء البحث، الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
ويأتي الإعلان عن اعتقال المتطرفين الثلاثة بعد يوم واحد من إعلان السلطات الأمنية عن إيقاف مواطن بلجيكي من أصل مغربي بمدينة المحمدية (شمال الدار البيضاء) لعلاقته المباشرة مع بعض منفذي الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث كشف البحث أنه سافر إلى سوريا انطلاقا من بلجيكا برفقة أحد انتحاريي «سان دوني» بباريس، وانضم إلى «جبهة النصرة» قبل أن يلتحق بتنظيم داعش، كما استفاد من تدريبات عسكرية في استعمال مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات، ليتم تجنيده في ما بعد بإحدى جبهات القتال.
وكان تقرير أنجزه مرصد الشمال لحقوق الإنسان قد كشف أن 34 في المائة من المقاتلين المغاربة في سوريا والعراق يتحدرون من مدن الشمال المغربي، لا سيما تطوان والفنيدق ومارتيل، وأنه من أصل 1500 مغربي سافروا للقتال في سوريا والعراق في صفوف تنظيم داعش، يوجد ما بين 600 و700 مقاتل مغربي من مدن شمال المغرب.
إلا أن المرصد لاحظ في تقرير حديث انخفاض عدد الملتحقين بتنظيم داعش من منطقة الشمال المغربي خلال الأشهر الستة من السنة الماضية، إذ بلغ 16 شخصا، جلّهم من مدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل، وبمعدل شهري يصل إلى 3 أشخاص، ما رأى فيه المرصد انخفاضًا كبيرًا مقارنة بالمعدل المسجل سابقًا منذ اندلاع الثورة السورية و«إطلاق نداء النفير العام»، إذ تراوح بين 30 و35 شخصًا في الشهر.
ويرجع المرصد ذلك إلى «اقتناع الشباب بأن الجرائم والممارسات التي ترتكبها المنظمات الإرهابية في المنطقة من قتل وذبح لا تمت بصلة إلى تعاليم الدين الإسلامي»، كما أن المقاربة الأمنية المغربية الاستباقية، القائمة على رصد الخلايا الإرهابية وتفكيكها، أعطت ثمارها.
وكشف البحث الميداني للمرصد حول ظاهرة تجنيد شباب المنطقة وإرسالهم إلى سوريا والعراق إلى أن «العوامل الدنيوية (تحقيق الذات، البحث عن البطولة والمغامرة، الرفاهية) تشكل أسبابا رئيسية لهجرة شباب المنطقة إلى سوريا والعراق، مقابل العوامل الدينية مثل الجهاد، ونصرة المستضعفين، كأسباب ثانوية، خصوصا لدى الجيل الثاني الذي تأثر بما يبثه بعض المقاتلين من شمال المغرب الذين ينتمون إلى (داعش) عبر شبكات التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع فيديو تظهر رغد العيش الذي ينعمون به هناك».
الأمن المغربي يعتقل 3 متطرفين كانوا يعتزمون الالتحاق بـ«داعش»
بحث يكشف تراجع عدد المنضمين إلى التنظيم الإرهابي من مدن الشمال
الأمن المغربي يعتقل 3 متطرفين كانوا يعتزمون الالتحاق بـ«داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة