10 نقاط جديرة بالدراسة من الجولة الـ21 للدوري الإنجليزي

اتسعت دائرة الفرق المتطلعة للمنافسة على الصدارة.. وسطعت أسماء جديدة

جاك بوتلاند حارس ستوك يتصدى بمهارة لتسديدة جيرو مهاجم آرسنال (رويترز)
جاك بوتلاند حارس ستوك يتصدى بمهارة لتسديدة جيرو مهاجم آرسنال (رويترز)
TT

10 نقاط جديرة بالدراسة من الجولة الـ21 للدوري الإنجليزي

جاك بوتلاند حارس ستوك يتصدى بمهارة لتسديدة جيرو مهاجم آرسنال (رويترز)
جاك بوتلاند حارس ستوك يتصدى بمهارة لتسديدة جيرو مهاجم آرسنال (رويترز)

وصل الدوري الإنجليزي الممتاز إلى المرحلة الـ21. ومع ذلك لم تتضح هوية الفريق الذي بإمكانه حصد اللقب بعدما اتسعت رقعة المنافسة لتشمل 7 فرق لديها القدرة على اللحاق بالقمة في ظل النتائج المتأرجحة. لكن كشفت نتائج الجولة عن عودة الأمل مجددا لمانشستر يونايتد حسب تصريحات مدربه للمنافسة بعد الفوز الخاطف على ليفربول.. مع بعض النقاط الأخرى الكاشفة التي نبرز أهم 10 منها.
1 - تصريحات فان غال الخيالية
بعد تحقيقه ثاني فوز له في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) نتيجة الكرة الوحيدة التي صوبها لاعبوه باتجاه مرمى ليفربول، فاجأ مدرب مانشستر يونايتد، لويس فان غال، الجميع بحديثه عن منافسته على بطولة الدوري. وناهيك عن كون لقاء مانشستر يونايتد وليفربول أحدث دليل على أن المنافسة على اللقب في الموسم الحالي من الدوري الممتاز تغيب عنها أندية متفوقة بحق، فإن تصريحات المدرب الهولندي تستدعي إعادة النظر إلى موقف مانشستر يونايتد في أعقاب الانتقادات الشديدة التي تعرض لها خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) وأول يناير (كانون الثاني) الحالي. الملاحظ أن مانشستر يونايتد بدأ لقاءه بليفربول بخمسة لاعبين ضمهم الفريق في ظل تولي فان غال مهمة تدريبه وبتكلفة إجمالية بلغت 116 مليون جنيه إسترليني ـ أو 135 مليون جنيه إسترليني مع حساب التكاليف الإضافية المرتبطة بأنطوني مارسيال. وقد استغرق الفريق موسمين كي ينجح في التأقلم مع متطلبات فان غال من حيث أسلوب اللعب.
ومع ذلك، بدا الفريق مفتقرًا إلى الشعور بالدافع والعزيمة والقوة وجودة الأداء حتى بدأ أداؤه يتطور أخيرًا خلال مواجهته بليفربول. قبل المباراة، أكد فان غال وواين روني أن الأمر الوحيد الذي يحمل أهمية حقيقية عندما يلتقي مانشستر يونايتد وليفربول هو النتيجة ـ وهما محقان في ذلك. إلا أن ادعاء المنافسة على البطولة يستدعي تقديم مستويات أداء متسقة على امتداد مجموعة من المباريات المتتالية. وبالنظر لمستوى أداء مانشستر يونايتد في لقاء الأحد أمام ليفربول، يمكننا القول بأنه رغم أن ما يفصله عن آرسنال المتصدر للدوري الآن سبعة نقاط فقط، فإن تصريحات فان غال حول المنافسة على البطولة تنتمي لعالم الخيال أكثر من كونها تقديرًا واقعيًا.
2 - بوتلاند يقدم أداءً يليق بإنجلترا
رغم أن اللقاء الذي انتهى بالتعادل من دون أهداف بين ستوك سيتي وآرسنال ربما لم يثلج صدور الكثيرين في استاد بريطانيا، فإن حارس المرمى الأسطوري جوردون بانكس الذي كان يتابع المباراة من مقصورة المسؤولين الإداريين، ربما استمتع كثيرًا باللقاء خاصة فيما يتعلق بحراسة المرمى تحديدًا. لقد حملت المباراة الكثير من المتعة، وربما كان تبادل التحية بين حارسي مرمى الفريقين، جاك بوتلاند (ستوك) وبيتر تشيك (آرسنال) نهاية المباراة نابعًا من إعجابهما المتبادل. جدير بالذكر أن تشيك، حارس مرمى آرسنال، شارك في 118 مباراة مع المنتخب الوطني لبلاده التشيك، بينما شارك بوتلاند في ثلاث مباريات دوليه مع إنجلترا. ومع ذلك، ينبغي على جو هارت، حارس مرمى مانشستر سيتي ومنتخب إنجلترا، الحذر من قدوم بوتلاند حارس مرمى ستوك سيتي، البالغ من العمر 22 عامًا فقط، والذي قدم حتى الآن موسمًا رائعًا. وعند نهاية المباراة، كان من الصعب اتخاذ قرار بشأن أي من حارسي المرمى يستحق لقب أفضل لاعب بالمباراة، بالنظر إلى أن كليهما نجح في التدخل لإنقاذ الكرة في لحظات حيوية وقدم أداءً رائعًا خلال اللقاء. من جهته، يأمل بوتلاند في نيل مزيد من الفرص لتمثيل بلاده، ولتحقيق ذلك، ليس عليه سوى المضي قدمًا على هذا المستوى من الأداء داخل الملعب.
3 - هل ألدرفيريلد صفقة الموسم؟
نجح اللاعب البلجيكي توبي ألدرفيريلد، المحترف في صفوف توتنهام هوتسبر، في تقديم أداء رائع مجددًا في مركزه بقلب الدفاع. أمام سندرلاند، نجح المدافع البلجيكي في الحفاظ على هدوئه والاستحواذ على الكرة بثقة المتمرس. كما أن الهدف الافتتاحي بالمباراة الذي سجله الهولندي باتريك فان أنهولت لصالح سندرلاند لم يكن خطئه. وتشير الأرقام إلى أن توتنهام دخل مرماه 18 هدفًا فقط على امتداد 22 مباراة هذا الموسم، وهو أقل معدل على مستوى فرق الدوري الممتاز. في المقابل، نجد أنه خلال موسم 2014-2015، دخلت شباك الفريق 53 هدفًا، ما يعتبر الرقم الأكبر على الإطلاق بين جميع الأندية التي أنهت الدوري الممتاز في المركز الـ13 أو ما فوقه. وعليه، يمكن القول بأن الفضل وراء هذا التحول الكبير يعود إلى ضم ألدرفيريلد الذي مكن توتنهام هوتسبر من الاحتفاظ بالكرة على نحو أفضل في وسط الملعب والهيمنة على المباريات، خاصة داخل ملعب «وايت هارت لين». والمؤكد أن دفاع الفريق يبدو الآن أكثر ثقة، خاصة بالنسبة للتحرك بالكرة نحو الأمام، في الوقت الذي يبدو ألدرفيريلد سببا جوهريًا وراء هذا التحسن بالأداء. وعليه، فإن اللاعب الذي ضمه توتنهام مقابل 11.4 مليون جنيه إسترليني ربما يمثل واحدة من أهم الصفقات بالموسم الحالي.
4 - إيفرتون بحاجة لمزيد من الدهاء
ربما تكون النتيجة الأكثر وضوحًا التي حملها إلينا لقاء إيفرتون وتشيلسي في استاد ستامفورد بريدج، أن الأول بمقدوره تقديم أداء مبهر في بعض الأحيان، بجانب نتيجة أخرى مفادها أن سذاجة لاعبيه تقوض جهودهم. الملاحظ خلال المباراة أن إيفرتون خسر تقدمه مرتين، إحداهما عندما كانت النتيجة 2-صفر والأخرى عندما أصبحت 3-2. وبدا واضحًا أن ما كان إيفرتون بحاجة إليه لضمان حفاظه على تقدمه وتحقيق أول فوز له أمام تشيلسي منذ عام 1994 هو اتباع توجه أكثر حنكة ودهاءً. كان بإمكان هذا الفوز دفع النادي نحو النصف الأعلى من جدول ترتيب الأندية. وبالفعل، اعترف المدرب روبرتو مارتينيز بأن لاعبيه الشباب كانوا بحاجة «لتفهم كيفية إدارة المباراة على نحو أفضل»، مشيرًا إلى أن مجرد كرة طويلة من تشيلسي نجحت في إعادتهم للمنافسة بالمرة الأولى خلال المباراة. وبعد ذلك، سيطرت حالة من الفزع على الفريق خلال اللحظات الأخيرة من المباراة. ومع ذلك، تبقى الحقيقة أن هذه المجموعة من اللاعبين هي الأكثر مهارة التي حظي بها إيفرتون منذ سنوات. ومن الصعب أن يتجاهل المتابع لمباريات الفريق الشعور بأن وجوده في المركز الـ11 بين أندية الدوري الممتاز لا يرقى لمستوى إمكاناته.
5 - أغويرو يحقق التوازن لمانشستر سيتي
يتمتع مانشستر سيتي بفريق قوي. وقد أشار بابلو زاباليتا، العائد إلى الجناح بعد فترة إصابة، مؤخرًا إلى أن باكاري سانيا قدم أداءً جيدًا كظهير أيمن خلال فترة غيابه. وهنا تحديدًا يكمن سر قوة مانشستر سيتي، أنه يملك لاعبين جيدين في كل مركز. كما أن هناك الكثير من المباريات بما يكفي لجعل جميع اللاعبين يشعرون بالرضا، وعندما تعصف الإصابة بأحد اللاعبين يتوافر له غطاء تلقائيًا. ومع ذلك، فإن هناك سيرغيو أغويرو واحد فقط لا يمكن تعويضه، لأنه عندما يغيب، يعاني مانشستر سيتي كثيرا وقد وضح ذلك كثيرا هذا الموسم. لقد نجح أغويرو في تسجيل هدفين أمام كريستال بالاس، وكان السبب الأكبر وراء المظهر الرائع الذي ظهر عليه أداء مانشستر سيتي. ورغم أن الفريق بإمكانه التكيف مع غياب لاعب مؤثر مثل قلب الدفاع فنسنت كومباني، بجانب أنه لم يعد معتمدًا بدرجة بالغة على يايا توريه، وأظهر أن بإمكانه الاستغناء عن رحيم سترلينغ بإبقائه على مقعد البدلاء، فإنه مع غياب أغويرو يتراجع أداء الفريق. من جانبه، أعرب المدرب مانويل بيليغريني عن أمله في أن ينجح مهاجمه النجم في إنجاز الموسم من دون التعرض لإصابة أخرى. وليس من المبالغة القول بأن آمال مانشستر سيتي في اقتناص بطولة الدوري يتوقف على هذا الأمر.
6 - محرز بحاجة للتأقلم مع ضغط المدافعين
واجه رياض محرز، نجم ليستر سيتي، انتقادات شديدة بسبب غيابه عن لقاء أستون فيلا، علاوة على الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها خلال الأسبوع اللاحق لإهداره ركلة جزاء أمام بورنموث مطلع هذا الشهر. ومع ذلك، شدد المدرب كلوديو رانييري على أن محرز قادر على إعادة التأكيد على مكانته الحقيقية على امتداد المباريات القادمة في الدوري الممتاز ـ وذلك بمجرد أن يشرع اللاعب والحكام في التأقلم مع الاهتمام الذي بدأ نجم الوسط في اجتذابه من قبل الخصوم. وعن هذا، قال رانييري: «لقد كان رائعًا في البداية، والآن أصبح الكثيرون حوله ويحاولون استخلاص الكرة منه أو عرقلته. هذا أمر صعب بالتأكيد. ومن المهم أن يبقى الحكام على مسافة قريبة للغاية منه، وتحديد ما إذا كان الخصم يشتبك معه بصورة صحيحة أم خاطئة. ويتعين على محرز التحلي بالمهارة، فهو لاعبنا الأساسي ويجب أن يستمر على هذا المنوال. وتعتبر مثل هذه الضغوط أمرًا طبيعيًا في حياة جميع اللاعبين الكبار، لكنها بالنسبة له ما تزال تحديًا جديدًا».
7 - هل دانيلز رهان مناسب لإنجلترا؟
ربما أكثر ما ميز فوز بورنموث على نوريتش سيتي هو الهدف الذي أحرزه بينيك أفوبي، ليصبح بذلك هدفه الأول منذ انتقاله إلى النادي بتكلفة قياسية بلغت 9 ملايين جنيه إسترليني. ونجح أفوبي في إحراز الهدف بعدما تمكن الظهير الأيسر لبورنموث، تشارلي دانيلز، من الإفلات من اثنين من مدافعي نوريتش وتمرير كرة رائعة للمهاجم. خلال المباراة، نجح دانيلز في التألق مجددًا، وبالنظر إلى أنه في الـ29 من عمره، فهو ليس لاعبًا ناشئًا. ورغم ذلك، ما يزال قادرًا على إبداء الحماس المرتبط عادة باللاعبين الناشئين، وهو الحماس الذي ساعده على الترقي حتى الآن في مسيرته الكروية منذ انضمامه لصفوف نادي ليتون أورينت عام 2011. في الوقت الحاضر، يتمتع المنتخب الإنجليزي بمخزون جيد من اللاعبين في مركز الظهير الأيسر مع وجود ليتون بينز وكيران غيبس وريان بيرتراند والمصاب لوك شو، لكن على المدرب روي هودجسون أن يتذكر أنه حقق نجاحًا كبيرًا في اختياره لاعبين من ساوثهامبتون، وربما عليه معاودة زيارة الساحل الجنوبي من جديد.
8 - جيمس وارد براوز يثير ذكرى بيكام
من دون الحاجة للمبالغة، كشف مستوى أداء جيمس وارد براوز، لاعب ساوثهامبتون، في الضربات الحرة أمام وست بروميتش ألبيون ونجاحه في إحياء كرات ميتة بوضوح السبب وراء مقارنة البعض بينه وبين ديفيد بيكام. ومثل بيكام، يميل وارد براوز للجوء إلى الضربات الحرة كثيرًا. وعن ذلك قال: «أحاول محاكاة ذلك. إذا رغبت حقًا في إتقان شيء ما، يتعين عليك بذل كثير من المجهود وتكريس ساعات لهذا الأمر. وجميع الكرات التي تخفق فيها وتهدرها تصبح ذات قيمة لدى نجاحك في إحراز أهداف من كرات أخرى.. إنه شعور رائع. وأتذكر عندما كنت أصغر سنًا، عمل معي مارتن هنتر على تطوير أسلوب أدائي وسبل التدريب. والواضح أن جزء كبير يعتمد على الدافع الشخصي، إن تسجيل الأهداف أمر أحب القيام به».
ورغم أنه من غير المحتمل أن يصل وارد براوز إلى المستوى الإجمالي لأداء بيكام، فإنه ما يزال يملك إمكانات تؤهله لأن يكون واحدًا من المتخصصين البارعين في الضربات الحرة على مستوى الدوري الممتاز.
9 - أخيرًا فينالدم في المركز الصحيح
نجح جونجو شيلفي في التألق خلال أول مشاركة له مع نيوكاسل يونايتد. ومع ذلك، لم يكن هناك أدنى شك في أن اللاعب الأفضل بالمباراة كان غيني فينالدم، اللاعب الهولندي الدولي البالغ 25 عامًا، والذي قدم مستوى ممتازًا من الأداء في مركزه خلف ألكسندر ميتروفيتش، وذلك في إطار خطة المدرب ستيف مكلارين القائمة على تشكيلة 4ـ2ـ3ـ1. ويأتي ذلك بعد أن كان اللاعب يبدو تائهًا في بعض الأحيان في مركزه الهجومي على الجناح الأيسر وأدواره الأخرى بوسط الملعب في لقاءات سابقة بالموسم الحالي.
الآن، أصبح فينالدم النقطة المحورية تقريبًا لكل كرة جيدة يقوم بها نيوكاسل يونايتد. يذكر أن اللاعب سجل هدفه التاسع في الدوري الممتاز خلال فوز فريقه على وستهام بهدفين مقابل هدف واحد. وعليه، يبدو أن مبلغ الـ14.5 مليون جنيه إسترليني التي دفعها نيوكاسل يونايتد إلى إيندهوفن الصيف الماضي مقابل ضم اللاعب، تثبت بالفعل أنه استثمار مربح للغاية. ويتعين على فينالدم العمل على الحفاظ على مكانته باعتباره القلب المبدع لفريق مكلارين.
10 - نظرية غستيد الفوضوية الأمل لأستون فيلا
أصبحت الأهداف التي سجلها رودي غستيد الآن مسؤولة فعليًا عن ربع النقاط التي حصدها أستون فيلا بالموسم الحالي.
ورغم أن غستيد ليس أكثر المهاجمين ذكاءً، فإن قادر على الضغط بنجاح على الخصوم، مثلما فعل في دوري الدرجة الثانية الموسم الماضي مع بلاكبيرن روفرز. واللافت أن ويس مورغان وروبرت هوث، اثنان من أفضل مدافعي الدوري الممتاز، وقفا عاجزين أمام الكرات الصاروخية لغستيد التي نجحت في إنهاء لقاء أستون فيلا مع ليستر سيتي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل منهما.
وتكشف الأرقام أن أستون فيلا سجل 18 هدفًا فقط خلال 22 مباراة، ما يشير إلى أنه ربما يكون السبيل الأمثل أمام المدرب ريمي غارد الآن هو اللجوء لنظرية الفوضى التي يجسدها غستيد. ورغم افتقار أستون فيلا للإبداع بوسط الملعب، فإنه من خلال لاعبين مثل جوردان أمافي وكارليز غيل وسكوت سنكلير، يمكن تمرير كرة جيدة لغستيد والاستفادة من قدراته بأقصى صورة ممكنة.
من جهته، صرح تيم شيروود، السبت قائلاً: «غستيد لاعب يملك مهارة كبيرة. ولديه الكثير من الإمكانات، لكنه يميل نحو الاستئساد مع اللاعبين الخصوم. إنه مصدر تهديد كبير وأداؤه مبهر في الكرات الهوائية، ولديه قدرة على بث الخوف في نفوس المدافعين».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».