أسعار الوقود ترفع الطلب على «السيارات الاقتصادية» في السعودية

خبراء السوق يراهنون على انتعاش مبيعاتها

أسعار الوقود ترفع الطلب على «السيارات الاقتصادية» في السعودية
TT

أسعار الوقود ترفع الطلب على «السيارات الاقتصادية» في السعودية

أسعار الوقود ترفع الطلب على «السيارات الاقتصادية» في السعودية

يراهن خبراء قطاع السيارات بالسعودية، على أن السعوديين سيتجهون خلال الفترة المقبلة إلى اقتناء السيارات الاقتصادية الصغيرة، متوقعين زيادة الطلب لهذا النوع من السيارات خلال النصف الأول من العام الحالي، بالنظر إلى زيادة أسعار الوقود التي أقرها مجلس الوزراء السعودي أواخر الشهر الماضي، إذ تعد السيارات الاقتصادية الصغيرة هي البديل الأمثل لترشيد استهلاك الوقود.
وتوقع وكلاء السيارات أن يتجه العملاء نحو اقتناء الموديلات ذات التكنولوجيا الأحدث من أجل ترشيد استهلاك الوقود، خاصة السيارات الصغيرة، متوقعين أن تشهد معارض بيع وشراء السيارات المستعملة حراكا خلال الأسابيع المقبلة في عملية استبدال وبيع السيارات الكبيرة التي تستهلك الوقود بصورة عالية.
وأوضح فيصل أبوشوشة، رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات بمجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، العوامل الرئيسية التي من المتوقع أن تسهم في زيادة الطلب على السيارات الاقتصادية وسيارات الهجين وتلك التي تعمل بالكهرباء، قائلا: «الحملة التوعوية التي تقوم بها وزارة التجارة ومركز كفاءة الطاقة بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع هيئة المواصفات والمقاييس والجودة؛ في نشر ثقافة الطاقة والحد من هدرها، وأصبح لزامًا على وكلاء السيارات وغيرهم من المعارض وضع بطاقة كفاءة الطاقة على كل سيارة».
وتابع أبوشوشة أن «زيادة أسعار الوقود ستدفع المستهلك الواعي للاتجاه نحو شراء السيارات الأكثر اقتصادا للوقود، وستتوالى ضغوط الدولة على تقليل عدد السيارات المستهلكة للوقود تدريجيا بطريقة منهجية والعوض عنها بتلك الأكثر اقتصادا للوقود»، إلا أنه لا يتوقع أن يكون هناك انخفاض كبير وملموس للسيارات ذات محرك 8 سلندرات وغيرها.
من جانبه، رأى منصور العدوان، نائب رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات، أن قطاعات الأعمال ستتجه لشراء السيارات الاقتصادية والأقل استهلاكًا للوقود خلال الفترة المقبلة التي يستخدمها الموظفون للاستفادة منها في قضاء مصالح قطاعات الأعمال، وذلك من منطلق تقليل مصاريف الوقود.
أما بالنسبة للسيارات الفارهة والسيارات ذات المحركات الكبيرة، فيعتقد العدوان أن من يشتريها لن يهتم بارتفاع أسعار البنزين، على اعتبار أن أسعار الوقود في السعودية لا تزال ضمن المستويات الأقل عالميًا، مضيفا: «من يمتلك سيارة فارهة ويدفع لشرائها نحو 300 أو 400 ألف ريال أي بمعدل نحو (93.3 ألف دولار)، لن يهتم بنحو 70 ريالاً (18.6 دولار)، يدفعها كل أسبوع للوقود».
وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، قد اعتبرت في تقريرها الرصدي بالنفط حول العالم، أن السيارات الهجينة جزء من السيارات المشغلة بالوقود، وهذا لأنها تعمل بالأغلب على البنزين، وأضافت المنظمة في تقريرها أن السيارات الهجينة هذه ستحظى بمقدار 14 في المائة من السوق بحلول عام 2040. لكن السيارات الكهربائية بالكامل، ورغم نموها وزيادة الإقبال عليها، لا تزال تعد شريحة صغيرة فقط من السوق الإجمالية لمبيعات السيارات حول العالم.
يذكر أن السيارات اليابانية تحتل المرتبة الأولى من حيث المبيعات في السوق السعودية، التي تعد أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط، إذ تبلغ قيمة سوق السيارات السعودية ما يقارب 22 مليار دولار أميركي.
وتفيد تقارير حديثة بأن السوق السعودية تعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لقطاع السيارات، والخامسة على مستوى العالم في تجارة قطع غيار المركبات وخدمات صيانة السيارات والإكسسوارات وأدوات رفع السيارات والشاحنات وقطاع تزييت المحركات ومواد تشحيم السيارات السعودية.
وكان استيراد المركبات إلى السعودية قد حقق رقمًا قياسيا وبقيمة تصل إلى 77 مليار ريال (20.5 مليار دولار) خلال عام 2012، وهو ما يعزز من مكانة السعودية في قطاع السيارات على مستوى الشرق الأوسط.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.