«أطباء بلا حدود» تعلن تمكنها من إيصال مساعدات طبية إلى جزء من مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون

بعد أكثر من خمسة أشهر

«أطباء بلا حدود» تعلن تمكنها من إيصال مساعدات طبية إلى جزء من مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون
TT

«أطباء بلا حدود» تعلن تمكنها من إيصال مساعدات طبية إلى جزء من مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون

«أطباء بلا حدود» تعلن تمكنها من إيصال مساعدات طبية إلى جزء من مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون

أعلنت منظمة "اطباء بلا حدود"، اليوم (الاحد)، انها تمكنت اليوم من ادخال مساعدات الى جزء من مدينة تعز في جنوب غربي اليمن، والتي يحاصرها المتمردون الحوثيون منذ أشهر، وذلك للمرة الأولى منذ أغسطس (آب) الماضي.
وقالت في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه، انها "بعد خمسة أشهر من المفاوضات، تمكنت (...) من ايصال المساعدات الطبية الأساسية إلى المنطقة المحاصرة في مدينة تعز"، الواقعة وسط المدينة. موضحة ان "آخر مرة تمكنت المنظمة من ايصال المساعدات الطبية الى المنطقة المحاصرة في تعز كانت في أغسطس 2015. وخلال الاشهر الماضية، اضطر الطاقم الطبي لمرات عدة لايقاف الرعاية الجراحية اللازمة لجرحى الحرب والمرضى بسبب نقص الامدادات الطبية".
وقالت مديرة الطوارئ في المنظمة في اليمن كارلين كليجر "نحن ممتنون من تمكننا من ايصال المساعدات والمواد الطبية الى المستشفيات في هذه المنطقة المحاصرة، حيث تستقبل المستشفيات عددا كبيرا من الذين يعانون من جروح الحرب". وطلبت من "جميع الاطراف المتحاربة العمل على الحد من معاناة الشعب اليمني، والاستمرار في السماح للوازم الطبية وغيرها من الضروريات مثل الوقود والطعام من الدخول الى البلاد وجميع المناطق المتضررة، مثل مدينة تعز".
وكانت هيئة اغاثية سعودية أعلنت منتصف يناير (كانون الثاني) أن طائرات تابعة للتحالف الداعم للشرعية الذي تقوده السعودية، ألقت 40 طنا من المساعدات فوق المناطق المحاصرة في تعز التي يقيم فيها قرابة 600 ألف نسمة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في 18 ديسمبر (كانون الاول) إرسال مساعدات الى المدينة، إلا ان هيئات إغاثية محلية ومصادر مقربة من الرئيس اليمني، اكدت ان الحوثيين اعترضوا هذه المساعدات ومنعوا وصولها الى مدينة تعز.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.