تترقب الأسواق العالمية بحذر إلى أي مدى ستهوي أسعار البترول، مع بداية العام الجديد، خصوصًا بعد انخفاض سعر النفط إلى أدنى سعر له، إذ بلغ 29 دولارًا للبرميل، في ظل توقعات دخول إيران في خط تصدير الطاقة بمعدل لا يقل عن 500 ألف برميل. وفي غضون ذلك، ينتظر مراقبون أن توجد الجلسة التفاكرية التي يعقدها منتدى الطاقة الدولي اليوم في الرياض، بمشاركة الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو ووزير البترول في بلاده، والمهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، إجابات عاجلة لبعض الأسئلة الملحة بشأن إنتاج وتسعير البترول.
يأتي ذلك في ظل الظروف المعقدة التي يعانيها قطاع البترول حاليًا، إذ انخفضت أسعار النفط العالمية في تعاملات أول من أمس (الجمعة)، تحت مستوى 30 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ 12 عامًا، مع تهيئة الأسواق لعودة صادرات النفط الإيراني في الفترة المقبلة.
ويعتقد مراقبون أن القضايا الملحّة - حاليًا - ستقرر مدى قدرة الأطراف المعنية على التوافق على مستوى إنتاج وتسعير عادل للطاقة في ظل انخفاض الأسعار، مع دخول النفط الإيراني خط التصدير، وإمكانية الخروج باستراتيجية تمكّنها من التعاون فيما بينها وبين الدول المستهلكة، للحفاظ على صناعة بترولية تتمتع بكفاءة وتنافسية عالية.
من جهته، قال الباحث الاقتصادي الدكتور عبد الحليم محيسن لـ«الشرق الأوسط»: «إن أهمية مخرجات منتدى الطاقة اليوم، تكمن فيما يخرج به من خلاصة لتصوّر واقع ومستقبل إنتاج البترول ومحاصرة تدهور أسعاره التي جاءت في ظروف جيوسياسية متداخلة، حتى توضع الاحتياطات اللازمة لكبح جماح التدهور في أسعار الطاقة، في ظل الحاجة لزيادة الإنتاج».
من ناحيته، قال الباحث الاقتصادي عبد الرحمن العطا لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك ضرورة يحتّمها الوضع الراهن لأسواق النفط عالميًا، هي كيفية إيجاد معادلة تجعل سياسات دول منظمة (أوبك)، من حيث الإنتاج والتسعير، في مأمن عما ستسفر عنه مستجدات آثار الدول المنتجة للنفط من خارج منظمة (أوبك) على هذه الأسواق، كي لا يجعل أمر اتباع سياسة زيادة الإنتاج في ظل انخفاض أسعار الطاقة، الطريق ممهد إلى مزيد من تدهور الأسعار، في غياب الخيارات الأخرى الممكنة».
وفي الإطار نفسه، أوضح الباحث الاقتصادي صلاح برناوي، لـ«الشرق الأوسط»، أن مستجدات ساحة إنتاج الطاقة، في ظل توقعات بعودة قريبة للإنتاج الإيراني من البترول للأسواق العالمية، واقع يحتم مراجعة سياسات الإنتاج والتسعير، بشكل أكثر عمقًا وفعالية، حتى لا تؤثر على اقتصادات البلاد المنتجة بشكل سلبي. يأتي هذا التراجع الحاد على خلفية التباطؤ الاقتصادي للصين المستورد الرئيسي للنفط، مع توقعات بأن تدخل إيران خط التصدير في أقرب وقت ممكن بكميات كبيرة من النفط الخام بما يقدّر بـ500 ألف برميل إضافي في الأسواق العالمية، خصوصًا بعد أن رفعت عنها العقوبات النووية.
وفي ظل هذا الوضع، هناك توقعات بأن تستفيد بعض البلاد الأوروبية ودول أخرى، كالهند مثلا، من انخفاض أسعار البترول، لتتجه لشراء كميات كبيرة من المعروض بأسعاره المخفضة، ومن ثم تخزينه، لاستغلاله وقتما تشاء بما يتناسب وتعظيم الفائدة الاقتصادية لتلك البلاد.
يُشار إلى أن السعودية، أعلنت في وقت سابق عن استراتيجيتها البترولية، مشتملة على زيادة طاقتها التكريرية، مستهدفة بذلك خلق نوعًا من التوازن بين العرض والطلب، ومن ثم المساهمة في استقرار الأسواق النفطية، باعتبار أنها أكبر منتج للطاقة البترولية، وتمتلك أكبر احتياطي على مستوى العالم.
منتدى الطاقة الدولي يبحث اليوم في الرياض الإنتاج والتسعير العادلين
توقعات بانخفاض أسعار النفط مع دخول إيران إلى الساحة
منتدى الطاقة الدولي يبحث اليوم في الرياض الإنتاج والتسعير العادلين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة