رفعت الاستهدافات المستمرة للمساجد السنية في محافظة ديالى (65 كلم شرق بغداد) المختلطة عرقيًا ومذهبيًا من قبل الفصائل والميليشيات الشيعية وتيرة الغضب لدى المرجعية الشيعية العليا في النجف، في وقت هددت فيه قيادات سنية في المحافظة بتدويل هذه القضية بعد أن أثبتت الحكومة العراقية عجزها عن وضع حد لنفوذ هذه الميليشيات.
وندد عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، خلال خطبة صلاة الجمعة في كربلاء، أمس، بالاعتداءات على المساجد ومنازل المواطنين في المقدادية بمحافظة ديالى. وحذر الكربلائي من «تداعيات خطيرة لتلك الاعتداءات على السلم الأهلي والعيش المشترك لأبناء هذا الوطن». وأدان الكربلائي «تلك الاعتداءات بشدة»، محملاً القوات الأمنية الحكومية «مسؤولية تكرارها»، داعيًا إلى «عدم السماح بوجود مسلحين خارج إطار الدولة يهددون أمن المواطنين من أي مكون أو طائفة كانوا».
من ناحية ثانية، دعا الكربلائي، القوات المسلحة والمتطوعين إلى «إدامة الحذر واليقظة من محاولات العدو شن هجمات تعرضية هنا وهناك لاستعادة معنوياته بعد هزائمه في الأنبار ومكحول»، مطالبًا المؤسسة العسكرية «بدعم المقاتلين من المتطوعين وأبناء العشائر بما يحتاجونه من السلاح والعتاد للقيام بما عهد إليهم في إسناد القوات المسلحة في مواجهة الإرهابيين».
وكانت أحداث ديالى حفزت كلاً من رئيس البرلمان سليم الجبوري والوزراء حيدر العبادي على زيارة محافظة ديالى، وعقد لقاءات مكثفة مع قياداتها العسكرية والسياسية والعشائرية من أجل إعادة هيبة الدولة هناك، بينما تعهد زعيم منظمة بدر هادي العامري التي تملك نفوذًا واسعًا في هذه المحافظة بإعادة بناء المساجد التي جرى تفجيرها هناك.
وبينما لا يزال التوتر سيد الموقف في مختلف أرجاء المحافظة فقد هددت كتلة «ديالى هويتنا» في البرلمان العراقي التي يتزعمها رئيس البرلمان بتدويل القضية بسبب عجز الحكومة عن القيام بأي دور حقيقي. وقال عضو البرلمان العراقي عن هذه الكتلة، رعد الدهلكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «أهالي ديالى من مكون معين وهو المكون السني يعيشون أوضاعًا صعبة بعد أن استهدفهم الإرهاب الداعشي، الذي احتل المحافظة، العام الماضي، وقتل الكثير من أهالي السن، وفي الوقت نفسه تستهدفهم الميليشيات والفصائل المسلحة، التي تملك نفوذًا وأسلحة ومدعومة من جهات في الحكومة من منطلقات طائفية الأمر الذي أدى إلى موجة نزوح غير مسبوقة بالإضافة إلى عدم عودة غالبية نازحي المحافظة ممن تحررت أراضيهم ومدنهم».
وأضاف الدهلكي أن «حملات الاغتيالات مستمرة في مختلف أنحاء المحافظة وتطال الجميع بمن في ذلك الصحافيون والمثقفون، فضلاً عن استمرار عمليات التهجير التي تطال المكون السني فيما يستمر مسلسل تفجير المساجد السنية دون رادع، وهو ما يعني أن هناك عجزًا حكوميًا بات يمثل مصدر قلق لنا، الأمر الذي يضطرنا إلى أن نتوجه إلى المنظمات الدولية وفي المقدمة منها الأمم المتحدة طلبا للحماية، وهو ما يعني تدويل قضية هذه المحافظة».
وأوضح الدهلكي: «إننا كثيرًا ما طالبنا الحكومة والبرلمان والرئاسات الثلاث بالقيام بواجباتها تجاه المكون السني في ديالى، الذي بات يتعرض إلى نوع من الإبادة الجماعية، وهو ما لم يعد ممكنًا السكوت عليه».
من جهته، أكد الشيخ مازن الخيزران شيخ عشائر العزة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع في ديالى وبسبب عدم وجود إجراءات حقيقية من قبل الحكومة لوضع حد لما تقوم به الجماعات المسلحة والإرهاب الذي نعاني منه سواء من قبل تنظيم داعش أو الميليشيات جعل الأوضاع تسير من سيئ إلى أسوأ». وأضاف أن «الميزة الأهم التي كانت عليها هذه المحافظة هي التنوع العرقي والمذهبي فيها الذي كان في الماضي مصدر إثراء لها بينما اليوم أصبح مصدر خطر بعد أن أخذ يهدد وحدة النسيج المجتمعي بشكل كبير جدًا».
وأوضح أن «العشائر العربية السنية في المحافظة تبدو اليوم الخاسر الأكبر لأنها مستهدفة من كل من عناصر الإرهاب المتمثلة بتنظيم داعش، وكذلك من الميليشيات والفصائل المسلحة الشيعية، لكن بالمحصلة فإن المتضرر الأكبر هنا هو المكون السني لأنه بلا سند ولا ظهر بينما الكثير من الميليشيات لديها نفوذ وتتحرك بشكل واضح ومعلن».
الهجمات على مساجد ديالى السنية تثير غضب المرجعية الشيعية
ساسة المحافظة يلوحون بالتدويل بسبب «العجز الحكومي»
الهجمات على مساجد ديالى السنية تثير غضب المرجعية الشيعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة