نتنياهو يأمر بمحاربة الأذان في المساجد الفلسطينية

اليمين يجلب مرتزقة ويدفع لهم أجرًا لكي يقتحموا باحات الأقصى

نتنياهو يأمر بمحاربة الأذان في المساجد الفلسطينية
TT

نتنياهو يأمر بمحاربة الأذان في المساجد الفلسطينية

نتنياهو يأمر بمحاربة الأذان في المساجد الفلسطينية

في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن أن منظمات اليمين المتطرف في إسرائيل تجلب «مرتزقة»، وتدفع لهم أجرا مقابل كل عملية اقتحام لباحات المسجد الأقصى، خرج رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بحملة لمحاربة ما سماه «الإزعاج الصادر من بعض المساجد». وأمر مساعديه بأن يعملوا على تطبيق قانون «منع الضوضاء».
وجاءت تصريحات نتنياهو في جلسة مغلقة لكتلة حزبه «الليكود» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، قبل عدة أيام، التي نشرت صحيفة «معاريف» تسجيلا صوتيا له فيها. وبحسب الصحيفة فإن تصريحات نتنياهو صدرت ردًا على اعتراض أعضاء كنيست من الليكود، خلال الجلسة، على قرار الحكومة تخصيص مبلغ 4 مليارات دولار لسد هوة التمييز القائمة ضد العرب. فقالوا إن تخصيص الميزانيات للبلدات العربية لن يؤثر على ما وصفوه العداء للدولة في صفوف أجزاء من المواطنين العرب.
وذكرت الصحيفة أن الوزير يوفال شطاينيتس، المقرب من نتنياهو، احتج على التعميم في هذه الادعاءات، معتبرا أن هناك ما سماه بالتطرف القومي والتحريض من قبل الحركة الإسلامية، وأن معظم المخالفات للقانون في البلدات العربية يقوم بها عرب ضد العرب وليس ضد اليهود، وأن نسبة جرائم القتل ضد العرب التي يقوم بها عرب مرتفعة جدًا، وزعم أن بعض العرب يرغبون بالاندماج بالدولة. بدوره، حاول نتنياهو مسايرة المتطرفين من رفاقه، فقال إن «الحكومة ستواصل تطبيق القانون بصرامة في البلدات العربية، وراح يزايد عليهم بمواقف (جديدة) لم يتطرق لها من قبل بشكل علني، وهي قضية الأذان في المساجد وتعدد الزوجات بالأساس». وقال: «لا يوجد احترام حقيقي للقوانين في معظم البلدات العربية. فهم يخرقون قوانين البناء ومنع تعدد الزوجات وإزعاج المواطنين من خلال مكبرات الصوت في المساجد وإطلاق الرصاص في الأعراس وغيرها».
واختار نتنياهو التركيز على ما وصفه بالضوضاء المزعجة التي تتعالى من بعض المساجد، وقال إنه ليس هناك أي فتوى تنص على أنه يجب الإزعاج، حسب تعبيره، وأضاف: «ليس هناك أمر كهذا في الدول العربية، ولا في الدول الأوروبية المتنورة». وقال إن المواطنين يعانون من الضوضاء من بعض المساجد، لكنه تدارك وقال ليخفف من حدة تحريضه، إن بعض المواطنين العرب حتى يعانون من ذلك وخصوصا القاطنين قرب المساجد.
ولم يتوقف نتنياهو عند هذا الحد، بل أصدر أمرا، أول من أمس الخميس، بنقل «الوحدة القطرية لتطبيق قوانين التخطيط والبناء» من وزارة المالية إلى وزارة الأمن الداخلي، حتى تتولى الشرطة محاربة خرق قوانين البناء. وبهذا قصد «المعالجة الصارمة للبناء غير المرخص، الذي يشمل 50 ألف بيت عربي». وقالت صحيفة «هآرتس»، أمس، إن مكتب نتنياهو سيجري مداولات حول هذا المخطط في الأسابيع المقبلة. وإن هذا المخطط يهدف إلى مساعدة الشرطة وسلطات التخطيط وتطبيق القانون في أن تخرج إلى حيز التنفيذ أوامر هدم بيوت في البلدات العربية. ومن أجل تحقيق ذلك، جرى تشكيل طاقم مؤلف من مندوبين عن عدة وزارات من أجل التدقيق في المخطط وتقديم توصيات.
وكان موقع «واللا» الإخباري، قد كشف في تحقيق له أمس أن منظمات اليمين المتطرف، التي تسعى لتشجيع دخول اليهود إلى باحات الأقصى وإقامة الصلوات فيها تمهيدا لإعادة بناء الهيكل اليهودي «مكانه» (وهم يعتقدون أن الهيكل كان قائما مكان مسجد عمر - أي قبة الصخرة اليوم)، يدفعون أجرة لنشطاهم حتى يدخلوا الأقصى. ومن يعتقل منهم بتهمة خرق الواقع «ستاتوس كفوو»، يحصل على جائزة مالية بمقدار 2000 شيقل (520 دولارا). وقالت إن عدد المعتقلين منهم بلغ في الشهور السبعة الأخيرة 84 شخصا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».