نتنياهو يتحدث عن أزمة جدية بين حكومته وبين الأوروبيين

إسرائيل تحاول منع الاتحاد الأوروبي من طرح الاستيطان في مجلس الأمن

نتنياهو يتحدث عن أزمة جدية بين حكومته وبين الأوروبيين
TT

نتنياهو يتحدث عن أزمة جدية بين حكومته وبين الأوروبيين

نتنياهو يتحدث عن أزمة جدية بين حكومته وبين الأوروبيين

كشفت مصادر مقربة من دبلوماسيي وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن فرنسا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي، تسعى لطرح مشروع قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي، وقالت إن الحكومة الإسرائيلية تبذل جهودا بالغة لمنع هذه المحاولة.
وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لمح الليلة قبل الماضية، إلى ذلك، معربا عن تخوفه من محاولة الاتحاد الأوروبي دفع عقوبات أخرى ضد المستوطنات في الضفة الغربية، استمرارا لقرار وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية. وقال نتنياهو، خلال اجتماع لكتلة الليكود في الكنيست: «نحن نواجه أزمة ليست صغيرة مع الاتحاد الأوروبي، في الجانب السياسي أولا. لقد قاموا بوسم منتجات (المستوطنات) ولا نعرف إن كانوا سيقومون بأمر آخر». ولم يوسع نتنياهو في الحديث حول الخطوات الأخرى، التي قد يقوم الاتحاد الأوروبي باتخاذها ضد المستوطنات. ولكن مقربين منه قالوا إن من المنتظر أن يتم خلال اللقاء الشهري لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الأسبوع المقبل، صدور قرار يتعلق بالموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني، لكنه ليس من الواضح بعد مدى حدة القرار المرتقب. فكثير من دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا، تدرس، منذ أشهر، إمكانية دفع قرار ضد المستوطنات في مجلس الأمن الدولي.
يذكر أن صحيفة «هآرتس» كشفت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وثيقة داخلية للاتحاد الأوروبي تتضمن قائمة بالعقوبات ضد إسرائيل، على خلفية البناء في المستوطنات. وظهرت في الوثيقة اقتراحات تدعو إلى انتهاج خطوات ضد شركات أوروبية تعمل في المستوطنات، ومنع دخول المستوطنين الذين مارسوا أعمال عنف ضد فلسطينيين إلى أوروبا. وجاء تصريح نتنياهو الأخير، ردا على الاستعراض الذي قدمه النائب يوآب كيش، أمام نواب الليكود، حول الجولة التي قام بها مع أعضاء لوبي أرض إسرائيل في المناطق «ج» في الضفة الغربية، وتحدث فيها عن الحراك الأوروبي. وادعى كيش أن الاتحاد الأوروبي يمول ويدفع مشاريع بناء غير قانونية للفلسطينيين في هذه المناطق، على الرغم من السيطرة الإسرائيلية المدنية والأمنية الكاملة هناك. وادعى نتنياهو أن نشاطات الاتحاد الأوروبي في المناطق «ج» لا تتم بدوافع إنسانية، وإنما نتاج «جهد سياسي واضح للاتحاد الأوروبي»، على حد تعبيره. وأضاف: «هذا واضح مثل الشمس ولا شك في ذلك. ونحن سنعمل في هذا الموضوع بكل قدراتنا». وأضاف نتنياهو، أن إسرائيل ردت بشكل صارم على القرار الأوروبي المتعلق بوسم منتجات المستوطنات، من خلال قطع الاتصالات مع خدمات الخارجية الأوروبية ومؤسسات الاتحاد في بروكسل، في أواخر نوفمبر 2015، في الموضوع الفلسطيني. لكن مقربين من الخارجية أشاروا إلى أن نتنياهو يتحدث بحدة عن الموضوع، ولكنه، عمليا، يقدم على خطوات رمزية لا أكثر. فقد رفض سلسلة من المقترحات للرد بشكل صارم، والتي قدمتها وزارة الخارجية، واختار أكثر خطوة لينة، لا تنطوي على أي مضمون باستثناء التصريح الإعلامي.
يشار إلى أن النشاط الأوروبي في المناطق «ج» في الضفة تحول في السنوات الأخيرة إلى نقطة توتر كبيرة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأعضاء فيه، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا. فالدول الأوروبية تعد المناطق «ج»، بمثابة احتياط لأراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية. لذلك ركزت اهتمامها ونشاطها في هذه المناطق، خصوصًا من خلال إنشاء بنى تحتية ودفع البناء للفلسطينيين. وقامت إسرائيل بإصدار أوامر هدم لمشاريع عدة كهذه تم تمويلها من دول أوروبية، بادعاء البناء غير القانوني. ومع ذلك، وخشية حدوث أزمة سياسية مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، امتنعت إسرائيل في غالبية الأحيان عن تنفيذ أوامر الهدم. وفي المقابل، هناك ضغط سياسي متزايد في الكنيست لوقف النشاط الأوروبي في المناطق «ج». ويقود هذا النشاط موطي يوغيف، وبتسلئيل سموطريتش من البيت اليهودي، مع عدد من نواب الليكود بل حتى نواب من حزب «كلنا» بقيادة كحلون.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».