ارتفاع عدد السوريين العالقين على حدود بلادهم مع الأردن إلى 16 ألفًا

وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام قال إنهم قدموا من شمال وشرق سوريا

ارتفاع عدد السوريين العالقين على حدود بلادهم مع الأردن إلى 16 ألفًا
TT

ارتفاع عدد السوريين العالقين على حدود بلادهم مع الأردن إلى 16 ألفًا

ارتفاع عدد السوريين العالقين على حدود بلادهم مع الأردن إلى 16 ألفًا

قال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني، أمس، إن عدد السوريين العالقين على الحدود الأردنية - السورية ارتفع إلى 16 ألفا، داعيا المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة لهم.
وقال المومني، وهو أيضا الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «نحو 16 ألف سوري يقيمون في مخيمات على الحدود الشرقية الأردنية - السورية». وأضاف أن «هؤلاء السوريين قدموا من شمال وشرق سوريا، من مناطق هي أقرب ما تكون إلى بلدان أخرى من الأردن».
وأوضح أن «الحكومة الأردنية سمحت للوكالات الدولية كالصليب الأحمر واليونيسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بالوصول إلى هؤلاء اللاجئين من خلال مكتب ارتباط أقيم لهذا الغرض».
وأكد أنه «تم تزويد هؤلاء السوريين باحتياجاتهم من الخيام والأدوية وكل احتياجاتهم الإنسانية عن طريق الأردن ومن تخصيصات وكالات الأمم المتحدة في الأردن، والقوات المسلحة الأردنية»، مشيرا إلى وجود عيادات داخل المخيم بدعم من الوكالات الدولية، فضلا عن قيام وزارة الصحة الأردنية بحملات لتطعيم أطفال المخيم.
وأكد المومني أن «الأردن يشجع الوكالات الدولية على تقديم كل الدعم اللازم لهؤلاء الأشخاص»، مشيرا إلى «وجود 75 موظفا من المنظمات غير الحكومية يعملون حاليا في المخيم تحت إشراف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين». وتابع أن «الأردن على استعداد للتعاون مع أي بلد قد يكون قادرا على أخذ هؤلاء اللاجئين من هذا المخيم الحدودي».
وكانت المفوضية العليا للاجئين أعلنت في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن 12 ألف سوري عالقون على الحدود السورية – الأردنية، وأن أوضاعهم «تزداد سوءا»، مطالبة السلطات الأردنية بالسماح لهم بدخول المملكة.
وأعربت ميليسا فليمنغ، المتحدثة باسم المفوضية في جنيف، في بيان، عن «القلق الكبير تجاه نحو 12 ألف شخص يحاولون الفرار من سوريا، عالقين في مناطق معزولة قرب الحدود الشمالية الشرقية للأردن». وأكدت أن هؤلاء «يواجهون أوضاعا إنسانية تزداد سوءا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.