ارتكبت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، أمس، في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، مجازر جديدة بحق أطفال المدينة والأهالي العزل من خلال القصف الهستيري من مواقع تمركزهم على الأحياء السكنية بصواريخ «كاتيوشا» و«هاوزر» و«هاون».
وتجري في الوقت الراهن ترتيبات كبيرة في مدينة عدن الجنوبية بشأن عملية تحرير محافظة تعز يقوم بها الرئيس هادي وقوات التحالف العربي مع قيادات المقاومة الشعبية والجيش الوطني في تعز، الأمر الذي من شأنه سيعجل من عملية حسم المعركة، وتطهير محافظة تعز من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.
وبحسب مصدر في المجلس العسكري في محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط»، فإنه «ستكون عملية التحرير مرحلة أولى لفك الحصار عن المدينة، خصوصًا بعدما جرى تشكيل مجلس لقيادة عمليات تحرير تعز بقيادة حمود المخلافي رئيسا له، والعميد صادق سرحان أركان حرب عمليه التحرير، والعميد يوسف الشراجي قائد غرفه العمليات، والشيخ عارف جامل قائد جبهة صبر ومسؤول التسليح، وعادل عبده فارع المعروف بأبو العباس قائد الجبهة الشرقية والمسؤول المالي، والمحامي عبد الله نعمان القدسي مستشار المجلس، والعقيد الركن منصور الحساني ناطقًا رسميًا باسم المجلس، والعميد عدنان الحمادي، والعميد عبد الرحمن الشمساني، قيادات ميدانية».
إلى ذلك، شهدت جبهات القتال في محافظة تعز اشتباكات عنيفة استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية والمسنودة من قوات التحالف التي تقودها السعودية، من جهة، وبين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى، حققت فيها القوات المشتركة تقدمًا كبيرًا، حيث تمكنت المقاومة الشعبية في منطقة نجد قسيم، جنوب تعز، من السيطرة على قرية الجوريف بعد معركة عنيفة خلفت قتلى وجرحى بصفوف الميليشيات الانقلابية.
وتمكنت مدافع المقاومة الشعبية من نوع هاوزر المتمركزة في جبل حبشي من دك أوكار ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة قحاف وكور والأسلاف الأقروض، مما جعل الميليشيات تقصف، باعتباره ردا انتقاميا لها على منطقة الشفب بجبل صبر.
وقال مصدر في المقاومة الشعبية في محافظة تعز، لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيات الحوثي وصالح لا تزال مستمرة في ارتكابها المجازر المروعة بحق أبناء وأطفال ونساء مدينة تعز، لكن أبطال المقاومة والجيش الوطني يقفون لهم دائما بالمرصاد ويصدون محاولاتهم المستميتة في استعادة المواقع من المقاومة والجيش، وتصدت لعمليات تسلل في حي ثعبات، وجبهة الكمب وحي الدعوة المحاذي للقصر الجمهوري، شرق مدينة تعز، وتكبد فيها الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد».
وأضاف: «قام أبطال المقاومة والجيش الوطني بتنفيذ هجوم مباغت على مواقع تمركز ميليشيات الحوثي وصالح، وتمكنوا من السيطرة والتقدم في جبهة المسراخ، جنوب تعز، في كريف القدسي والجوريف والحبشية، وما زالت المواجهات مستمرة، والأبطال يواصلون التقدم وتكبيد الميليشيات الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد، بالإضافة إلى تصديهم لهجوم الميليشيات الانقلابية في شارع الأربعين وحيط تبة عبده حاتم، شمال مدينة تعز، وفي ريف المدينة بمنطقة المسراخ».
وأكد المصدر ذاته قائلا: «بمساندة غارات طائرات التحالف تمكنت القوات المشتركة من تحقيق التقدم والسيطرة على مواقع جديدة، ودمرت الغارات مخازن أسلحة للميليشيات في منطقة الحرير، شرق مدينة تعز، وساعد طيران التحالف المقاومة من الاقتراب إلى الخط الرسمي لنجد قسيم، مما يمكنهم من قطع الإمدادات التي تصل إلى الميليشيات الانقلابية عن طريق سوق نجد قسيم، وتصل إلى مديرية المسراخ التي استشهد قائد المعارك فيها وفي نجد قسيم، عبد الله السبئين بعد معارك عدة خاضها أمام الميليشيات، وحقق انتصارات ومنها فتح خط نجد قسيم الذي يربط بين منطقتي الضباب والنشمة، غرب المدينة». وأشار إلى أن «القوات الموالية للشرعية تمكنوا من تنفيذ عمليات نوعية في منطقة مقبنة، غرب مدينة تعز، واستهدفوا طاقما عسكريا يتبع الميليشيات في جوار مصنع إسمنت البرح، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية».
في المقابل، وجه عدد من وجاهات وشخصيات اجتماعية وسياسية في محافظة تعز، دعوة إلى دعاة المدينة والتعايش من أبناء شمال الشمال بعدم إرسال أبنائهم للمشاركة في قتال أبناء إخوانهم في محافظة تعز.
وقالوا في بيان لهم، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إننا «من هنا نوجه دعوة إلى كل من تبقت لديهم ذرة من شرف ورجولة وأخلاق من وجهاء وعقال شمال الشمال، أن يتوقفوا عن إرسال أبنائهم إلى تعز للمشاركة في هذا العدوان السافر الذي يشنه المخلوع صالح بحق أبناء تعز، دعاة المدنية والتعايش والنظام والقانون. كما أننا نحذرهم وبأشد العبارات من تشجيع مثل هذه الممارسات اللا أخلاقية، التي تطال نساء تعز العظيمات، والتي تندرج ضمن كل العيوب السوداء، وتشذ عن أخلاقنا وديننا وقيمنا بوصفنا مجتمعا يمنيا لم ولن يسكت عن مثل هذه السلوكيات عاجلا أم آجلا».
وأضافوا أن «ما يحصل في معابر تعز المحاصرة، خصوصًا معبر الدحي في محافظة تعز من انتهاكات لاأخلاقية ضد نساء وبنات اليمن، عار في جبين إنسانيتكم ويمنيتكم وشهامتكم وأخلاقكم ودينكم ورجولتكم. ها هي قبائل شمال الشمال التي ظلت تتشدق بالمفاهيم القبلية والرجولة والشهامة والعيوب الاجتماعية بمختلف أنواعها، منذ تسعة أشهر، وهي ترسل أبناءها إلى تعز، لقتل إخوانهم هناك، وكذا الاستقواء، وفرد العضلات على أخواتهن وبنات جلدتهن في محافظة تعز، العابرات للممرات المؤدية إلى مدينة تعز، التي يسيطر عليها تحالف العنجهية والتسلط والاستقواء الحوثفاشي، سواء بالاعتداءات اللفظية السافرة أو الاعتداءات البدنية، أو العبث الهمجي بحاجاتهم الغذائية البسيطة، التي يكابدون شتى المعاناة، من أجل الحصول عليها، كي تبقيهم على قيد الحياة، في ظل هذا الحصار الخانق الذي يمارسه هذا التحالف العدواني».
في سياق متصل، دعا ناشطون وإعلاميون يمنيون بمدينة تعز، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، إلى زيارة المدينة المنكوبة، ومشاهدة الحصار التي حل بها جراء الحصار المطبق الذي تفرضه عليها ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح منذ ما يزيد على تسعة أشهر.
وأطلق الأطفال والناشطون والحقوقيون اليمنيون حملة على صفحات التواصل الاجتماعي يدعون فيها مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ إلى زيارة، حيث حملت الحملة هاشتاغ «#ندعو ولد الشيخ لزيارة تعز». وقال القائمون على الحملة إن «هذه الحملة ستفضح حقيقة حصار الميليشيات الانقلابية لمدينة تعز، وستساند المساعي الأممية لفك الحصار عن أهالي المدينة». وتهدف الحملة إلى لفت الأنظار للمأساة الإنسانية التي يعاني منها أبناء مدينة تعز الذين أصبحوا يعيشون تحت حصار ميليشيات الحوثي منذ تسعة أشهر.
ميدانيا سقط العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بين قتيل وجريح، جراء غارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقع ومخازن وتجمعات الميليشيات الانقلابية وسط وأطراف مدينة تعز. وأفاد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، بأن غارات التحالف التي تقودها السعودية قتلت كثيرا من الميليشيات، حيث استهدفت مواقعهم وتجمعاتهم في وادي الزنوج، شمال مدينة تعز، حيث أدت إلى مقتل العشرات منهم وتدمير آليات عسكرية، وغارات أخرى على جبل أمان الجندية، و«اللواء 170 دفاع جوي»، ومواقع للميليشيات في منطقة الجحملية، شرق المدينة، وشارع الأربعين وتبة الأشبموري، وفي الشريجة.
وعلى الصعيد الإنساني، يواصل أبناء مدينة تعز إطلاق نداء الاستغاثة إلى العالم أجمع، وعلى رأسهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته، وقوات التحالف الذي تقوده السعودية، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، إلى سرعة إنقاذهم من ميليشيات الحوثي وصالح وتحمل مسؤولياتهم في فك الحصار وتطهير المدينة، ووقف مسلسل القتل الممنهج من قبل الميليشيات، إما بالرصاص وإما بالجوع وإما بسبب انعدام الأكسجين والمواد الطبية جراء إغلاق مستشفيات تعز أبوابها، بسبب الدمار الذي لحق بها من قصف الميليشيات وإعلانها انعدام مادة الأكسجين.
وكان قد حذر مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير خالد حسين اليماني، من وقوع كارثة إنسانية بمدينة تعز، قائلا بأن «العقاب الذي تتعرض له تعز من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، يندى له جبين الإنسانية، جراء الحصار الخانق عليها من قبل ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية».
وأفاد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، بأن ميليشيات الحوثي وصالح، بالإضافة إلى حصارها المطبق على المدينة، فهي تقوم بتقييد حرية تنقل أهالي مدينة تعز، واختطاف بعضهم، ونهب ممتلكاتهم الخاصة في مداخل المدينة، مما يؤكد أنها تسير على خطى قطاع الطرق التي بدأوها منذ إعلان انقلابهم على الدولة الممثلة بشرعية الرئيس والحكومة.
في المقابل، حذرت اللجنة الطبية العليا بمحافظة تعز من اتجاه الأوضاع الإنسانية بمدينة تعز نحو الكارثة بعد توقف العمل في 37 مستشفى، مما تسبب في عدم استطاعتها إجراء عمليات جراحية إسعافية، جراء انعدام أسطوانات الأكسجين التي ترفض الميليشيات الانقلابية دخولها إلى المدينة جراء حصارها على جميع المنافذ.
نشطاء يدعون المبعوث الأممي إلى زيارة تعز.. والميليشيات تواصل ارتكابها المجازر
وجهاء المدينة المنكوبة يستنكرون في بيان الممارسات اللاأخلاقية للحوثيين التي تطال النساء
نشطاء يدعون المبعوث الأممي إلى زيارة تعز.. والميليشيات تواصل ارتكابها المجازر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة