وقفة عربية «صفًا واحدًا» مع السعودية.. ومهلة شهرين لإيران لتغيير نهجها العدواني

الرياض حذرت طهران من خطوات إضافية * البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب دعا المجتمع الدولي لإلزام طهران باحترام حسن الجوار

جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

وقفة عربية «صفًا واحدًا» مع السعودية.. ومهلة شهرين لإيران لتغيير نهجها العدواني

جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
جانب من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

أمهل وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارء بالقاهرة أمس إيران شهرين لتغيير نهجها العدواني وحذروها من إجراءات إضافية إذا لم تعدل عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وحذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إيران، من خطوات جديدة ما لم تتوقف عن ممارساتها العبثية، واصفًا الرسالة التي خرجت عن الاجتماع بـ«غير السهلة». وطالب الجبير خلال مؤتمر صحافي حضره وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، والأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، طهران بالانتقال من مربع الثورة إلى الدولة ودعاها لنبذ الإرهاب لا دعمه، مشيرا إلى أن حكمة السقف الزمني المحدد بشهرين تقييم التجاوب الإيراني قبل الانتقال لخطوات إضافية.
وقال الجبير، إن «إيران تدعم الطائفية والإرهاب في العالم العربي، ولدينا أربعة عقود من الدعم الإيراني للتطرف ومحاولة تجنيد أبناء المنطقة للإضرار بها وإرسال أسلحة للتخريب في كل مكان واستخدام العنف»، مشيرا إلى أن بلاده وصلت إلى هذه النقطة بعد أن تجاوزت إيران كل الخطوط الحمراء.
وأضاف أنه إذا أرادت إيران أن يكون لها دور في المنطقة عليها بالانتقال من الثورة إلى الدولة وعدم التدخل في شؤون المنطقة، وأن نبذ العنف والإرهاب لا أن تدعمه، مشددا على أنه «إذا استمرت (إيران) في نهجها العدواني الداعم للعنف فسوف نواجهها بكل الوسائل»، مؤكدا أن الرسالة التي خرجت من الجامعة العربية ليست بالسهلة وسوف تتبعها خطوات إذا لم تتوقف إيران عن ممارساتها العبثية في المنطقة.
وردا على سؤال بشأن المخاوف من تأجيج إيران للفتنة المذهبية، قال الجبير: «إن المملكة لا تؤمن بالصراع الطائفي والواقع أن الصراعات الطائفية بدأت من عند إيران في عام 1979 وقبل هذا التاريخ لم تعرف المنطقة النعرة الطائفية، أما بخصوص إدارة الأزمة فنحن موقفنا واضح فلم نرسل خلايا للتخريب في إيران ولم نجند إيرانيين للعمل في إيران ولم نحرض للاعتداء على البعثة الدبلوماسية ولم نجند ميليشيات ضد إيران، وإنما اتبعنا سياسة واضحة مع الأشقاء العرب لحماية المنطقة من العبث الإيراني التصدي للأعمال الإرهابية». وتابع أنه لا توجد لدى المملكة مشكلة مع الشعب الإيراني، وأن سياسة إيران تعزلها بسبب سلبياتها المتعددة ضد الدول العربية.
من جانبه، طالب وزير الخارجية الإماراتي خلال المؤتمر الصحافي، إيران، بأن تتصرف بطريقة تحترم فيها سيادة الأوطان والدول، ووصف ما حدث من اعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية بأنه اعتداء على القانون الدولي، مشيرا إلى ما اعتبره تراكمات كثيرة تمارسها إيران ضد المنطقة العربية.
وأشار بن زايد إلى المحاولات الإيرانية للتدخل في الشأن العربي وعدد مواقفها في البحرين واليمن، وكذلك تدخلها في ملفات سوريا ولبنان والعراق، وتساءل مستنكرا «أي نوع من الجيرة تريدها إيران، هل تريد أن تكون جارا صادقا أم عبثيا؟»، وطالبها ببذل جهد مماثل للجهود التي تبذلها تجاه العالم الغربي لإصلاح العلاقات مع العالم العربي، مشيرا إلى أنه «حتى اليوم نسمع حديثا ولا نرى إلا الأفعال السلبية».
من جهته، أوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الدول العربية «تشعر منذ فترة طويلة بأزمة دول الجوار وهذا ما دفعنا للتفكير في عقد اجتماع لهذا الأمر قبل نهاية الشهر في الإمارات». وأشار إلى قرار المجلس بتكليف لجنة مكونة من السعودية ومصر ومملكة البحرين بمتابعة الأمر ورفع تقرير إلى مجلس الجامعة يوضح مدى تجاوب إيران، وقال إن مدة عمل اللجنة محددة بشهرين ومن الممكن عقد مجلس الجامعة قبل هذا الموعد.
وتوافق وزراء الخارجية العرب في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع على وضع آلية فعالة لمواجهة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، مؤكدا وقوفه صفا واحدا مع السعودية. ودعا المجلس المجتمع الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة لإلزام طهران باحترام مبدأ حسن الجوار.
وأدان مجلس جامعة الدول العربية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصليتها العامة في مشهد، وحمل طهران مسؤولية ذلك، مطالبا إياها بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا الشأن.
واستنكر المجلس في بيانه التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية ضد السعودية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام الشرعية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين، معتبرا أن تلك التصريحات كانت السبب المباشر للاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية.
واستنكر المجلس عدم قيام الحكومة الإيرانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية للسعودية في إيران، وأكد المجلس أن الدول العربية ستتخذ مزيدا من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات.
كما أدان المجلس استمرار إيران في احتلال الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، وبث الفتنة الطائفية ودعمها للتنظيمات الإرهابية المتطرفة وتدريبها وتمويلها وتحريضها على زعزعة الأمن والاستقرار في دول المجلس ومنها ما كشفته مملكة البحرين مؤخرا عن إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ أعمال تفجيرية إرهابية والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
كما استنكر المجلس التدخل الإيراني في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سوريا ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية. وندد المجلس أيضًا بتدخلات إيران في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة عموما.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.