برلمان طرابلس يراقب السفارات والأجانب ويقيد سفر نوابه خارج ليبيا

بنغازي تدعو حكومة السراج لزيارتها.. وروما تعلن دعمها له بعد تعرض موكبه لإطلاق نار

أرشيفية
أرشيفية
TT

برلمان طرابلس يراقب السفارات والأجانب ويقيد سفر نوابه خارج ليبيا

أرشيفية
أرشيفية

قلل أمس فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، من واقعة تعرض موكبه لإطلاق نار في مدينة زليتين قبل يومين، في أول زيارة من نوعها إلى بلاده، بينما وجه أمس نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة طرابلس رسائل رسمية إلى وزراء الخارجية والداخلية والدفاع بالإضافة إلى رئيس جهاز المخابرات الليبية يطلب منهم مراقبة ومتابعة البعثات الدبلوماسية والأجانب والجاليات المقيمة.
كما دعا أبو سهمين إلى التدقيق في إجراءات المغادرة والدخول، والتأكد من وجود تصاريح بالإجازة من جهة العمل لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين على وجه الخصوص، وكذلك أعضاء المؤتمر الوطني العام وأعضاء حكومة الإنقاذ، أو صدور قرار بالتكليف في مهام خارجية.
واكتفى أبو سهمين في الرسائل التي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منها، ونشرها لاحقا الموقع الإلكتروني الرسمي لبرلمان طرابلس غير المعترف به دوليا، بالإشارة إلى إعلانه مؤخرا، حالة الطوارئ والنفير العام عقب تفجير زليتين، كما طالب الأحزاب بتحديد مكاتبها الرئيسية والفرعية، وتراخيص مزاولة نشاطها السياسي، وإقرارات الذمة المالية لها وكشف مصادر تمويلها.
من جهته، دعا المجلس البلدي لمدينة بنغازي حكومة السراج إلى اتخاذ المدينة مقرا لها، مشيرا إلى أن المدينة لا تخلو من المقرات واللوجيستيات الداعمة لعمل الحكومة ومباشرة أعمالها.
ودعا المجلس في بيان له، السراج وأعضاء الفريق الرئاسي لحكومته لزيارة المدينة، التي لفت إلى أنها عانت من جراء محاربة الإرهاب نيابة عن العالم، على حد قوله.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجة الإيطالي باولو جينتيلوني عن دعم بلاده التام لعمل المجلس الرئاسي لحكومة رجل الأعمال الليبي فائز السراج عضو مجلس النواب عن العاصمة طرابلس.
وطبقا لبيان بثته وزارة الخارجية الإيطالية، على موقعها الإلكتروني، فقد أعرب جينتيلوني في اتصال هاتفي أجراه مع السراج عن تضامنه بعد حادثة تعرّض موكبه لإطلاق أعيرة نارية عقب تعزيته أهالي ضحايا التفجير الانتحاري الذي تبناه تنظيم داعش الإرهابي ضد معسكر لتدريب قوات الشرطة في مدينة زليتين شرق طرابلس.
وقالت الخارجية الإيطالية، إن السراج خفف خلال الاتصال الهاتفي من أهمية هذه الحادثة، ومع ذلك، أشارت إلى أن ما وصفته بـ«العجز الأمني» على الطريق بين «زليتين ومطار مصراتة» تسبّب فعلاً بتعديل وتأخير برنامج القافلة الرئاسية، لافتة إلى أنه «بعد إعادة الظروف الأمنية إلى مجراها الطبيعي، وصلت قافلة (السرّاج) إلى المطار».
وقالت الخارجية الإيطالية إن الواقعة تؤكّد على «الضعف التام الذي يعاني منه الإطار الأمني في ليبيا»، معتبرة أن ما حدث «ليس باعتداء أو هجوم إرهابي على رئيس الوزراء المعيّن».
وقالت إن جينتيلوني أكد خلال مكالمته الهاتفية مع السرّاج ومكالمة لاحقة مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، دعم إيطاليا التام للخطّ الذي تمّ إقراره في مؤتمر روما ولتنفيذ اتفاقيات الصخيرات بالمغرب العام الماضي وقرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقم 2259. وقال الوزير الإيطالي: «من الضروري وبأسرع وقت تشكيل حكومة وفاق وطني والتركيز على الكفاح المشترك ضدّ الإرهاب وعلى إعادة الإعمار وتوطيد السلام في البلاد».
يشار إلى أن موكب السراج تعرض لإطلاق نار في طريق العودة إلى مطار مصراتة، قبل أن يتم نقله إلى مكان آمن وتحت حماية مشددة، فيما زعمت حكومة طرابلس أن طائرة السراج غادرت وفقا لاتفاق تم مع ثوار مسلحين حاصروا مقر المجلس البلدي زليتين، خلال اجتماع مع السراج ومرافقيه.
ميدانيا، قصفت أمس طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي مواقع للميليشيات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش في مدينتي بنغازي وإجدابيا في شرق البلاد.
وقال الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الكرامة ناصر الحاسي إنه تم استهداف تجمع لميليشيات «داعش» داخل معسكر 17 فبراير (شباط) بالمحور الغربي ببنغازي، مشيرا إلى قصف مخزن أسلحة تابع لما يسمى بمجلس شورى ثوار إجدابيا الإرهابي جنوب المدينة.
وكان العقيد محمد منفور آمر قاعدة بنينا الجوية وآمر عملية الحتف العسكرية التي يشنها الجيش ضد المتطرفين في شرق ليبيا، قد أعلن أن عدد الطلعات الجوية منذ منتصف عام 2014 وحتى أمس، بلغ نحو 700 طلعة تم خلالها قصف 450 هدفا للمتطرفين وخصوصا «داعش» والميليشيات الخارجة عن القانون في بنغازي ودرنة.
ولفت إلى أن عدد الطلعات كبير جدا مقارنة بعدد الطائرات القليلة وقلة الإمكانيات.
وردا على استهداف المتطرفين عدة مناطق آهلة بالسكان ومحطة توليد شمال بنغازي، نفذ أمس سلاح الجو 4 غارات ضد مواقع تابعة لـ«داعش» ومجلس شورى ثوار بنغازي.
ولقيت سيدة مصرعها وأصيب 8 آخرون بينهم طفل إثر سقوط قذائف على مخيم تاورغاء المجاور للمدينة الرياضية ببنغازي خلال مباراة محلية لكرة القدم الخماسية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.