المعارضة تتصدى للنظام في داريا تحت قصف الطيران

ريف حلب الشمالي يشهد تجددًا للمعارك بين الفصائل وتنظيم داعش

المعارضة تتصدى للنظام في داريا تحت قصف الطيران
TT

المعارضة تتصدى للنظام في داريا تحت قصف الطيران

المعارضة تتصدى للنظام في داريا تحت قصف الطيران

دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة السورية، وقوات النظام، صباح أمس، على أطراف الجبهة الغربية لمدينة داريا بريف دمشق الغربي، وجاءت الاشتباكات في محاولة من قوات النظام وميليشياته اقتحام المنطقة، بينما شهد ريف حلب الشمالي تجددًا للمعارك بين الفصائل وتنظيم داعش.
وذكر موقع (قاسيون) المعارض، أن طيران النظام المروحي، ألقى براميل متفجرة على الأحياء السكنية في المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي على مدينة داريا. بينما تجددت المعارك بين قوات النظام والمعارضة، في منطقة المرج، بالغوطة الشرقية، وسط قصف مكثف من مدافع ورشاشات النظام على المنطقة.
وألقى طيران النظام المروحي، أكثر من عشرين برميلاً متفجرًا على الأحياء السكنية في مدينة داريا بريف دمشق الغربي، مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، وجرح العشرات بينهم أطفال ونساء، نقلوا إلى المشافي الميدانية في المدينة.
كما قصفت قوات النظام، براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، الأحياء في مدينة داريا، غرب دمشق، إذ جاء القصف في محاولة من النظام زيادة الضغط على المعارضة في المدينة.
وتحدث (قاسيون) عن وفاة طفل في مدينة «معضمية الشام» بريف دمشق أول من يوم أمس، جراء نقص الغذاء والدواء في المدينة، إثر الحصار الذي يفرضه النظام السوري وميليشيا حزب الله على المدينة.
وقالت هيئة الصليب الأحمر في سوريا بأن المساعدات الإنسانية إلى ثلاث بلدات سورية محاصرة وتواجه نقصا في إمدادات الغذاء والدواء، ستصل اليوم الاثنين.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت الخميس أن الحكومة السورية مستعدة للسماح بدخول المساعدات ولكنها أشارت فقط إلى بلدة مضايا التي تبعد نحو 25 كيلومترا شمال غربي العاصمة دمشق، وتحاصرها القوات الموالية للرئيس بشار الأسد، مدعومة من مقاتلين من حزب الله اللبناني، منذ شهر يوليو (تموز).
ويعاني سكان البلدات من سوء التغذية بشكل حاد ويحصلون على كميات محدودة للغاية من إمدادات الوقود والإمدادات الطبية. وارتفعت حصيلة قتلى التجويع الذي يمارسه النظام وحلفاؤه حتى يوم السبت، بوفاة 3 أشخاص جدُد من أهلها نتيجة الجوع والبرد، بينهم طفل. وبوفاة كل من سليمان فارس وابنه وممدوح علي حسين، ترتفع حصيلة الموت بالجوع إلى 26 منذ سبعة أشهر، ستة منهم عمرهم أقل من عام وخمسة فوق سن الستين، أما الباقون فهم بين عمر الخمس سنوات والستين سنة، يتوزعون بين 21 ذكرًا و5 إناث.
في السياق، شنت مقاتلات حربية، ظهر أمس، غارات جوية مكثفة على الأحياء السكنية في مدينة دوما بريف دمشق الشرقي، وسط قصف بقذائف الهاون على أطراف المدينة. في حين، كثفت مدافع النظام قصفها المدفعي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إذ تعرضت منطقة المرج، ومدينة عربين، لقصف مكثف، تسبب بدمار في ممتلكات المدنيين، دون ورود أنباء عن سقوط ضحايا.
إلى ذلك، ألقى طيران النظام المروحي، براميل متفجرة على المزارع المحيطة ببلدة خان الشيخ بريف دمشق الغربي، ولا أنباء عن سقوط ضحايا.
في محافظة حلب، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن قوات النظام قصفت مناطق في مدينة الباب وبلدة دير حافر بريفي حلب الشرقي والشمالي الشرقي، كما وردت معلومات عن تعرض أماكن في منطقة النقطة الطبية لتنظيم داعش ببلدة الراعي في ريف حلب الشمالي الشرقي عند الحدود السورية التركية، لقصف من قبل القوات التركية، فيما دارت اشتباكات بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، والتنظيم من طرف آخر في محيط قريتي قره كوبري وقره مزرعة بريف حلب الشمالي، ما أدى لإصابة عدد من عناصر التنظيم بجراح ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، فيما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض – أرض على منطقة في حي الجبيلة بحلب القديمة في مدينة حلب، ما أدى لإصابة طفلة على الأقل بالإضافة لأضرار مادية بممتلكات مواطنين، كذلك استهدفت طائرات حربية يعتقد أنها روسية مناطق في حي مساكن هنانو بمدينة حلب، ما أدى لأضرار مادية بممتلكات مواطنين.
وكانت وكالة الأناضول، قالت مساء السبت، بأنه قُتِل 17 شخصًا، وأصيب 35 آخرون بجروح، جراء قصف مقاتلات روسية لحيي، السكري والعامرية، الخاضعين لسيطرة قوات المعارضة السورية، في مدينة حلب شمالي سوريا.
وأوضحت أن فرق الدفاع المدني انتشلت جثث القتلى من تحت الأنقاض، ونقلت المصابين بسيارات الإسعاف إلى المستشفيات الميدانية في المنطقة. وأشارت إلى أن القصف الروسي، ألحق أضرارا كبيرة في أحد المساجد، ودمّر الكثير من المنازل بحي العامرية.
وفي حمص، نفذت طائرات، يرجح بأنها روسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان عدة غارات على أماكن في مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي ما أدى لاستشهاد رجل في مدينة تلبيسة وسقوط جرحى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.