يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ اليوم لبحث تداعيات المواقف الإيرانية وإدانتهم لحرق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، في حين أشارت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إلى وجود توافق عربي على إجراءات لوقف المد الإيراني. وقالت: إنه من المقرر أن تتفق الدول العربية على اتخاذ جملة احتياطات لحماية المنطقة من الممارسات الإيرانية العدوانية وتدخلاتها في الشأن العربي ودعمها للإرهاب في سوريا واليمن والبحرين ومناطق متفرقة داخل المنطقة العربية وخارجها.
وكانت القاهرة قد شهدت أمس نشاطا دبلوماسيا مكثفا حول الاعتداءات الإيرانية وتدخلاتها في الشأن العربي والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري حيث عرض الأخير عليه نتائج جولته التي قام بها إلى إيران وسلطنة عمان والكويت في محاولة لإقناع إيران بوقف تدخلها في الشأن العربي، كما أكد كل من وزيري خارجية مصر والسودان تضامنهما الكامل مع المملكة العربية السعودية وأكدا رفضهما للممارسات الإيرانية. وأكد الوزيران تأييد بلديهما لأي اتفاق يجري خلال الاجتماع الوزاري العربي اليوم الذي ينعقد تلبية لطلب السعودية لتحقيق الاستقرار للمنطقة والحفاظ على الأمن القومي العربي في سوريا واليمن. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري بأنه بحث كل هذه النقاط مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال زيارته للرياض مؤخرا، وقال مجددا بأن الاعتداء على سفارة السعودية في طهران أمر غير مقبول وسندرس في الاجتماع الوزاري ما يمكن اتخاذه من قرارات.
وعقب لقائه مع العربي أكد وزير خارجية العراق الدكتور إبراهيم الجعفري حرص بلاده على دعم الجهود الرامية لإرساء سفينة العلاقات العربية مع دول الجوار العربي تركيا وإيران والأمم الأخرى على أحسن ما يكون لتجنيب المنطقة أي حالة من التوتر والبعد عن شبح الحرب. وقال الجعفري بأن «علاقاتنا مع هذه الأمم لها تاريخ طويل ولسنا مع أي عدوان أو اعتداء»، معربا عن أمله في أن يتمكن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في الدفع باتجاه تهدئة الأوضاع بما يحقق الخير للأمة العربية.
وأعرب الجعفري في مؤتمر صحافي عقب مباحثات مطولة أجراها أمس مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، عن أمله في أن يتمكن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ اليوم الأحد، من «توحيد مواقفهم لحفظ كرامة الدول العربية وحماية سيادتها وحفظ علاقاتها مع أصدقائنا وإخواننا من دول الجوار الجغرافي». وحول مبادرة العراق لتهدئة الأوضاع بين الرياض وطهران قال الجعفري بأن جهود العراق تنطلق في إطار ميثاق الجامعة العربية وسياستها فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمات التي تلوح في الأفق سواء كانت في أرض تركيا أو العراق أو دول أخرى: «وسنتعامل بنفس المقياس ولا نريد لهذه الأمة أن تتعرض لمزيد من التصدع في علاقاتها مع هذه الدول ولهذا نسعى من أجل طرح مفاهيم تحمي كرامة وسيادة الأمة العربية وتحفظ لها علاقاتها مع بقية الدول».
وأوضح الجعفري في رده على أسئلة الصحافيين أن «مضمون المبادرة العراقية يقوم على عناصر ومشتركات كثيرة تدركها شعوب المنطقة». وقال: «نحن ننطلق من أجل تحقيق مصالح هذه الشعوب التي تدرك أهمية الحفاظ على أمن المنطقة وعلاقات الجوار وعدم الانخراط في أي توتر من شأنه أن يجعل المنطقة على أعتاب شيء يسمى حربا أو قريبا من الحرب، لذلك فإننا في العراق وفي ضوء استشرافنا للمستقبل واستحضار التاريخ نعمل على ضرورة الحفاظ على هذه العلاقات مع احترامنا في الوقت ذاته لميثاق الجامعة العربية».
وكشف الجعفري النقاب عن اتصالات هاتفية قام بها على أعلى مستوى «مع الأشقاء في سلطنة عمان ودولة الكويت وغيرهما من الدول العربية». وقال: «هذه الاتصالات كشفت وجود حرص من قبل هذه الدول على الحفاظ على العلاقة مع دول الجوار الجغرافي»، وقال: إن «الجوار الجغرافي للعراق يشكل حقيقة لا تتبدل فالجمهورية الإسلامية الإيرانية دولة جوار للعراق وكذلك تركيا». وفيما يتعلق بالاتصالات التي أجراها مع الرياض في هذا الإطار قال الجعفري بأن «الرياض أكدت أنها ليست مع التصعيد والتوتر». من جهته رحب الأمين العام للجامعة العربية بلقاء الجعفري لافتا إلى أن اجتماعهما تناول الأوضاع الراهنة في المنطقة والرغبة في استبعاد أي أنواع من الخلافات، مشددا على ضرورة احترام القوانين وعدم السماح بالتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية والحيلولة دون تطور الأمور وأن تؤدي إلى اضطرابات لا داعي لها، منوها بالجهود التي يقوم بها وزير الخارجية العراقي دعما للعمل العربي المشترك ومصالح الأمة العربية.
وزراء الخارجية العرب يبحثون اليوم الرد على إيران.. وتوافق حول إجراءات لوقف المد الفارسي
سامح شكري: الاعتداء على سفارة السعودية في طهران أمر غير مقبول وسندرس في الاجتماع الوزاري ما يمكن اتخاذه من قرارات
وزراء الخارجية العرب يبحثون اليوم الرد على إيران.. وتوافق حول إجراءات لوقف المد الفارسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة