أطلقت أجهزة الأمن الجزائرية تحريات بشأن ظروف التحاق ثلاث نساء بتنظيم داعش المتطرف في ليبيا، الذي تعتبره سلطات البلد أكبر خطر على أمنه القومي، وتم استجواب أفراد عائلات بعضهن لمعرفة تفاصيل علاقتهن بالجماعات المسلحة بالجزائر وخارجها، وأسباب انخراطهن في هذا التنظيم المتشدد.
ووفقا لمعطيات صحافية فإن النساء الثلاث، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 19 و27 سنة، سافرن إلى ليبيا عبر تونس، وهن قريبات من إرهابيين قتلهم الجيش في مايو (أيار) الماضي بالعاصمة ومنطقة البويرة (80 كلم شرق)، موضحة أن «الداعشيات» تزوجن بإرهابيين بعد التحاقهن بالتنظيم المتطرف في سرت بليبيا.
وحسب المصادر ذاتها، فقد خضعت إحداهن للاستنطاق لدى رجال الأمن بعد مقتل شقيقها في البويرة، ولم يعرف حينها إن كانت على اتصال بـ«داعش» بهدف التنقل إلى مواقعه بليبيا، وأوضحت أن «دواعش ليبيا» اتصلوا بأفراد من عائلات متطرفين بالجزائر، قتلهم الجيش، بغرض استمالتهم للعمل لصالح مشروعهم المتطرف.
واكتشف جهاز الأمن مصير النساء الثلاث، على إثر رصد مكالمة هاتفية أجرتها إحداهن في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مع عائلتها المقيمة بحي باش جراح جنوبي العاصمة الذي كان في تسعينات القرن الماضي معقلا بارزا للتيار الإسلامي المتشدد، وتم استجواب بنات أعمامها، وبناء على ذلك تم تحيين لائحة جهاز الأمن الخاصة بالجزائريين الذين انضموا إلى «داعش» في سوريا وليبيا. لكن المصادر لم تذكر أسماء النساء الثلاث، ولا زمن تنقلهن إلى ليبيا.
وتفيد مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن جهاز المخابرات وضع تحت المجهر عشرات الأشخاص محل شبهة إرهاب، وأنه يقتفي أثرهم في الأماكن التي يرتادونها، موضحة أن الأمن يتوقع التحاق بعضهم بـ«داعش» في ليبيا، ولذلك أصبحت كل ممرات الطرق الصحراوية التي تربط جنوب شرقي البلاد، باتجاه الحدود مع ليبيا، بباقي المناطق، محل مراقبة دائمة. وبحسب المصادر نفسها، يحتمل أن تصبح أحياء الضاحية الجنوبية للعاصمة، ومدن وقرى شرق العاصمة، مثل بومرداس وبودواو وبوغني من أهم «مصدري» المتطرفين إلى «داعش» في ليبيا، على اعتبار أن هذه الأماكن شهدت استقرار الجماعات الإرهابية في وقت سابق بها، وانطلق منها لتنظيم عمليات مسلحة بالعاصمة. غير أن الجيش أحكم سيطرته عليها في السنوات القليلة الماضية، ولم يعد للإرهابيين نفس القوة، لكنهم ما زالوا ينشطون ضمن خلايا نائمة.
يشار إلى أن شرق العاصمة شهد في يوليو (تموز) 2014 نشأة فرع «داعش» بالجزائر، وهو تنظيم سمي «جند الخلافة بالجزائر»، انشق عناصره عن «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، واختاروا «أبو سليمان» قائدا لهم. وهو من قيادات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقا. وقد قتل في كمين للجيش نهاية نفس العام. وأعلنت السلطات مطلع العام الماضي القضاء على إرهابيين من «جند الخلافة»، متورطين في قتل رهينة فرنسي في خريف عام 2014.
وتتخوف الجزائر كثيرا من تعرضها لهجمات من فرع «داعش» في ليبيا، بسبب وجودها على حدود مضطربة مشتركة مع الجارة الشرقية.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلنت الشرطة بالعاصمة عن اكتشاف سلاح في شقة بالقرب من قصر الحكومة، وقالت إن مصدره ليبيا. فيما تعتبر الجزائر نفسها من أكثر بلدان المنطقة عرضة لمخاطر الترسانة الليبية المفتوحة على الهواء، منذ اندلاع الحرب الأهلية في هذا البلد عام 2011.
وهدد ثلاثة متطرفين جزائريين من «ولاية الرقة»، التي تتبع للتنظيم المتطرف، بالتحضير لعمل إرهابي ضد جيش الجزائر. وقد جاء ذلك في شريط فيديو بثته موقع متشددة في يونيو (حزيران) الماضي، إذ ذكر أحدهم أن «الجزائر ولاؤها للنظام العالي وثيق، وحربها للإسلام قديم.. تكفيرهم (مسؤولو البلاد)، والبراءة منهم هو ملة إبراهيم».
الجزائر: الأمن يجري تحقيقات حول التحاق فتيات بـ«داعش» في ليبيا
المخابرات تراقب عشرات الأشخاص ممن يشتبه في ارتباطهم بالتنظيم المتطرف
الجزائر: الأمن يجري تحقيقات حول التحاق فتيات بـ«داعش» في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة