الأباتشي الأميركية تدخل على خط تحرير الأنبار من قبضة «داعش»

قوات التحالف تبدأ تمشيط شمال الرمادي من الإرهابيين

الأباتشي الأميركية تدخل على خط تحرير الأنبار من قبضة «داعش»
TT

الأباتشي الأميركية تدخل على خط تحرير الأنبار من قبضة «داعش»

الأباتشي الأميركية تدخل على خط تحرير الأنبار من قبضة «داعش»

بينما تتواصل العمليات العسكرية للقوات الأمنية العراقية ومقاتلي عشائر الأنبار بمساندة طائرات التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي في تطهير المناطق والأحياء السكنية المتبقية في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، من وجود تنظيم داعش، شرع مسلحو التنظيم بشن سلسلة من الهجمات على أماكن متفرقة من مدن المحافظة من خلال إرسال أكثر من سبعين انتحاريا يقودون سيارات مفخخة استهدفت غالبيتها تواجد القوات الأمنية في مناطق حديثة وناحيتي بروانة والبغدادي غربي الأنبار، فيما شن التنظيم المتطرف هجوما بريا واسع النطاق لفرض سيطرته على ناحية بروانة بعد محاولات فاشلة في الهجوم على مدينة حديثة التي تضم واحدًا من أكبر السدود المائية في العراق.
وفي هذه الأثناء عقدت حكومة محافظة الأنبار سلسلة من الاجتماعات المتواصلة مع قادة ومسؤولين عراقيين وأميركيين وشيوخ عشائر للتحضير لمرحلة ما بعد «داعش» في المحافظة.
وقال سلمان ضاحي أحد شيوخ عشائر الأنبار إن «الجميع اتفق على تسريع تحرير المناطق شمالي وغربي الأنبار في آنٍ واحد، كما تمت الموافقة على إدخال مروحيات الأباتشي الأميركية في معارك التحرير». وأضاف ضاحي «لقد طالبنا أثناء الاجتماعات بتحرير مناطق حصيبة الغربية وهيت وأجزاء من مدينة راوة، بشكل فوري من أجل أن تتمكن قواتنا الأمنية من إيصال المساعدات الإغاثية لأهلنا المحاصرين تحت قبضة داعش الإرهابي في تلك المناطق».
وأشار ضاحي إلى أنه «تم كذلك مناقشة من هي الجهات التي ستمسك بالأرض بعد تحريرها، وطريقة السيطرة على مناطق المحافظة المحررة، وستتجه قواتنا الأمنية التي ستكون مسنودة بغطاء جوي إلى تنظيف مناطق حصيبة والقائم والبغدادي شمال غربي الأنبار، لضمان قطع الإمدادات عن تنظيم داعش من الحدود السورية».
إلى ذلك قال خبير عسكري عراقي إن «مدن حديثة وهيت وأجزاء من البغدادي تحتل أهمية قصوى في خطط القوات العراقية لدحر مسلحي تنظيم داعش»، مؤكدا أن الخطط التي تعد لتنظيف تلك المناطق من «داعش» تأتي لأهميتها في تقييد تحركات مجاميع التنظيم بين شمال وشرق الأنبار، وصولا إلى الرمادي عاصمة الأنبار إداريًا.
ميدانيًا، أكد مجلس محافظة الأنبار، أن تنظيم داعش استخدم أسلوبا جديدا خلال مهاجمته قضاء حديثة، مشيرا إلى أن التنظيم هاجم القضاء راجلا من دون استخدام المركبات المفخخة وإرسال الانتحاريين.
وقال المتحدث باسم المجلس عيد عماش الكربولي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي تنظيم داعش الإرهابي قاموا بشن هجوم بري مساء الأربعاء على قضاء حديثة من جهة منطقة الخسفة التي طالما شهدت هجمات للتنظيم الإرهابي منها، والغريب أن الهجوم هذه المرة وبهذا التوقيت كان راجلا من دون استخدام السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون، وباعتقادنا أن هذا الهجوم جاء من أجل إيصال صورة بأن التنظيم ما زالت لديه القدرة على شن هجوم مسلح لعناصره، بعد الانكسار الكبير في صفوفه وهروب ومقتل أبرز قياداته في معارك تحرير مدينة الرمادي».
وأضاف الكربولي «أن قواتنا الأمنية من قوات الجيش العراقي ومقاتلي أبناء العشائر تصدوا للهجوم الذي بدأ بالساعة الواحدة ليلاً وانتهى صباح يوم الخميس، وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم تنظيم داعش هذا الأسلوب بالقتال من دون استخدام السيارات».
يذكر أن مدينة حديثة وناحية بروانة التابعة لها تعرضت، مؤخرا، لهجوم عنيف من قبل تنظيم داعش والذي تصدت له القوات الأمنية والعشائر بمشاركة طيران التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي.
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، بأن القوات الأمنية مدعومةً بمقاتلي العشائر صدت هجومًا ثانيًا لتنظيم داعش على ناحية بروانة في قضاء حديثة غرب محافظة الأنبار وقتلت 18 عنصرًا تابعين للتنظيم المتطرف.
وقال المصدر إن «تنظيم داعش قام بشن هجوم على ناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة وإن الهجوم جاء متزامنًا مع الهجوم على مدينة حديثة 160 كلم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وأسفرت الاشتباكات بين القوات الأمنية العراقية والمسلحين المهاجمين عن مقتل أكثر من 28 عنصرًا من تنظيم داعش».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أن القوات الأمنية العراقية أجبرت المسلحين على الهرب بعد تكبيدهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، كما عززت القوات المدافعة من تواجدها على الأرض بمقاتلي العشائر من أبناء المنطقة».
فيما أكد قائد الفرقة السابعة بالجيش اللواء الركن نومان عبد الزوبعي، زوال خطر «داعش» بالكامل على مناطق حديثة وبروانة والبغدادي بعد تكبدهم خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال هجماتهم المتكررة واليائسة على تلك المناطق.
وقال الزوبعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الخطر قد زال تمامًا من احتمالية سيطرة تنظيم داعش على حديثة وبروانة وناحية البغدادي بعد أن تكبد التنظيم الإرهابي خلال الهجمات وخصوصًا في هجومه الأخير على مدينة حديثة وناحية بروانة خسائر كبيرة أثبتت ضعف قوته في مجابهة قواتنا المسلحة».
وأضاف الزوبعي «لقد تمكنت قواتنا من تحقيق انتصارات كبيرة جدًا خلال المعارك في حديثة وبروانة والبغدادي على يد جيشنا الباسل وقواتنا الأمنية والعشائر المساندة لهم، وإن تلك ستبقى صامدة ولن تسقط بيد الإرهابيين ولن يستطيع المجرمون الدخول إليها إطلاقًا».
وفي مدينة الرمادي قال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية العراقية تمكنت من الدخول إلى منطقة حي الملعب أحد أهم معاقل تنظيم داعش داخل مدينة الرمادي وتمكنت من تحرير وإجلاء أكثر من 190 عائلة كانت محتجزة داخل الحي من أجل استخدامها دروعًا بشرية لمسلحي التنظيم».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.