«الائتلاف السوري» يطالب مجلس الأمن بفرض منطقة «حظر تفجيرات» بأسلحة كيماوية

الغضبان: الأسد مستمر في شن هجمات لعرقلة محادثات جنيف

«الائتلاف السوري» يطالب مجلس الأمن بفرض منطقة «حظر تفجيرات» بأسلحة كيماوية
TT

«الائتلاف السوري» يطالب مجلس الأمن بفرض منطقة «حظر تفجيرات» بأسلحة كيماوية

«الائتلاف السوري» يطالب مجلس الأمن بفرض منطقة «حظر تفجيرات» بأسلحة كيماوية

طالب الائتلاف السوري المعارض الدول الأعضاء بمجلس الأمن، بإقامة «منطقة حظر تفجيرات» في سوريا لمنع نظام بشار الأسد من شن هجمات باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، متهما الأسد بالاستمرار في شن هجمات بالأسلحة الكيماوية كان آخرها في مدينة المعضمية منذ أسبوعين في محاولة لإفشال مساعي السلام وعرقلة عقد اجتماعات جنيف الثالثة. وطالب الائتلاف بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية وتقديم المسؤولين عن الهجمات الكيماوية للمساءلة.
وفي رسالة الائتلاف إلى مجلس الأمن خلال الجلسة المغلقة التي جرت أمس الثلاثاء، حذر الدكتور نجيب الغضبان، ممثل الائتلاف السوري المعارض لدى الأمم المتحدة، من استمرار نظام بشار الأسد في إطلاق هجمات بالأسلحة الكيماوية بغرض عرقلة إجراء اجتماعات جنيف الثالثة. وطالب الغضبان مجلس الأمن في رسالة إلى اتخاذ إجراءات فورية لردع أي هجمات مستقبلية بالأسلحة الكيماوية من قبل النظام السوري ضد المدنيين، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، قبل البدء في مناقشة إجراءات جنيف الثالثة.
وأشار الغضبان في رسالته لمجلس الأمن - التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها – إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أعلنت تدمير المخزون المعلن من الأسلحة الكيماوية لدى نظام الأسد، لكن قبل أقل من أسبوعين من إصدار هذا الإعلان، أطلق نظام الأسد في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2015 هجوما بالأسلحة الكيماوية على مدينة المعضمية في خضم هدنة وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها مؤخرا.
وقال الغضبان في رسالته إن الهجمات الكيماوية من جانب نظام الأسد ضد المدنيين توضح الجهود الخبيثة من جانب الأسد لإفشال الجهود السياسية لوقف القتال بدلا من العمل لتحقيق السلام. وشدد الغضبان على محاولات الأسد لإفشال جهود السلام من خلال شن هجمات بغاز السارين على المدنيين في محاولة يائسة لكسب أرض جديدة قبل انعقاد جولة سلام جديدة.
ودعا الغضبان مجلس الأمن في جلسته المنعقدة إلى حماية المدنيين السوريين من أي هجمات كيماوية في المستقبل من خلال فرض «منطقة حظر تفجيرات» والتحقيق في الهجمات التي تمت في المعضمية وإرسال بعثة تقصي حقائق من جانب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لتحديد المسؤولية عن تلك الهجمات.
وشدد الغضبان على أهمية تطبيق قراري مجلس الأمن (رقم «2118»، ورقم «2209») وفرض تدابير بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لضمان تقديم المسؤولين عن الهجمات الكيماوية إلى المساءلة، وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال الغضبان: «من غير المعقول أن يتم السماح لمثل هذه الأعمال الوحشية بالاستمرار دون إدانة من مجلس الأمن»، مشددا على أن المدنيين في سوريا بحاجة إلى الحماية من تلك الهجمات العشوائية.
وحول مطالبة الائتلاف بفرض منطقة حظر تفجيرات، قال الغضبان: «إقامة منطقة حظر تفجيرات من شأنها أن توفر الحماية للمدنيين الذين في أمس الحاجة للحماية حتى تتوفر الظروف اللازمة للتوصل إلى حل سياسي وتنفيذه».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.