مسؤول في الحكومة اليمنية: المشروع الإيراني في اليمن سقط

القوى السياسية اليمنية تؤيد قطع العلاقات مع إيران

مسؤول في الحكومة اليمنية: المشروع الإيراني في اليمن سقط
TT

مسؤول في الحكومة اليمنية: المشروع الإيراني في اليمن سقط

مسؤول في الحكومة اليمنية: المشروع الإيراني في اليمن سقط

في الوقت الذي تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بدعم من قوات التحالف، تطهير الكثير من المناطق وتحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، أكد مسؤولون ومراقبون في الساحة اليمنية أن التدخلات الإيرانية الفجة في اليمن لزعزعة أمنه واستقراره، عبر دعمها للميليشيات الحوثية، عجل ببدء مرحلة عزل إيران عن محيطها ودول المنطقة، وأن هذه التدخلات تضاف إلى تدخلات أخرى سافرة في شؤون عدد من الدول العربية والإسلامية وتأجيج الصراعات المذهبية والطائفية في تلك البلدان.
وقال مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن المشروع الإيراني في اليمن سقط بتدخل السعودية ودول التحالف، وأضاف أن «عاصفة الحزم والتحالف العربي، بقيادة السعودية، أربكت المشهد وأنهت أحلام الإمبراطورية الإيرانية، فكانت نهاية المشروع ليس في اليمن فقط لكن في المنطقة بشكل عام».
وأشار المسؤول اليمني، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن إيران دعمت المتمردين الحوثيين منذ سنوات طويلة عبر التدريب والتأهيل والأموال والسلاح والتخطيط للانقلاب، بالتواطؤ مع المخلوع علي عبد الله صالح، الذي اعتبر المصدر أنه «خاض حروبا وهمية ضد الحوثيين، خلال 2004 وحتى 2009، راح ضحيتها خيرة أبناء اليمن من المقاتلين في صفوف القوات المسلحة والأمن»، مؤكدا أن «إيران هي المتسبب الرئيسي فيما تعرض ويتعرض له اليمن من حرب ودمار وخراب»، إلى جانب «مساهمتها الفاعلة في تأجيج النزعات الطائفية والمذهبية في بلد كاليمن، لم يكن يشهد مثل هذه النعرات، قبل التدخلات الإيرانية».
وقال المسؤول اليمني إن إيران هزمت في اليمن، وذلك من خلال تحرير المحافظات الجنوبية والجوف ومأرب، مشيرا إلى أن بقية المحافظات في طريقها إلى التحرير، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء، التي باتت المواجهات تدور في حزامها الأمني من الجهة الشمالية - الشرقية. وأردف لـ«الشرق الأوسط» أن السعودية «استطاعت أن تشكل تحالفا عسكريا قويا، حطم أحلام وطموحات ومخططات إيران وحلفائها في اليمن، في الاستمرار في مشروعها الطائفي المذهبي وها هي اليمن تتحرر منهم وأصبحت الشرعية مع قوات التحالف على أبواب العاصمة صنعاء بعد تحرير الجنوب وتحرير مأرب والجوف وحرض وباب المندب، وقريبا سيتم تحرير صعدة والعاصمة صنعاء ورفع العلم الجمهوري على جبال مران، كما أكد على ذلك الرئيس عبد ربه منصور هادي».
وسخر المسؤول اليمني من التعليقات والتصريحات الإيرانية بشأن اليمن وسيطرتهم عليها، مؤكدا أنه «بعد الانقلاب على الشرعية في اليمن خرج عدد من قيادات طهران في الحرس الثوري الإيراني ليقول إن صنعاء هي رابع عاصمة عربية تسقط بيد إيران، وسمعنا كثيرا من ملالي قم والنجف وهم يتفاخرون بسقوط اليمن بيد الحوثيين، وكانوا يعتبرون ذلك نجاحا وامتدادا للثورة الإيرانية. وقبل يومين خرج نائب قائد الحرس الثوري الإيراني ليقول إن الحوثيين مثل حزب الله يمثلون امتدادا للثورة الإيرانية»، مشددا على أن «ما حصل من تطورات بين السعودية وإيران وما تبعها من قطع للعلاقة بين السعودية والبحرين والسودان يأتي في إطار الإطاحة بمشروع إيران في المنطقة»، مؤكدا وقوف اليمن بـ«جوار الأشقاء في السعودية ضد الاستفزازات التي تقوم بها إيران ونعتبر ما حصل من اعتداء على السفارة السعودية والقنصلية سابقة خطيرة وندعو المجتمع الدولي إلى التنديد بما حدث».
وأدى انقلاب الحوثيين، وحليفهم المخلوع صالح، على السلطة الشرعية ممثلة في الرئيس هادي، العام الماضي، بدعم واضح من إيران، إلى تشكل رؤية واضحة لدى الشارع اليمني حول دور إيران السلبي في اليمن، حيث يقول المراقبون إن الشارع بدأ يستوعب مجريات الأحداث والآثار الكارثية لتدخلات إيران في الكثير من الدول، بينها العراق وسوريا ولبنان، إضافة إلى محاولات زرع بذور نزاعات طائفية في بلدان أخرى في المغرب العربي وباكستان وأفغانستان وغيرها من الدول.
وبنظر المراقبين، فإن قطاعا واسعا من اليمنيين بات يدرك الدور السلبي لتدخلات إيران في اليمن، وأن هذه التدخلات جلبت الحرب والدمار.
وعلى خلفية تدخل إيران في الشؤون الداخلية للسعودية، قد اشتعلت وسائل الإعلام المتاحة في اليمن، في ظل قبضة الحوثيين ووسائل التواصل الاجتماعي، بمواقف وتعليقات لأحزاب ومنظمات يمنية، مؤيدة للسعودية، إضافة إلى الكشف عن جوانب مظلمة من الآثار السلبية لمساعي طهران خلق بؤر توتر طائفي ومذهبي في معظم البلاد العربية ومنها اليمن والسعودية، كأكبر بلدين في شبه الجزيرة العربية.
من جهة أخرى أكدت القوى السياسية اليمنية تأييدها الكامل للموقف السعودي الحازم، تجاه ما تعرضت له سفارة خام الحرمين الشريفين في العاصمة الإيرانية طهران، وقنصليتها في مشهد، من اعتداءات سافرة، واقتحام من قبل عناصر الحرس الثوري التي وصفتها بالغوغائية، وشددت الأحزاب والممثليات المندرجة ضمن الهيئة الاستشارية الوطنية في اليمن، المكونة من 11 ممثلية وحزبًا، تضامنها مع السعودية في قرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني.
وذكرت القوى السياسية اليمنية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها تابعت تطورات التصعيد الإيراني غير المسؤول ضد السعودية، عقب تنفيذ الأجهزة المختصة بها حكم الإعدام في أحد الإرهابيين الصادر بحقه حكم قضائي نافذ، كما تابعت ما تعرضت له السفارة السعودية بطهران وقنصليتها بمدينة مشهد، من اعتداءات وإحراق لمبنييها واقتحام من قبل عناصر الحرس الثوري الغوغائية، وأضافت أنها «تقف إلى جانب حكومة خادم الحرمين الشريفين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الإيراني الطائفي المتطرف كرد على تلك المواقف العدائية والتدخلات السافرة في الشأن الداخلي للسعودية».
وأعلنت تلك القوى المتمثلة في المؤتمر الشعبي العام، وحركة النهضة للتغيير السلمي، والحزب الاشتراكي، وحزب الرشاد، والتنظيم الناصري، وحزب العدالة والبناء، والتجمع اليمني للإصلاح، والحراك الجنوبي السلمي، وحزب السلم والتنمية، وحزب التضامن، وممثلي الشباب والمرأة، تضامنها التام مع الشعب السعودي وقيادته الحكيمة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ودعت القوى الدول العربية والإسلامية كافة، والمجتمع الدولي للوقوف إلى جانب السعودية، والعمل على وضع حد للتدخلات الإيرانية الإرهابية والتدميرية السافرة في شؤون الدول العربية، التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها، ونشر الطائفية والمذهبية، وإقحام شعوبها في أتون صراعات تدمر حاضرها ومستقبلها.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».