وصل وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، مساء الاثنين، إلى أنقرة في زيارة تمتد حتى مساء اليوم (الثلاثاء)، يبحث خلاها مع القادة الأتراك وبينهم الرئيس رجب طيب إردوغان، في الملف السوري وسبل مواجهة تنظيم داعش، حسب ما أفاد مصدر مقرب من الوزير. كما يلتقي لودريان أيضا نظيره التركي إسماعيل يلماظ.
وتقول مصادر فرنسية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن باريس تريد طمأنة أنقره بالنسبة للمخاوف التي تعتملها بشأن تحقيق أكراد سوريا تقدما ميدانيا في إطار القوة المشتركة الكردية، العربية المدعومة أميركيا.
وتفيد أوساط الوزير الفرنسي بأن قوات تنظيم داعش منيت بهزائم عدة خلال الفترة الأخيرة، أكان في العراق أو في سوريا، «وذلك لمصلحة المقاتلين الأكراد» في البلدين. وأضاف المصدر نفسه أن «الممر الوحيد للتنظيم نحو العالم الخارجي بات محصورا في جرابلس»، المدينة السورية على الحدود مع تركيا.
وتعول باريس كثيرا على تركيا في موضوعين: الإرهاب، والهجرة. ولا تزال فرنسا تعتبر نفسها في حالة حرب ضد «داعش» بعد عمليات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وتبلغ الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا أكثر من 900 كلم. وتمارس الدول الغربية، خصوصا الولايات المتحدة ضغوطا على الأتراك كي يغلقوا بشكل محكم منطقة مشتركة من الحدود مع سوريا يبلغ طولها نحو مائة كيلومتر في جنوب غازي عنتاب، وتقع تحت سيطرة التنظيم على الجانب السوري. وبعد أن اتهمت تركيا بالتساهل مع المقاتلين المتطرفين، عادت الصيف الماضي وقررت الانضمام إلى الائتلاف الدولي الذي يوجه ضربات إلى التنظيم المتشدد.
وتابع المصدر الفرنسي الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد فقد تنظيم داعش الكثير من قادته الأمر الذي يضعف من قدراته، إلا أن توافد المقاتلين لا يزال متواصلا». وتعتبر نقاط الحدود بين تركيا وسوريا أبرز ممرات عبور المقاتلين الوافدين من أوروبا، خصوصا للقتال في صفوف «داعش». وأرسلت فرنسا حاملة الطائرات شارل ديغول إلى مياه الخليج للمشاركة مع 26 مقاتلة بقصف مواقع «داعش» في العراق وسوريا. كما توجد 12 طائرة أخرى تتمركز في الأردن والإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن لودريان قام بجولة واسعة بمناسبة رأس السنة قادته إلى الاحتفال مع الطيارين والبحارة على متن حاملة الطائرات شارل ديغول الموجودة حاليا في مياه الخليج.
كما زار القاعدة الجوية البحرية الفرنسية الإماراتية في أبوظبي، والتقى الشيخ محمد بن راشد نائب القائد الأعلى للقوات الإماراتية. وزار الأردن كذلك لتفقد القوة الجوية الفرنسية المرابطة في أحد مطاراتها والمشاركة، «كما حال شارل ديغول والقاعدة في أبوظبي»، في العمليات الجوية ضد «داعش» في العراق وسوريا.
وزير الدفاع الفرنسي في أنقرة للتباحث وطمأنتها حيال تقدم الأكراد
باريس تعول كثيرًا على تركيا في ملفي الإرهاب والهجرة
وزير الدفاع الفرنسي في أنقرة للتباحث وطمأنتها حيال تقدم الأكراد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة