يعتزم مؤسس موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي مارك زوكربيرغ، صنع «روبوت» أو إنسان آلي في 2016 لمساعدته في إدارة منزله وفي عمله.. ففي تدوينة له على «فيسبوك» أول من أمس، قال زوكربيرغ إن تحديه الشخصي في هذا العام الجديد هو تصميم «ذكاء اصطناعي بسيط» شبيه بـ«نظام غارفيس» الذي ظهر في فيلم هوليوود الشهير «الإنسان الحديدي»، ويعمل لحساب الإنسان لمساعدته في حاجات حياته اليومية.
وقال زوكربيرغ إنه سيبدأ المشروع باستكشاف التكنولوجيا الحالية، ثم سيشرع في تعلمها وتعريف الجهاز بصوته حتى يتحكم في كل شيء في منزله مثل الموسيقى والإنارة ودرجة الحرارة. وأضاف أن خططه تشمل أيضا تعليم مساعده الإنسان الآلي كيف يسمح لأصدقائه بدخول المنزل عن طريق النظر إلى وجوههم عندما يدقون جرس الباب. وقال زوكربيرغ: «سيكون تحديا فكريا مسليا»، مضيفا أنه يتطلع لنشر ما سيتعلمه على مدار العام.
ويأتي ذلك في وقت تدرس فيه «فيسبوك» مبادرات كثيرة لتصميم أنظمة ذكاء اصطناعي، مثل بناء مساعد اصطناعي بتطبيقه للرسائل الفورية لمستخدمي منبر التواصل الاجتماعي.
ونفى مؤسس موقع «فيسبوك» صحة التحذيرات من أن الآلات الذكية يمكن أن تصبح خطرا على الإنسان، وكتب قائلا: «أعتقد أنه بإمكاننا تطوير آلات ذكية لتعمل لصالحنا وتساعدنا»، معتبرا أن الأمراض أو العنف مخاطر أكبر بكثير.
وفي الآونة الأخيرة، بدء الإنسان الآلي بالتوغل في حياة البشر، ويستعين به البعض في أعمالهم سواء في المنزل أو المهن التي يؤدونها. وتتضمن الاستخدامات الاستعانة به لخدمة الزبائن في بعض المطاعم بالصين ولتنفيذ العمليات الجراحية وفي المحطة الفضائية الدولية. كما وظفته فرنسا مؤخرا لتقليم أشجار العنب.
وفي مطلع الأسبوع شهد معرض دولي في العاصمة اليابانية طوكيو عرضا لروبوتات مخصصة للتدخل أثناء الكوارث الطبيعية؛ حيث تمكنت اليابان من تطوير نوعين من هذه النماذج؛ أحدها يمكن له أن يتعرف على الركام ويتفاداه، والثاني بإمكانه الانحناء والركوع إن استدعت الضرورة. وهذه النماذج من الرجال الآليين طويلة القامة يعلوها رأس صغير، وهي تزخر بالمجسات واللواقط.
وتعاني اليابان من كثير من الكوارث الطبيعية، من زلازل وأعاصير وفيضانات هائلة وانزلاقات تربة وثوران براكين، وهي تقع على «حزام النار» في المحيط الهادي. وتحاول دوما الاستعداد جيدا لمواجهتها. خلافا للأفلام الهوليوودية، حيث يمكن للروبوتات أن تهرول وتقفز وتطير بسرعة فائقة، فإن هذه النماذج ما زالت بطيئة نسبيا وتحتاج إلى ثوان طويلة للقيام بأي حركة، ويعمل العملاء على تطويرها.
ومن المتوقع أن يشهد العالم ثورة في أجهزة الروبوت في أكثر من وظيفة ومجال خلال السنوات المقبلة مع تطور العلم والتكنولوجيا. قد تبدو المخاوف من أن تخطف الروبوتات الوظائف وتتسبب في ارتفاع معدلات البطالة في الدول الصناعية، أمرا ورادا؛ إذ كشفت دراسة حديثة أن واحدة من كل عشر أسر أميركية سوف تقتني روبوت خدمات منزلية خلال مدة لا تتجاوز 4 سنوات من الآن، صعودًا من روبوت واحد لكل خمس وعشرين أسرة حاليًا. كما جاء في الدراسة التي أجرتها شركة «جونيبر ريسيرتش» أنه ليس من الضروري أن يكون الروبوت على هيئة إنسان، وإنما سيكون على الشكل الذي يناسب نوع المهمة التي صمم من أجل القيام بها.
بدورها، قدرت دراسة أعدتها مجموعة «بانك أوف أميركا» حجم سوق الروبوتات المنزلية بنحو 153 مليار دولار عام 2020. وقدرت الدراسة عدد الروبوتات المنزلية التي تباع في العالم حتى عام 2017 بنحو 31 مليون روبوت. وبلغت القيمة الإجمالية للروبوتات التي بيعت عام 2013 نحو 1.7 مليار دولار. لكن الدراسة حذرت من المشكلات التي قد تنجم عن انتشار الروبوتات المنزلية كتلك التي تسبب بها روبوت مكنسة كهربائية بعد التهام شعر ربة البيت الذي يعمل فيه.
يذكر أن كلمة «روبوت» ظهرت لأول مرة عام 1920، في مسرحية الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابيك، التي حملت عنوان: «رجال روسوم الآلية العالمية». وترمز كلمة «روبوت» في اللغة التشيكية إلى العمل الشاق. ومن بعدها، بدأت هذه الكلمة بالانتشار في كتب وأفلام الخيال العلمي التي قدمت عبر السنوات عددا من الأفكار والتصورات لتلك الآلات وعلاقتها بالإنسان، الأمر الذي كان من شأنه أن يفتح آفاقا كبيرة للمخترعين ليبتكروا ويطوروا ما أمكن منها.
ومن الممكن تقفي جذور الروبوت الحديث، إلى أجهزة آلية اخترعت في الماضي البعيد وأطلق عليها: «الآلات ذاتية الحركة».. ففي طيبة في عهد قدماء المصريين نحو عام 1500 قبل الميلاد، ابتكر تمثال للملك ممنون كان يُصدر أصواتا موسيقية جميلة كل صباح. وفي اليونان - خلال القرن الرابع قبل الميلاد - اخترع أركيتاس عالم الرياضيات، حمامة آلية قادرة على الطيران. وفي القرن الثالث قبل الميلاد، اخترع ستيسيبيوس كثير من الأجهزة الآلية ومنها آلة موسيقية تشبه الأرغن تعمل بالمياه، إضافة إلى ساعة مائية، ولم تكن هذه أول ساعة مائية في التاريخ، فقد عرفها قدماء المصريون سابقا، ولكن تميزت ساعة ستيسيبيوس بأنها كانت مزودة بجهاز يجعل مستوى المياه ثابتًا، وكانت تعمل بنفس طريقة الغرفة العائمة في مازج السيارات الحديثة. وكان أول إنسان آلي تم تشغليه وبرمجته عام 1961 من أجل رفع قطع من المعدن الساخن من آلة ومن ثم رصها.
مؤسس «فيسبوك» يستعد لتطوير «روبوت» خاص به في 2016
«الإنسان الحديدي» يدفع زوكربيرغ لاقتحام عالم الذكاء الاصطناعي
مؤسس «فيسبوك» يستعد لتطوير «روبوت» خاص به في 2016
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة