استنفار أمني بمصر خشية أعمال إرهابية تعكر احتفالات العام الجديد وأعياد المسيحيين

مقتل 5 من أسرة واحدة إثر سقوط قذيفة مجهولة على منزل برفح

استنفار أمني بمصر خشية أعمال إرهابية تعكر احتفالات العام الجديد وأعياد المسيحيين
TT

استنفار أمني بمصر خشية أعمال إرهابية تعكر احتفالات العام الجديد وأعياد المسيحيين

استنفار أمني بمصر خشية أعمال إرهابية تعكر احتفالات العام الجديد وأعياد المسيحيين

شهدت مصر أمس حالة من الاستنفار الأمني القصوى في العاصمة القاهرة وجميع المحافظات. وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية إن حالة الاستنفار المعلنة قبل نحو أسبوع داخل كل قطاعات ومديريات الأمن، تأتي لتأمين احتفالات المصريين بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية، وأعياد الميلاد لدى المسيحيين والتي تمتد حتى السابع من يناير (كانون الثاني) الحالي، خشية وقوع تفجيرات إرهابية تعكر من صفو الاحتفالات الموسمية.
وتزايدت في مصر أعمال العنف والتفجيرات، التي عادة ما تستهدف رجال الأمن، منذ عزل الرئيس «الإخواني» محمد مرسي في يوليو (تموز) عام 2013، خصوصا في محافظة شمال سيناء، التي قتل فيها 5 أشخاص أمس من أسرة واحدة، إثر سقوط قذيفة مجهولة على منزلهم بمدينة رفح.
وقال المصدر الأمني إنه تقرر إيقاف الراحات والإجازات للضباط والأفراد بدءا من مطلع الأسبوع الحالي، وتشديد الإجراءات الأمنية على الكنائس والفنادق، والمنشآت العامة والخاصة، وتطبيق الحالة «ج»، التي تتضمن توسيع دائرة الاشتباه، والتأمين المشدد بالطرق، والمنشآت وتكثيف الوجود الأمني بالميادين، وتنفيذ الضربات الاستباقية ضد عناصر الإرهاب.
وأوضح اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات أن احتفالات أعياد الميلاد سيتم تأمينها على أعلى مستوى، واتخذت الوزارة كل التدابير الخاصة بتأمين المصريين، والمنشآت العامة والخاصة، مشيرا إلى أن اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية شدد على اليقظة وتكثيف الوجود الأمني بالكمائن والدوريات الشرطية على كل الطرق، كما ستقوم وحدات الانتشار السريع بالمرور داخل شوارع المدن، وتعزيز الأكمنة بقوات إضافية، كما ستقوم سيارات النجدة بدور الربط بين أقسام الشرطة، وغرفة العمليات المركزية بالوزارة وغرف العمليات بالمحافظات، للانتقال الفوري للبلاغات.
من جانبها، قامت الإدارة العامة للحراسات الخاصة بإشراف اللواء أحمد راشد مساعد وزير الداخلية للحراسات الخاصة بتعزيز الإجراءات التأمينية للكنائس والمنشآت الحيوية العامة، كما تم التنسيق بين خبراء المفرقعات بالحماية المدنية، لتمشيط محيط الكنائس والمنشآت بصفة يومية، وكذلك توفير وحدات خاصة لتأمين صلوات أعياد الميلاد بالكاتدرائية، والكنائس الكبرى.
وحضر الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية المرقسية في القاهرة والذي يقام في السادس من يناير، كأول رئيس مصري يحضر القداس، مما قد يرجح تكراره هذا العام.
وقام قطاع الأمن المركزي والعمليات الخاصة بتشكيل وحدات خاصة لتأمين احتفالات رأس السنة ووضع خطة انتشار للقوات والمصفحات الخاصة بعملية التأمين، حيث شارك فيها 8 آلاف ضابط ومجند، و1500 عربة مصفحة وسيارة في عمليات تأمين الاحتفالات.
في السياق ذاته، قتل 5 أشخاص من أسرة واحدة وأصيب سادس بإصابات بالغة أمس إثر سقوط قذيفة مجهولة على منزل بمدينة رفح (شمال سيناء). وكانت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء قد تلقت إخطارا بسقوط قذيفة مجهولة على منزل في حي السلام بمدينة رفح، وقد تم نقل الجثث والمصاب إلى مستشفى رفح المركزي، وأخطرت الجهات المعنية للتحقيق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».