الآلاف يشيعون القيادي بالمقاومة الجنوبية أحمد الإدريسي و5 من مرافقيه

نجاة قائد المنطقة العسكرية الرابعة من محاولة اغتيال بعدن

يمني يحمل طفلة أصيبت بسبب القصف الحوثي على مدينة تعز (رويترز)
يمني يحمل طفلة أصيبت بسبب القصف الحوثي على مدينة تعز (رويترز)
TT

الآلاف يشيعون القيادي بالمقاومة الجنوبية أحمد الإدريسي و5 من مرافقيه

يمني يحمل طفلة أصيبت بسبب القصف الحوثي على مدينة تعز (رويترز)
يمني يحمل طفلة أصيبت بسبب القصف الحوثي على مدينة تعز (رويترز)

نجا قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء أحمد سيف اليافعي من محاولة اغتيال أمس الخميس إثر «لغم» أرضي نصب له عن بعد بالقرب من مدينة إنماء السكنية على الخط الرئيسي الرابط بين مدينة المنصورة والبريقة غرب عدن وأسفر عن تفجير طقم عسكري دون تسجيل أي ضحايا بشرية تذكر.
وتأتي محاولة اغتيال قائد المنطقة العسكرية الرابعة بعدن بعد ساعات من قيام مجهولين باغتيال قائد المقاومة الجنوبية الميداني بعدن «الشهيد» أحمد الإدريسي و5 من مرافقيه هما «مجد المنصوري، محمد عباس، الخضر جمال الميسري، مسعد البعداني، محمد سند» وإصابة 2 آخرين منتصف ليل أول من أمس في خط التسعين بمدينة المنصورة بعدن.
وشيعت المقاومة الجنوبية وأهالي عدن أمس جثمان «الشهيد» الإدريسي وعدد من مرافقيه بموكب جنائزي مهيب وسط حزن شعبي عم الجميع ويعد «الشهيد» الإدريسي من أبرز قيادة الحراك الجنوبي الشبابية بالعاصمة عدن وتم تعيينه من قبل اللواء «الشهيد» علي ناصر هادي قائد المنطقة العسكرية الرابعة سابقًا في 4 مايو (أيار) من العام 2015 قائدًا لجبهة المنصورة والشيخ عثمان وعبد القوي ودار سعد أثناء حرب ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على عدن التي تم دحرهم منها في منتصف يوليو (تموز) الماضي.
وتشهد العاصمة اليمنية المؤقتة عدن عودة لمسلسل الاغتيالات والاختلالات الأمنية بعد أسابيع من الهدوء والاستقرار النسبي الذي شهدته خلال أقل من شهر منذ تعيين العميد شلال علي شائع هادي مدير أمن العاصمة عدن وسط جهود مضاعفة يبذلها شائع لاستعادة أمن المدينة وفق خطة أمنية شاملة أعدها بمعية المحافظ عيدروس الزبيدي وبإشراف ومتابعة من الرئيس عبد ربه منصور هادي والتنسيق مع قيادة التحالف العربي وفي المقدمة السعودية والإمارات اللتان تتوليان الملف الأمني للعاصمة المؤقتة.
وتشير أصابع الاتهام إلى وقوف المخلوع صالح وجماعة الحوثيين وراء عمليات الاغتيالات التي تشهدها المدينة وكان المخلوع صالح قد هدد في تصريحات له سابقة بأن الحرب لم تبدأ بعد في إشارة إلى تحريك للخلايا النائمة التابعة له حيث تأتي تلك العمليات الأخيرة بعد إشارة المخلوع صالح لـ«القاعدة» والتنظيمات الإرهابية بالتحرك وبدء الاغتيالات التي تستهدف القادة الجنوبيين والكوادر العسكرية في محاولة لإفشال أي استقرار أمني للعاصمة المؤقتة عدن.
واتهمت المقاومة الجنوبية بعدن التنظيمات الإرهابية التي تتحرك بريموت كنترول من المخلوع علي عبد الله صالح بارتكاب جرائم الاغتيالات وافتعال الاختلالات الأمنية وإظهار عدن للعالم كمدينة وعاصمة غير آمنة ومستقرة لكسب تعاطف دولي بعد الهزائم المتوالية في جبهات القتال وسط تساقط محافظات بيد المقاومة والجيش الوطني واحدة تلو الأخرى وفي ظل المكاسب الميدانية والسياسية للشرعية وقوات التحالف العربي الرامية لاستعادة مؤسسات الدولة والسلطة من أيدي الانقلابيين.
ويرى مراقبون أن ما يحدث من اغتيالات شيء وارد وطبيعي ويحدث في أكبر مدن العالم المستقرة وذات التشديدات الأمنية الكبيرة مؤكدين أن أمن واستقرار عدن يلوح في الأفق في ظل الجهود والتحركات الحثيثة للجنة الأمنية للعاصمة عدن التي يقودها المحافظ عيدروس الزبيدي ومدير الأمن العميد شلال شائع، في ظل توزيع وحدات عسكرية تم تدريبها في معسكرات خارجية وداخلية وبدأ بعضها تسلم عدد من المرافق الهامة بينها ميناء الحاويات بكالتكس.
وأشار مراقبون في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» أن قادة العاصمة عدن ممثلة بالمحافظ العميد عيدروس ومدير الأمن العميد شلال شائع يكثفون جهودهم ويعطون الملف الأمني سلم أولوياتهم وفق خطة أمنية شاملة من المحتمل بدء تطبيقها بعد توزيع قوات أمنية في جميع مرافق الدولة ومداخل ومخارج العاصمة عدن، وهذا ما تلوح انطلاقته في الأفق.
من ناحية ثانية أدى الدكتور ناصر الخبجي اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي كمحافظ لمحافظة لحج، كما أدى نايف صالح القيسي اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي بمناسبة تعيينه محافظًا لمحافظة البيضاء، وعقب أداء اليمين الدستورية وجه الرئيس هادي المحافظين الخبجي والقيسي بالعمل على تهيئة الظروف الملائمة وإجراء اللازم بما يمكنهما من تأدية مهامهما وواجباتهما في مثل هذه المرحلة الاستثنائية والصعبة بحسب ما نقلته وكالة «سبأ» الرسمية.
وعلى صعيد آخر أعلنت جامعة عدن أمس الخميس في بيان لها تعليق الدراسة في جميع كليات جامعة عدن ومراكزها العلمية حتى يتم إيجاد معالجات ناجعة وحاسمة للتهديدات والانتهاكات الأمنية المتكررة التي تتعرض لها، مشيرة أن جامعة عدن هي الجامعة الرسمية الفاعلة في المحافظات الجنوبية مما يتوجب على كل الجهات المعنية الحفاظ عليها وحمايتها وعدم الاعتداء عليها والإساءة لها بالباطل والمساس بسمعتها وأساتذتها وكل منتسبيها.
ودعا البيان كل منتسبي الجامعة (أساتذة، موظفين، طلابا)، لتنظيم فعاليات ووقفات احتجاجية سلمية حضارية في كل الكليات والساحات والمنابر الاجتماعية والتنسيق مع الجهات المسؤولة والمعنية والمنظمات والقوى الفاعلة في المجتمع ووسائل الإعلام، للعمل معا لوضع حد لما تتعرض له الجامعة من استهداف وانتهاك مغرض.
وخلال الأسابيع الماضية تعرض عدد من كليات جامعة عدن للاقتحام من قبل مسلحين وانتهاك حرم الجامعة واختطاف وتهديد عدد من هيئة التدريس وإيقاف العملية التعليمية فيها وآخرها ما جرى أمس الخميس من اختطاف عميد كلية الهندسة بعد اقتحام مكتبه من قبل مسلحين يدعون انتماءهم للمقاومة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.