موسكو تؤمن غطاء جويًا لقوات النظام للتقدم جنوب سوريا

قوات سوريا الديمقراطية تقترب من منبج.. و«داعش» يعدم ألفي مدني خلال 18 شهرًا

موسكو تؤمن غطاء جويًا لقوات النظام للتقدم جنوب سوريا
TT

موسكو تؤمن غطاء جويًا لقوات النظام للتقدم جنوب سوريا

موسكو تؤمن غطاء جويًا لقوات النظام للتقدم جنوب سوريا

وسّعت قوات النظام السوري يوم أمس الثلاثاء حملتها العسكرية جنوب البلاد، بدعم جوي روسي مما أدى لسيطرتها على أجزاء من مدينة الشيخ مسكين وسط معلومات عن تقدمها في محيط اللواء 82 بالتزامن مع حشد فصائل المعارضة قواتها لاستعادة المناطق المذكورة. في وقت أفيد عن سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» على عدد من القرى في محيط سد تشرين وتقدمها باتجاه مدينة منبج الخاضعة لسيطرة «داعش» في ريف حلب.
وقال مصدر من قوات النظام إن قواته تقدمت بدعم من قصف جوي مكثف صوب مدينة استراتيجية في محافظة درعا الجنوبية بعد أن سيطرت على قاعدة عسكرية قريبة، فيما أفادت شبكة الدرر الشامية بـ«تصدي الكتائب الثورية لحملة نظام الأسد وحزب الله في محيط اللواء 82، على الرغم من إحراز هؤلاء تقدمًا في الجهة الشمالية الغربية لمدينة الشيخ مسكين، في حين تحاول الكتائب المقاتلة استعادتها». ويأتي تقدم الجيش صوب الشيخ مسكين في إطار أول هجوم كبير له بجنوب سوريا، منذ أن بدأت روسيا في 30 سبتمبر (أيلول) شن ضربات جوية دعمًا لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد. وظلت موسكو حتى وقت قريب تركز قصفها على أهداف مقاتلي المعارضة في شمال غربي سوريا والمناطق الساحلية لمساعدة الجيش السوري على انتزاع الأراضي التي فقد السيطرة عليها هذا العام.
وتُعتبر مدينة الشيخ مسكين الهدف الأساسي لحملة الجيش في الجنوب وتقع على واحد من طرق الإمداد الرئيسية من العاصمة دمشق إلى مدينة درعا القريبة من الحدود مع الأردن.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات روسية على ما يبدو قدمت الدعم الجوي للهجوم البري يوم أمس (الثلاثاء). وذكر المرصد أن 17 ضربة نفذتها طائرات روسية وأصابت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مقاتل معارض في لواء فلوجة حوران أن جماعات مقاتلة من بينها جبهة النصرة تخوض معارك شرسة للحيلولة دون سقوط المدينة.
وتزامنت المعارك بين الطرفين مع غارات مكثفة من الطيران الروسي على أطراف المدينة منذ ساعات الصباح الأولى، إضافة لقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، وتركّز معظم القصف على الأجزاء الشمالية والشرقية من المدينة. وقال أبو العبّاس القيادي العسكري في جبهة النصرة في درعا لـ«مكتب أخبار سوريا» إن الجبهة وبقية الفصائل المعارضة يقومون بحشد قواتهم وإعادة تمركزها بعد وصول التعزيزات العسكرية لهم من المناطق المحيطة، بغية شن هجوم مضاد لاستعادة المواقع العسكرية التي خسرتها المعارضة في المدينة، وخصوصا اللواء 82 وكتيبة النيران. وأكد أبو العبّاس أن مجموعات من حزب الله تُقاتل إلى جانب القوات النظامية في هجومها على مدينة الشيخ مسكين، مدعومة بغطاء جوي روسي.
في سياق آخر، أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقرير الضحايا الدوري لشهر، الذي وثقت فيه مقتل 1793 شخصًا في، ومقتل 21179 شخصًا في عام 2015 على يد الجهات الرئيسة الفاعلة في سوريا.
في هذا الوقت، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإعدام «داعش» أكثر من ألفي مدني سوري خلال 18 شهرًا من إعلان «خلافته»، فيما أكد ناشطون سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» على عدد من القرى في محيط سد تشرين وباتجاه مدينة منبج الخاضعة لسيطرة «داعش» في ريف حلب.
وقال الناشط الإعلامي أبو يمان الحلبي لـ«مكتب أخبار سوريا» إن «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرت خلال الـ24 ساعة الماضية بعد اشتباكات عنيفة مع «داعش»، على قرى خالد وشاش والبوبنا ونزل الحويجة والسعيدين والحالولة والحمادات وجب الشيخ عبيد، لافتا إلى أنها تقترب من السيطرة على قرية العلوش وناحية أبو قلقل والنعيمية جنوب مدينة منبج، تزامنا مع انسحاب لعناصر التنظيم من تلك القرى تحت ضربات طيران التحالف الدولي.
وأوضح الحلبي أن طيران التحالف نفذ عشرات الغارات على الخطوط الدفاعية للتنظيم في محيط ناحية أبو قلقل وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين، لافتا إلى أن «داعش» قام بإبلاغ المدنيين عبر مكبرات الصوت في جوامع مدينة منبج، بضرور التزام منازلهم وعدم مغادرة المدينة، وتجاهل الشائعات التي تتحدث عن تسليم المدينة لـ«قوات سوريا الديمقراطية».
ولفت الحلبي إلى أن مدينة منبج تشهد غيابا شبه تام لعناصر التنظيم ما عدا بعض العناصر والحواجز على أطراف المدينة وشوارعها، تزامنا مع نزوح لمعظم عوائل العناصر الأجنبية في التنظيم باتجاه مدينة الرقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.