المحكمة الإسرائيلية العليا تخفف عقوبة أولمرت إلى 18 شهرًا

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يدخل السجن في فبراير المقبل

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت (رويترز)
TT

المحكمة الإسرائيلية العليا تخفف عقوبة أولمرت إلى 18 شهرًا

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت (رويترز)

قضت المحكمة العليا في إسرائيل أمس، بسجن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، 18 شهرا، مخففة بقرارها هذا، الحكم بحبسه مدة ست سنوات، الذي صدر ضده في قضية رشوة عام 2014. وتبعا لقرار المحكمة، يدخل أولمرت (70 عاما) الذي شغل منصب رئيس الوزراء من عام 2006 إلى 2009، السجن في فبراير (شباط) المقبل، ليكون أول رئيس سابق للحكومة في إسرائيل، يقضي عقوبة بالسجن.
وكان أولمرت واجه اتهامات بالرشوة وعقد صفقات عقارية في القدس، تعود إلى فترة توليه منصب رئيس بلدية المدينة، ما بين أعوام 1992 و2003.
وأنهت إدانة المحكمة لأولمرت تكهنات كثيرة بعودته إلى الحياة السياسية في إسرائيل، حسب «رويترز»، حيث لم يعد لحزب كاديما الذي كان يرأسه أولمرت، تمثيل في البرلمان.
من جانبه، نفى أولمرت أي تجاوز في صفقة عقارية كبرى، أدت إلى بناء أبراج «هولي لاند» السكنية الضخمة، التي يعدها كثيرون، من أسوأ المناظر القبيحة في القدس. وقال أولمرت للصحافيين بعد صدور قرار المحكمة العليا بحقه، لقد «زال هم كبير كان يجثم على صدري، بقرار المحكمة تبرئتي من التهمة الرئيسية في قضية هولي لاند». وأضاف وقد بدا عليه الارتياح «لم تعرض علي رشوة قط، ولم أتلق رشوة على الإطلاق.. لكنني أحترم حكم قضاة المحكمة العليا».
وكانت محكمة في تل أبيب، أدانت أولمرت في مارس (آذار) 2014، بتلقي رشوة قدرها 500 ألف شيقل (الدولار يساوي 3.89 شيقل) من مطوري مشروع هولي لاند، و60 ألف شيقل أخرى، في صفقة عقارية ثانية. وقد صدر بحقه، عن المحكمة الأقل درجة، حكم بالسجن لمدة 6 أعوام الأقل، جرى تعليقه إلى حين النظر في الاستئناف. وقالت لجنة مكونة من خمسة أعضاء في المحكمة العليا، إنه لم يثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن أولمرت طلب مبلغ 500 ألف شيقل، من مطور عقاري لمساعدة شقيقه على سداد ديونه، وأيدت المحكمة إدانته بقبول المبلغ الأصغر.
بدأ أولمرت الذي عمل محاميا، العمل السياسي في سبعينات القرن الماضي، كنائب تصدى للجريمة المنظمة في إسرائيل. وبعد توليه رئاسة الوزراء، شن حربا على لبنان عام 2006 وقطاع غزة عام 2008. وحقق تقدما كبيرا في محادثات مع الفلسطينيين، استهدفت تحقيق الأمن ضمن اتفاق سلام نهائي. كما عرض انسحاب إسرائيل من أجزاء من أراضي الضفة الغربية المحتلة، لكن لم يتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين حول ذلك. ومن المتوقع أن ينفذ أولمرت الحكم الصادر بحقه، بمعزل عن السجناء الآخرين، ويمضي فترة محكوميته في السجن الذي يقبع فيه الرئيس الإسرائيلي السابق، موشي قصاب، الذي كان قد أدين عام 2010، بتهم اغتصاب، وحكم عليه بالسجن سبعة أعوام.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.