«داعش» ينشغل بفتاوى السبايا ويتكبد خسائر ميدانية

وثائق للتنظيم المتطرف تبين تبرير اختطافهم النساء

«داعش» ينشغل بفتاوى السبايا ويتكبد خسائر ميدانية
TT

«داعش» ينشغل بفتاوى السبايا ويتكبد خسائر ميدانية

«داعش» ينشغل بفتاوى السبايا ويتكبد خسائر ميدانية

يبدو أن تنظيم داعش كان منشغلاً الفترة الماضية بإصدار فتاوى تبرر له جرائمه، وتشرعن الجنس لعناصره. ففي الوقت الذي يتلقى فيه التنظيم الأكثر دموية في التاريخ الحديث خسائر ميدانية أفقدته ما كان يفخر به وبتمدده، نشرت وكالة «رويترز» للأنباء اليوم (الثلاثاء) وثائق من ضمنها فتاوى لمن يسمون بـ«الشرعيين» في التنظيم، يجيزون فيها اختطاف النساء باسم «السبي» وممارسة الجنس معهن، كما في ذلك تفصيل آخر.
وحاول عناصر التنظيم المتطرف إيجاد مخارج شرعية لتصرفاتهم، من خلال تسمية المختطفات «سبايا» وإصدار تشريعات تفصيلية لعناصره في كيف معاملة المختطفات.
وقال أحد المفتين في «داعش» إنّ الفتوى لها قوة القانون وتتجاوز فيما يبدو إصدارات سابقة للتنظيم بهذا الشأن. ويلقي الأمر ضوءًا جديدًا على الطريقة التي يحاول التنظيم من خلالها إعادة تفسير نصوص دينية لتبرير الاستعباد الجنسي للنساء في الأراضي الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا.
وحسب ما نشرته «رويترز»، فإن الفتوى ضمن مجموعة كبيرة من الوثائق التي كانت مخبأة وعثرت عليها قوات العمليات الخاصة الأميركية أثناء مداهمة استهدفت مسؤولاً كبيرًا في تنظيم داعش في سوريا في مايو (أيار) الماضي. ومن بين الأحكام الدينية في الفتوى «لا يحل لأب وابنه مضاجعة نفس الأمة»، وجاء في الفتوى أيضا «كما لا يحل لمن يملك أما وابنتها أن يعاشرهما. وإذا كانت الأمة ملك يمين رجلين فإنها لا تحل لهما لأنها تعتبر جزءا من ملك مشترك».
وكانت الأمم المتحدة اتهمت «داعش» بالخطف والاغتصاب الممنهج لآلاف النساء والفتيات بدءا من سن 12 عاما، خاصة بنات الأقلية الإيزيدية في شمال العراق. ويحصل المقاتلون على الكثيرات منهن كغنيمة أو يتم بيعهن سبايا.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا في أبريل (نيسان) الماضي استندت فيه على مقابلات مع 20 امرأة فررن من التنظيم الذي جاء فيه أن مقاتلي التنظيم عملوا منهجيا على فصل الشابات والمراهقات عن أسرهن وعن بقية الأسرى ونقلوهن من موضع إلى آخر داخل العراق وسوريا. وجاء كذلك في التقرير: «أرغمن على الزواج أو تم بيعهن عدة مرات في بعض الحالات أو وهبن كهدايا وأنهن تعرضن للاغتصاب أو العنف الجنسي مرة تلو الأخرى».
وعلق عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر أن هذا التنظيم المتطرف لا علاقة بالإسلام مضيفا: «يحاربون الله ورسوله ولا يمتون للإسلام بصلة».
وكان 120 عالما مسلما وجهوا رسالة مناصحة إلى زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي في سبتمبر (أيلول) 2014 قالوا فيها إن الإسلام جاء ليقضي على الرق، وإن ما يفعله التنظيم مخالف لما جاءت به الشريعة الإسلامية من سماحة ووسطية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».