تقنية لتقصي الأفراد من خلف الجدران والسقوف

تسمح بمراقبة المرضى في المستشفيات ورعاية الرضع

تقنية لتقصي الأفراد من خلف الجدران والسقوف
TT

تقنية لتقصي الأفراد من خلف الجدران والسقوف

تقنية لتقصي الأفراد من خلف الجدران والسقوف

يبدو أن ما كنا نشاهده في أفلام الخيال العلمي عن تقصي حركة الآخرين عبر الجدران، ما عاد حلمًا، لأن العلماء الأميركان من معهد «ماساتشوستس للتقنية» (ميت) سيطرحون هذه التقنية في السوق في عام 2017.
وليست التقنية العجيبة أكثر من «سوفت وير» على شريحة صغيرة تتيح للإنسان، بواسطة موجات الصوت، الكشف عن حركة الآخرين ووجودهم، كما في الصور السلبية الملونة (النيجاتيف)، عبر الجدران والحواجز الأخرى.
وقال فاضل أديب، من معهد «ميت»، إن «العملية تجري كما في تصوير إنسان بواسطة كاميرا اعتيادية، ولكن من دون كاميرا». وأضاف الباحث، من فريق العمل الذي طور التقنية، أن الشريحة الإلكترونية عبارة عن جهاز استشعار منمنم يجعل الجدران والحواجز شفافة أمام المراقبين. ومن غير الصحيح التفكير في التقنية بوصفها نظامًا للرقابة والتجسس فقط، لأنها تتيح مراقبة المرضى في المستشفيات أو رعاية الأطفال الرضع من قبل أهاليهم، أو الكشف عن حيوانات خطيرة... إلخ.
بدأ العمل على التقنية قبل ثلاث سنوات، وبدا حينها شائقًا جدًا لشركات إنتاج الأسلحة، وللقوات المسلحة في الولايات المتحدة، لكن معهد «ميت» يفكر في أبعاد أخرى. لأن «سوفت وير» الرؤية عبر الجدران «يمكنه أن يقيس نبضات قلب الإنسان، وأن يتحول إلى جهاز طبي مهم في مجال (التيلي ميديسن)».
تم التركيز في البداية على تطوير تقنية لرؤية الأشخاص الذين يختبئون في غرف أو خلف جدران أو خلف أبواب، وتحقق ذلك خلال سنة، ثم تم لاحقًا تطوير التقنية كي تلاحق حركة هؤلاء بين أركان الغرف. وتظهر التقنية الشخص المراقب، بحسب دينا كتابي، رئيسة فريق العمل، على الشاشة بشكل كتلة حمراء تتحرك مع حركة الشخص في المكان المضبوط، ودون أي خسارة في الوقت. وتظهر الشاشة ضربات القلب وسرعتها وسرعة التنفس، كما تعكس حركة الشخص وراء الجدار بالسرعة نفسها التي يتحرك بها.
ويمكن، كما في أشعة «إكس»، أن يظهر «السوفت وير» الهيكل العظمي للإنسان وهو يتحرك عبر عدة جدران. والمهم في التقنية أن الشخص المراقب لا يشعر بأي شيء ولا يحس بأنه مراقب من الخارج. ويمكن في المستشفيات، إذ سقط المريض على الأرض، أن ترسل التقنية إشارة إلى إدارة المستشفى أو رسالة نصية تكشف عن حصول مكروه ما للمريض.
والشرطة مهتمة أكثر من غيرها بالحصول على التقنية، خصوصًا في حالات احتجاز الرهائن من قِبل لصوص البنوك أو الإرهابيين، لأن عمليات المداهمة البوليسية تجري في كثير من الأحيان دون معرفة عدد المجرمين وأماكن وجودهم، في حين تتيح التقنية الجديدة معرفة ذلك بالتفصيل قبل الشروع في عملية الإنقاذ.
من الناحية التجارية، ستتولى شركة «إميرالد» الأميركية، التي أسسها معهد «ماساتشوستس» قبل سنة، إنتاج التقنية بكميات مناسبة للسوق. وقدرت كتابي أن تكون التقنية جاهزة للسوق في وقت ما من عام 2017. سيتراوح سعر الجهاز بين 250 و300 دولار فقط، ويجري العمل في المعهد منذ الآن لتطويرها بشكل يتيح للإنسان متابعة حركة الآخرين عبر الجدران بواسطة «سمارت فون».
وتقول مصادر في «ميت» إن المعهد يعرف بالضبط مخاطر الاستخدام المنفلت للأفراد لهذه التقنية، ولذلك ستكون هناك نسخة محددة للمستخدمين الاعتياديين. وهذه النسخة المعدلة تتيح مراقبة الإنسان في المكان الواحد، ولا تسمح بملاحقته في حركته وأينما حل.
جدير بالذكر أن جامعة «بون» نجحت قبل سنة في تطوير كاميرا تلتقط الصور للأشياء في المنعطفات. وأطلق الباحث ماتياس هولين حينها على نظام الرؤية في المنعطفات اسم «رؤية صدى الضوء»، لأن ما يفعله بالضبط هو تسجيل وإعادة تكوين الصورة من خلال ما يتردد من ضوء مبعثر عن الجسم المطلوب تصويره في المنعطف.
تتولى شرائح إلكترونية غاية في الحساسية للضوء رصد صدى الضوء وتجميع الضوء المبعثر عن الشيء، ثم يتولى جهاز استشعار للمسافات قياس بُعد الشيء، أو الإنسان، عن الكاميرا. وهذا يعني أن الكاميرا تتعرف إلى الضوء المبعثر، المنطلق من الجسم، وإلى كمية الضوء والاتجاه القادم منه، وتسجله، وتحدد أطواله، وشدته أيضًا، قبل أن ترسله إلى النظام الكومبيوتري المدمج داخلها، ليقوم بتجميعها على هيئة صورة.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.