تطبيق مطور لخلق الصور من النصوص

نظم الذكاء الصناعي تنتج لوحة إبداعية تفوق بمضمونها آلاف الكلمات

تطبيق مطور لخلق الصور من النصوص
TT

تطبيق مطور لخلق الصور من النصوص

تطبيق مطور لخلق الصور من النصوص

أول فكرة تطرأ على ذهنك لدى معاينة صور بصرية من إنتاج «وردس آي» (WordsEye) أنك تعاين عملا أبدعه فنان على درجة فائقة من الموهبة والابتكار. وتدور الصور حول أفكار مبتكرة مثل ديناصور يقف بجوار كعكة من الشوكولاته، وسفينة فضاء متلألئة رمادية اللون فوق سطح القمر وحيوانات مما يشاهدها القائمون برحلات سفاري في أفريقيا تشع ألوانًا شبيهة بألوان قوس قزح - وهي صور تفوق في تأثيرها آلاف الكلمات.
* صور آلية مدهشة
إلا أن هذه الصور لم تكن نتاجًا لأيدٍ بشرية.. وإنما لآلة! ويعتبر تطبيق «وردس آي» جديدا، وهو يتوافر على الإنترنت، ويقوم بترجمة السطور القليلة الواردة في أي نص يطرحه المستخدم حول مشهد ما، إلى صورة فنية باستخدام نظم الذكاء الصناعي.
على سبيل المثال، يمكن للمستخدم كتابة كلمات «الوادي طويل الامتداد. وتوجد كعكة شوكولاته هائلة الحجم على بعد ثلاث أقدام من ديناصور». وحينذاك، ستدفع هذه الكلمات التطبيق أولاً لتفهم كلمات «كعكة شوكولاته» و«ديناصور» و«وادي» من مكتبة المفاهيم والأفكار، ثم يشرع التطبيق في طرح تصوير فني للكيفية التي يمكن من خلالها جمع الصور الثلاثة معًا في مشهد فني واحد.
في نوفمبر (تشرين الثاني)، أطلقت «وردس آي» فيديو عبر موقع «يوتيوب» مدته دقيقة واحدة تستعرض بعض مبتكراتها التي جرى إبداعها في غضون الشهر الأول فقط من اختبار التطبيق. وعلى الموقع الإلكتروني لـ«وردس آي»، هناك مجموعة من الصور التي خلقها المستخدمون عبر التطبيق والتي جرى التشارك فيها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
* من النص إلى الصورة
في الواقع، إن الانتقال من الكلمة إلى الصورة أصعب كثيرًا عما يبدو الآن، نظرًا لأنه يعتمد على نمط معين من الذكاء الصناعي يعرف باسم «معالجة اللغة الطبيعية». من أجل الانتقال من «النص إلى المشهد» و«كتابة صورة»، فإنه يتعين على النظام أولاً التمتع بالقدرة على استخلاص معنى من الكلمات، ثم الاعتماد على مزيج من الرياضيات والاحتمالات والإحصاءات لتحديد العلاقات بين هذه الكلمات. بعد ذلك، ينبغي أن تكون لديه القدرة على طرح الصور الصحيحة المتوافقة مع تلك الكلمات واستخدام بعض أدوات التصفية والتنقية الفنية لتحويلها إلى قطع فنية مذهلة.
حتى الآن، لا يزال تطبيق «وردس آي» مقصورا على النطاق الخاص، لكن هناك خطط لتحويله إلى صورة من صور شبكات التواصل الاجتماعي، ربما على غرار «إنستغرام» الذي بدأ أيضًا كمنتدى لتشارك الأفراد في صور فنية، ثم استجابة آخرين لهذه الصور وتعليقاتهم على الصور وما إلى غير ذلك.
من جهته، يشير «وردس آي» إلى نفسه باعتباره «شبكة اجتماعية جديدة للتعبير الإبداعي وصور المزاح البصري». أيضًا، هناك خطط لإطلاق تطبيق يعمل بالاعتماد على «أندرويد» و«آي أو إس»، الأمر الذي سيتيح «وردس آي» أمام مستخدمي الهواتف الجوالة.
وذات مرة، ظهر «وردس آي» عبر «برودكت هانت»، حيث نال 245 صوتًا، وبالفعل بدأت المقترحات بخصوص فكرة «اكتب صورة» تتدفق من المستخدمين. واقترح بعض مستخدمي «برودكت هنت» إمكانية تحول «وردس آي» لأداة لواقع افتراضي أو لعبة إلكترونية، أو سبيلا لتدريس لغات أجنبية، أو سبيلا يسيرا لخلق مقالات مبسطة لشرح مفاهيم علمية. أو قد يمكن للصحافيين الاعتماد على التطبيق في خلق صور لوضعها برفقة مقالاتهم، بدلاً من اللجوء للصور الأرشيفية. بيد أن التطور الأكبر هنا يمكن في أن آلات الذكاء الصناعي أصبحت الآن تكتسب سمات - مثل الإبداع، كانت من قبل حكرًا على البشر. إننا قد نشير إلى آلات باعتبارها «ذكية» أو «عقلانية» أو «ذات كفاءة»، فإننا عادة لا نفكر فيها باعتبارها «مبدعة».
* ذكاء صناعي مبدع
إلا أن هذا الوضع قد يكون في طريقه نحو التغير الآن، مع اقتحام الذكاء الصناعي مجالات جديدة مثل الرسم. في الوقت الحاضر، فإن تطبيقات الذكاء الصناعي مثل «وردس آي» محدودة بسبب عدد الكلمات والألفاظ التي يمكن للتطبيق فهمها، علاوة على حدود معالجة اللغة الطبيعية وأنماط النماذج الفنية التي يمكن للتطبيق إبداعها. باختصار، العمل لا يزال جاريًا على هذا الصعيد.
ومع ذلك، تبقى هناك بعض التطبيقات المثيرة إذا ما نجحت الآلات بالفعل في اكتساب القدرة على الإبداع والابتكار - أو على الأقل إقناع البشر بحقيقة أن الآلات تملك سمات الإبداع. على سبيل المثال، قد تتمكن الآلات يومًا من تحدينا لإعادة التفكير فيما نعنيه من وراء كلمة «إبداع».
الملاحظ أننا عادة ما ننظر إلى الإبداع باعتباره هبة أو ومضة أو لحظة تألق - لكنه قد يكون في حقيقة الأمر عبارة عن حسابات رياضية ماهرة، بمعنى أن سلفادور دالي وبيكاسو كانوا أناسًا طبيعيين مثلك ومثلي، لكنهم كانوا أكثر براعة في الحسابات الرياضية وبضعة أدوات تنقية ذكية.
ومن هذا المنظور، فإن من المثير مقارنة بعض اللوحات السريالية الشهيرة بعدد من إبداعات «وردس آي». وعند لحظة معينة، ستتولد داخلك قناعة بإمكانية وجود سوق فنية للإبداع البشري. وفي حقبة يبدي جامعو الأعمال الفنية عشرات الملايين من الدولارات مقابل الحصول على أشهر لوحات العالم، فكم سيدفعون مقابل لوحة فنية من إبداع آلة؟

* خدمة «واشنطن بوست» (خاص بـ {الشرق الأوسط})



«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
TT

«أبل» تطلق تحديثات على نظامها «أبل إنتلدجنس»... ماذا تتضمن؟

عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)
عملاء يمرون أمام شعار شركة «أبل» داخل متجرها في محطة غراند سنترال بنيويورك (رويترز)

أطلقت شركة «أبل» الأربعاء تحديثات لنظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بها، «أبل إنتلدجنس»، الذي يدمج وظائف من «تشات جي بي تي» في تطبيقاتها، بما في ذلك المساعد الصوتي «سيري»، في هواتف «آيفون».

وستُتاح لمستخدمي هواتف «أبل» الذكية وأجهزتها اللوحية الحديثة، أدوات جديدة لإنشاء رموز تعبيرية مشابهة لصورهم أو تحسين طريقة كتابتهم للرسائل مثلاً.

أما مَن يملكون هواتف «آيفون 16»، فسيتمكنون من توجيه كاميرا أجهزتهم نحو الأماكن المحيطة بهم، وطرح أسئلة على الهاتف مرتبطة بها.

وكانت «أبل» كشفت عن «أبل إنتلدجنس» في يونيو (حزيران)، وبدأت راهناً نشره بعد عامين من إطلاق شركة «أوبن إيه آي» برنامجها القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، «تشات جي بي تي».

وفي تغيير ملحوظ لـ«أبل» الملتزمة جداً خصوصية البيانات، تعاونت الشركة الأميركية مع «أوبن إيه آي» لدمج «تشات جي بي تي» في وظائف معينة، وفي مساعدها «سيري».

وبات بإمكان مستخدمي الأجهزة الوصول إلى نموذج الذكاء الاصطناعي من دون مغادرة نظام «أبل».

وترغب المجموعة الأميركية في تدارك تأخرها عن جيرانها في «سيليكون فالي» بمجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعن شركات أخرى مصنّعة للهواتف الذكية مثل «سامسونغ» و«غوغل» اللتين سبق لهما أن دمجا وظائف ذكاء اصطناعي مماثلة في هواتفهما الجوالة التي تعمل بنظام «أندرويد».

وتطرح «أبل» في مرحلة أولى تحديثاتها في 6 دول ناطقة باللغة الإنجليزية، بينها الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة.

وتعتزم الشركة إضافة التحديثات بـ11 لغة أخرى على مدار العام المقبل.