نشب خلاف عسكري حاد بين قيادات عسكرية في الحرس الجمهوري الموالي لعلي صالح، وأخرى تابعة لميليشيا الحوثيين، أمس في صنعاء بعد أن رفض الأول صرف كميات من الأسلحة ما بين متوسطة وثقيلة من معسكر «همدان» الذي يقبع تحت سيطرة قيادات من الحرس الجمهوري، والمخول بصرف الأسلحة للأفراد.
ووفق مصدر عسكري يمني قال لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد ساعات من الواقعة، قامت مجاميع تتبع ميليشيا الحوثيين باقتحام المعسكر، وأشهرت السلاح على الموجودين في المعسكر، وقامت بفتح المخازن وأخذ السلاح وكميات من الذخائر وحملتها في مركبات وغادرت الموقع دون أي ردة فعل من قيادات الحرس الجمهوري الذين ضلوا في مواقعهم خوفا من الدخول في اشتباك مسلح مع الميليشيا.
وأضاف المصدر العسكري أن الحوثيين وبعد رفض الحرس الجمهوري الموجود بأعداد بسيطة في المركز تسليحهم، قاموا بمهاجمة الموقع ونهب الأسلحة وبكميات كبيرة، دون أي ردة فعل من قائد المعسكر، الأمر الذي يعكس مدى تدهور هذا التعاون بين الطرفين خاصة في الآونة الأخيرة بعد ما خسر من مواقع عسكرية في جميع إقليم البلاد. ولفت المصدر إلى أن تكرر مثل هذه الحالات يشير وبشكل ملحوظ إلى فقدان علي صالح لنفوذه وعدم سيطرته بشكل أو بآخر على مجريات الأمور، موضحا أن كثيرًا من القيادات العسكرية في الآونة الأخيرة وعلى عدد من الجبهات سلمت نفسها، وهي قيادات كبيرة برتبة «عميد» بعد أن فقدوا قيمتهم المهنية والأخلاقية من الأعمال التي تقوم بها ميليشيات الحوثيين في المعسكرات التي يديرونها.
في سياق متصل، شنت المقاومة الشعبية في إقليم سبأ، هجومًا عنيف على مواقع تابعة لميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح في «نقيل الفرضة» نتج عنها إحراق عدد من مركبات الميليشيا وسقوط عشرات من القتلى وإصابة آخرين، فيما شهدت منطقة الصفراء مواجهات عنيفة نجحت المقاومة فيها في تكبيد الميليشيا خسائر كبيرة. واستطاعت المقاومة الشعبية من رد هجوم للميليشيا في نقطة الحجر ما بين مأرب والجوف، وتمكنت من تمشيط المنطقة باتجاه الشمال، وتحريرها من بقايا جنوب، في حين إضافة إلى شهدت منطقة مفرق الجوف اشتباكات عنيفة، تمكن فيها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التقدم باتجاه فرضة نهم من الجبهة الجنوبية الشرقية.
وفي إقليم تهامة، نفذت المقاومة الشعبية مجموعة من الهجمات استهدفت من خلالها مراكز تجمع الحوثيين وعربات نقل الجنود، إضافة إلى استهداف عايش طامي أحد قيادات ميليشيا الحوثيين بعبوة ناسفة، في المقابل، أوقفت المقاومة الشعبية تقدمًا للميليشيا في منطقتي حمك، الخشبة ما بين إب والضالع.
وفي ردة فعل أولى، بعد استهدافهم من المقاومة الشعبية، شنت ميليشيا الحوثي في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة حملة مداهمات واختطافات لعدد المنازل في حارتي اليمن والهنود بمحافظة الحديدة، وعمدت إلى خطف الشباب من منازلهم تحت تهديد السلاح، إضافة إلى منازل عدد من النشطاء والحقوقيين دون مسوق رسمي يخول لهم باعتقال هذه الشخصيات وعموم المدنيين.
وقال عبد الحفيظ الخطامي صحافي وناشط اجتماعي إن المؤسسات المدنية الحقوقية رصدت في تعز وحدها أكثر من 200 انتهاك ونحو 22 حالة قتل من بينهم 8 أطفال وامرأة، لانتهاكات جماعة الحوثيين وحليفهم علي صالح للمدنيين، منذ أعلن عن الهدنة وحتى نهاية يوم الأربعاء الماضي، التي شملت 145 جريحًا بخلاف عملة الدهم للمنازل وسرقة الممتلكات، موضحًا أن أمس قامت الميليشيا بعملية إجرامية شنيعة بقتلها مالك أحد منافذ البيع وأخيه، في منطقة وراف لرفضه صرف حاجات لمسلحيهم دون مقابل.
ميدانيًا، قال الخطامي إن اشتباكات عنيفة تجري خلال هذه الساعات بين المقاومة الشعبية، وميليشيا الحوثيين في قرية بيت القادري، وقامت الميليشيا بقصف القرية بشكل عشوائي، فيما صدت المقاومة محاولة تسلل للميليشيا لإحدى المدارس بهدف تحويله لثكنة عسكرية، تمكنت من خلالها المقاومة من تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة.
الحوثيون يقتحمون معسكرات صالح بعد رفض الحرس الجمهوري تسليمهم السلاح
المقاومة الشعبية تدك معاقل المتمردين في نقيل الفرضة وتقتل العشرات منهم
الحوثيون يقتحمون معسكرات صالح بعد رفض الحرس الجمهوري تسليمهم السلاح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة