إذا أردت أن تحصل على أجود التمور التونسية على الإطلاق، ونعني بها تمور «دقلة النور»، فما عليك إلا الإسراع والتوجه على التو إلى مدينة قبلي التونسية (جنوب تونس)، حيث تجد ضالتك بأسعار لا تقبل المنافسة ضمن الدورة 32 للمهرجان الدولي للتمور بقبلي، التي انطلقت أمس لتتواصل إلى غاية يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
انطلق المهرجان بملحمة حملت عنوان «حرية وطن»، وهي من صياغة الشاعر التونسي جمال الصليعي، أما السيناريو والإخراج فهو للتونسي حافظ خليفة، ويقدمها للجمهور كل من فتحي الهداوي ودليلة المفتاحي وكمال العلاوي وليلى الشابي وبمشاركة نحو 100 عنصر. وحمل المهرجان شعار «عندي حلم». وتعرض أثناء أيام المهرجان عدة فقرات تنشيطية على غرار كرنفال احتفالي يجوب شوارع المدينة تشارك فيه دمى وعرائس عملاقة وأزياء تنكرية. وتشارك فرق تعتمد الموسيقى الأفريقية مثل فرق «توشكي» و«تاكوبا» و«بابا مرزوق» في تنشيط المهرجان.
وتشهد مناطق بازمة والمنصورة والجرسين وبشري والمساعيد واستفطمي والبليدات مجموعة من الأنشطة الثقافية، وهي تجمعات سكنية بعيدة عن مركز مدينة قبلي.
وينظم المهرجان معرضا خاصا بحيوانات الصحراء ومعرضا للأدوات الفلاحية التقليدية والعصرية ومعرضا للتمور للتعريف وللمحافظة على التنوّع البيولوجي في واحات الجهة.
ومن أبرز مميزات هذه الدورة ماراثون «مطار بازمة» الدولي، وأيضا مسابقة دولية للأكلة الشعبية مع إعداد مأدبة غداء للسياح الأجانب بقبلي القديمة بالتنسيق مع الجامعة الجهوية للنزل السياحية، وجولة عبر القطار السياحي باعتماد مسلك يطلع على الواحات بتمورها المتأرجحة، ويمر بعدد من المعالم التاريخية.
وبالعودة إلى أهمية التمور في تونس ومدينة قبلي بالذات، فإن عدد أشجار النخيل في تونس مقدر بنحو 4.5 مليون نخلة من بينها نحو 65 في المائة من نوع «دقلة النور»، وهي نوعية عالية الجودة موجودة في مدينة قبلي وموجهة بالأساس نحو الأسواق الخارجية.
وفي هذا الشأن قال عمار العثماني (صاحب ضيعة فلاحية منتجة للتمور) إن القطاع يشكو من التهميش وغياب العمل على تقديم حلول عاجلة لإنقاذ الموسم، واتهم مجموعة سماها «مافيا» التمور بالتضييق على الفلاحين ودفعهم التدريجي نحو اليأس من ترويج المحصول ليقتنوه بعد ذلك بأبخس الأسعار ويبيعوه بأسعار مضاعفة.
وعن مدى تفاعله مع عبارة «عندي حلم» شعار مهرجان التمور، أشار العثماني إلى أن حلمه الأول هو أن تستعيد أسعار التمور مستوياتها التي كانت عليها خلال السنوات الماضية، إذ إن مداخيل معظم العائلات في قبلي تتأتى من صابة التمور، فهي التي تغطي معظم مصاريفهم العائلية السنوية.
وقال العثماني إن تكلفة الإنتاج لشجرة النخيل الواحدة لا تقل سنويا عن 12 دينارا تونسيا (يد عاملة وأدوية وتلقيح ومياه ري)، وهي تكلفة باهظة قد لا تستطيع تغطيتها الأسعار الحالية المتدنية التي لا تتجاوز حدود ثلاثة دنانير تونسية (نحو دولار أميركي ونصف).
وفي الجانب المقابل، قال الحبيب بن حسين (زائر لقبلي من شمال تونس) إنه اغتنم فرصة العطلة المدرسية لزيارة الواحات والاطلاع على الحياة في الصحراء. وأسر لنا باقتنائه بعض التمور الجيدة التي قلما تجدها بعيدا عن مناطق الإنتاج، وأضاف قوله إن حلاوة «دقلة النور» لا تقاوم.
مهرجان دولي للتمور في مدينة قبلي التونسية
إقبال كبير على تمور «دقلة النور»
مهرجان دولي للتمور في مدينة قبلي التونسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة