الكرة الألمانية تتطلع لغزو السوق الأميركية

أندية البوندسليغا تأمل السير على خطى الإنجليز.. وليفركوزن ينطلق مستغلاً هدافه هيرنانديز

نجاح الهداف المكسيكي هرنانديز مع ليفركوزن يمنح النادي دفعة في السوق الأميركية (أ.ب)، شاده رئيس ليفركوزن (يسار مع المدرب) يقود حملة تسويق ناديه (غيتي)
نجاح الهداف المكسيكي هرنانديز مع ليفركوزن يمنح النادي دفعة في السوق الأميركية (أ.ب)، شاده رئيس ليفركوزن (يسار مع المدرب) يقود حملة تسويق ناديه (غيتي)
TT

الكرة الألمانية تتطلع لغزو السوق الأميركية

نجاح الهداف المكسيكي هرنانديز مع ليفركوزن يمنح النادي دفعة في السوق الأميركية (أ.ب)، شاده رئيس ليفركوزن (يسار مع المدرب) يقود حملة تسويق ناديه (غيتي)
نجاح الهداف المكسيكي هرنانديز مع ليفركوزن يمنح النادي دفعة في السوق الأميركية (أ.ب)، شاده رئيس ليفركوزن (يسار مع المدرب) يقود حملة تسويق ناديه (غيتي)

تنظر أقوى الدوريات الأوروبية بعين الحسد إلى النجاحات التي يحققها الدوري الإنجليزي الممتاز داخل الولايات المتحدة الأميركية، لكن الدوري الألماني الممتاز (البوندسليغا) يقدم للاعبين الأميركيين المحترفين خارج بلادهم فرصة تعود بالمنفعة على الطرفين.
«لو حضر لاعب من الولايات المتحدة إلى هنا ليسجل الأهداف كل أسبوع، فإن ذلك سيكون بمثابة تحقيق حلم»، هكذا صرح مايكل شاده، الرئيس التنفيذي لنادي باير ليفركوزن الألماني، الذي يعد أحد أكبر الأندية في تاريخ كرة القدم الألمانية.
ويعد ذلك تصريحًا مباشرًا على نحو صارخ أصاب مراسلين دوليين بالصدمة في قاعة مجلس إدارة ليفركوزن. لكن شاده، الذي كان في السابق مديرًا تنفيذيًا لباير إيه جي، شركة الأدوية التي ترعى النادي، أوضح أنه كان يقصد تلك الصراحة المحضة. ويقول: «أعتقد أن أميركا ليست بلدًا رائعًا فحسب، بل سوق واعد لكرة القدم. إنه أيضًا سوق واعد للأنشطة التسويقية لأندية كرة القدم الأوروبية، لكننا ينبغي أن نطرح أنفسنا».
«لكننا ينبغي أن نطرح أنفسنا»، هذا تصريح واضح مفعم بالشعور بالذنب إزاء عدم الاهتمام الألماني بالكرة الأميركية في الماضي والروح العملية فيما يخص المستقبل. لقد كان البوندسليغا واحدًا من كبرى الدوريات الأوروبية التي يعود تاريخها إلى فجر كرة القدم في القارة العجوز، لكنه رغم ذلك عانى في 2015 كي يلفت انتباه السوق العالمية للعبة. ويأتي تفسير ذلك على وجهين: الوجه الأولى أن هيمنة بايرن ميونيخ الذي فاز باللقب في المواسم الأربعة الماضية، أثرت بالسلب بعض الشيء على سمعة الدوري الألماني في الخارج من منظور التنافسية، ويمثل ذلك أهمية خاصة في أميركا؛ حيث ينظر إلى تعدد المنافسين بوصفه مكونًا رئيسيًا من مكونات الأنشطة الرياضية على اختلافها. إن التفوق المطلق لبايرن على منافسيه لا يناسب النزعة الأميركية على نحو ما. علاوة على ذلك، مشاعر ألمانيا المبررة (وإن كانت لا تخلو من زهو) إزاء كرة القدم المحلية، عرقلت بدورها تأثيرها العالمي.
أميركا الآن، كما كانت طوال تاريخها من المنظورين؛ الاجتماعي والسياسي، هي الحدود الجديدة، لقد أصبحت مرة أخرى العالم الجديد، لكن هذه المرة بالنسبة إلى هذه اللعبة الجميلة. وبدءًا من دوري أبطال الأميركتين إلى التغطية الرائعة التي تقدمها محطة «إن بي سي» للدوري الإنجليزي الممتاز، فإن المكاسب المحتملة من الاستثمار في سوق الرياضة الحماسية والمربحة في الولايات المتحدة لم تعد سرًا.
وهكذا عمد الدوري الألماني في السنوات الأخيرة إلى تعزيز جهوده وأنشطته داخل الولايات المتحدة. وربما بدت بعض تلك الجهود وكأنها تدور في فراغ، لكنها مع إمعان النظر يتضح أنها تأتي في إطار استراتيجية أكثر جدية. لقد افتتح بايرن ميونيخ مقرًا له في مدينة نيويورك، وأنشأ قناة ناطقة باللغة الإنجليزية على موقع «يوتيوب»، كما أقامت أندية أخرى كياناتها الخاصة التي تركز على السوق الأميركية، قنوات «تويتر»، ومتاجر متميزة عن أقرانها الإنجليزية. يأتي كل ذلك في محاولة لمنافسة الدوري الإنجليزي الممتاز الذي سوق نفسه داخل الولايات المتحدة على أنه المنافسة الكروية الأبرز في العالم، التي تتفوق حتى على دوري أبطال أوروبا، على الأقل بالنسبة للمشجعين الأميركيين.
وقال شاده: «ربما في الماضي ارتكبنا نحن الألمان القليل من الأخطاء لأن الدوري الإنجليزي الممتاز بدأ طرح نفسه على الساحة الدولية قبل 10 سنوات. وكان ذلك مفيدًا جدًا (لأنديته) على حد علمي. معظم تلك الفرق تلعب في الخارج خلال العطلة الصيفية».
وتتجلى بوضوح خلفية شاده في عالم المال والأعمال خلال هذه المحادثات. إنه لا يتلاعب بالكلمات ويتبع أسلوبًا مباشرًا جدًا. وهكذا أيضًا ما يعتمده نادي ليفركوزن في أسلوبه المباشر لاستراتيجياته. وفي غضون أيام، سيكون كل من ليفركوزن وشالكه 04 وشاختار دونيتسك الأوكراني في أميركا للمشاركة في البطولة السنوية الثانية لكأس فلوريدا. وهناك ستلاقي الفرق الأوروبية فريق فورت لوديرديل ستريكرز المحلي إلى جانب فرق من البرازيل وكولومبيا. الدورة مصممة كمعسكر تدريبي للاعبين خلال العطلة الشتوية للبوندسليغا، لكن بغض النظر عن شمس فلوريدا وأجواء الاسترخاء هناك، يعد كأس فلوريدا وقتًا مثاليًا للتسويق بالنسبة لهذه الأندية.
إن المبالغ الطائلة من أموال البث التلفزيوني الأجنبي التي تضخ في الدوري الإنجليزي الممتاز تعد بمثابة جرس إنذار بالنسبة لمنافسيه في الدوري الإيطالي والدوري الإسباني وبالطبع البوندسليغا. لطالما كانت كرة القدم الأوروبية ذلك الكيان المنفرد واسع النطاق. وفي الواقع، كان ذلك سر القبول الذي تتمتع به، حيث تتاح أمام المتفرج تلك الباقة المتنوعة من الدوريات ليختار منها ما يروق له. لكن الدوري الإنجليزي الممتاز حجز لنفسه بذكاء مكانًا داخل الولايات المتحدة عندما استطلع الآفاق الخارجية مبكرًا وانتهاجه لمثل هذه الاستراتيجية المركزة، مستغلاً ذلك الولع الأميركي بالدوريات الرياضية المتفردة (دوري كرة السلة الأميركي NBA، الدوري الوطني للرجبي NFL، دوري البيسبول الأميركي للمحترفين MLB، دوري هوكي الجليد الأميركي NHL).
ويقول أليكساندر جوبست، مدير التسويق في شالكه 04، إن «الولايات المتحدة الأميركية سوق مهمة جدًا للبوندسليغا، ومن البديهي أيضًا لفريقنا شالكه، ولذلك بعدما نظمنا معسكراتنا التدريبية الشتوية في بلدان كثيرة أخرى، وقع الاختيار على الولايات المتحدة لاستضافتنا. نتوقع أجواء تدريبية رائعة وأحوال طقس طيبة، وبالطبع دورة مثيرة للتحدي ستساعد أيضًا في انتشار علامتنا التجارية في الولايات المتحدة في المستقبل».
الألمان مباشرون جدًا، لكن هذا ليس نهجًا أرعن لغزو السوق الأميركية أيضًا، بل توجد له جذور. إن العلاقة الألمانية–الأميركية يعود تاريخها إلى أوائل تسعينات القرن الماضي عندما ارتدى الألماني المولد توماس دولي قميص المنتخب الأميركي للرجال في نهائيات كأس العالم عام 1994. واليوم تتغلغل تلك العلاقة في مناحي كرة القدم كافة بالولايات المتحدة، وربما أكثر مما ينبغي من وجهة نظر البعض.
ورغم ذلك، ما زالت الاستفادة من هذه السوق هدفًا مستعصيًا؛ مما يفسر على الأرجح تصريح شاده الزاعق حول رغبته في وجود لاعب أميركي ناجح في النادي. وقال مازحًا في حجرة الاجتماعات: «لو أنكم تعرفون أحدهم...».
لكن، كيف سيبدو هذا اللاعب؟ هذا المهاجم الأميركي الغامض الذي سيسجل الأهداف في ألمانيا؟ كيف سيؤثر في اللعب داخل وخارج أرضية الملعب؟ لحسن الحظ، هذا ليس مجرد أمر نظري، لكن هناك بالفعل نموذجًا حيًا لذلك اللاعب، لكن يتعين علينا أن نعبر إليه الحدود جنوبًا.
إنه المهاجم المكسيكي خافير هيرنانديز (تشيشاريتو) الذي قدم خدماته لفريقي مانشستر يونايتد وريال مدريد في السنوات الأخيرة وأصبح دون شك عملاق باير ليفركوزن. على أرضية الملعب، يقدم اللاعب المكسيكي مستويات رائعة، حيث سجل 17 هدفًا في آخر 14 مباراة شارك فيها، وأصبح تعويذة النادي بعدما فاز بلقب أحسن لاعب في البوندسليغا خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. لكن، رغم إنجازاته العريضة في الملعب، إلا أنها تتوارى خجلاً أمام ما أفاد به النادي خارج المستطيل الأخضر.
> 20 في المائة من متابعي نادي باير ليفركوزن البالغ عددهم 1.8 مليون شخص يقطنون في المكسيك. ويتعدى هذا الرقم إجمالي عدد مشجعي النادي البالغ 300 ألف شخص.
> تسجل صفحة ليفركوزن على «فيسبوك» أكبر نسبة نمو بين الأندية الأوروبية الكبرى بعدما بدأت في إنتاج ونشر محتوى أعد خصيصًا للمكسيك.
> بعد 6 أسابيع فقط من إطلاقها، جمعت قناة «توتير» الناطقة بالإسبانية أكثر من 45 ألف متابع. ويجب الاعتراف بأن حساب «تويتر» مثير للاهتمام في واقع الأمر، حيث يستهدف مباشرة كسب مشجعين جدد لليفركوزن، وينشر مواعيد إذاعة المباريات في المكسيك وتغريدات تشرح تاريخ النادي ولاعبيه. وبينما لم يفرض تشيشاريتو بنفسه خطة تسويقية على ليفركوزن، فإنه بالتأكيد يحدد وجهتها الحالية. إنه على الأرجح السبب وراء استعاضة النادي للتوجه الذي يركز على السوق الآسيوية بالنهج أميركي الهوى. وهكذا من المؤكد أن المكسيكي سوف يتصدر دعاية الفريق عندما يحط على الشواطئ الأميركية في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل.
لطالما تطلعت أميركا إلى امتلاك لاعب في مستوى ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو، لاعب استثنائي يجتذب المشجعين إلى متابعة اللعبة عبر مزيج من القابلية للتسويق والشخصية الكاريزمية والتألق على أرضية الملعب، إلا أنه لن تكون هناك حاجة إلى لاعب بتلك المواصفات في ظل النجاحات التي يحققها تشيشاريتو. الأميركي لاندون دونوفان كان مرشحًا جيدًا لملء ذلك الفراغ، إلا أنه لم يرد أن يرتبط بأوروبا بأي صلة، على الأقل على أساس طويل الأجل. كلينتي ديميسي، بدوره، تمتع بمسيرة مهنية ناجحة نسبيًا في إنجلترا، لكن أجواء كرة القدم داخل الولايات المتحدة لم تكن مناسبة، ومر نجاحه في سنوات تألقه دون أن يلحظه أحد في بلاده. ثم هناك بالقطع فريدي أدو، الذي ربما ما زال بعد كل تلك السنوات هو أفضل خيار، لكن رحلة صعوده توقفت تمامًا حيث أجبر على نحو متعجل على الانخراط مبكرًا جدًا في حياة احترافية كاملة. ومن بين الحصيلة الحالية من الأميركيين الذين يلعبون في ألمانيا، سواء فابيان جونسون أو جون أنطوني بروكس أو جوليان غرين وآخرين، هناك إحساس عام بأنهم أقرب إلى كونهم «ألمانًا»؛ مما يجعلهم غير قادرين على أسر قلوب الجماهير في أرض الوطن.
ويمثل البوندسليغا أيضًا السبيل الأمثل للنجاح بالنسبة للاعبين الأميركيين في الخارج. وعادة ما يفتقر اللاعبون الأميركيون إلى المهارات الفنية التي تمكنهم من تحقيق النجاح في إسبانيا، أو إلى القدرات التكتيكية اللازمة للتألق في أوروبا. ناهيك بأن اختلاف الثقافات يتطلب استيعاب وتأقلم داخل وخارج أرضية الملعب. إن هؤلاء اللاعبين غير مرغوبين في بقية أنحاء أوروبا على خلاف الحال في إنجلترا حيث توجد حاجة حقيقية للتركيز على السوق الأميركية. لكن في ألمانيا، هناك الكثير من العوامل الموائمة داخل وخارج الملعب، ولذلك نرى أميركيين كثيرين يتألقون على مر السنين.
وبعدما شهدت الأندية الألمانية مدى التأثير الذي يمكن أن يحدثه لاعب واحد في السوق، باتت جاهزة تمامًا لاقتناص أي فرص سانحة أخرى. لقد ذكر أحد موظفي ليفركوزن أن تشيشاريتو قد يكون أهم لاعب في تاريخ النادي من حيث التأثير العالمي، رغم أننا نتحدث عن نادي كان يضم بين صفوفه لاعبين أفذاذًا من أمثال مايكل بالاك وزي روبيرتو خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية. وقال شاده في مقابلة أجراها مؤخرًا مع راينش بوست: «قد تحلم بصفقة انتقال مثل هذه، لكن لا يمكنك توقعها». وفي تلك المقابلة ذاتها، وصف اللاعب المكسيكي بأنه بمثابة «تأمين على الحياة». إن معظم وسائل الإعلام الرياضية تأخذ مثل هذه التصريحات على ظاهرها، وبينما هناك تأكد من أن تعليقات شاده تعكس إلى حد ما السجل التهديفي الرائع لتشيشاريتو مؤخرًا، فإن تصريحه ربما كان أكثر حرفية قليلاً مما أدرك الجميع.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.