الجيش الوطني اليمني يتقدم في صلب والمعسال ويقترب من صنعاء

قيادات عسكرية حوثية برتبة عميد تسلم نفسها للمقاومة

الجيش الوطني اليمني يتقدم في صلب والمعسال ويقترب من صنعاء
TT

الجيش الوطني اليمني يتقدم في صلب والمعسال ويقترب من صنعاء

الجيش الوطني اليمني يتقدم في صلب والمعسال ويقترب من صنعاء

اقترب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من حدود صنعاء، التي حوّلها الحوثيون والحرس الجمهوري إلى مركز لإدارة ميليشياتها المنتشرة في عدد من المحافظات اليمنية، بينما تمكّن الجيش من فرض سيطرته على جبال صلب والخانق والمعسال باتجاه الشمال والشمال الشرقي من صنعاء، وتقدم الجيش الموالي للشرعية مدعوما بقوات التحالف العربي، في منطقة الحميقاني في البيضاء، ونجحت المقاومة في استهداف آليات عسكرية تابعة للحرس الجمهوري، وصلت إلى دعم ميليشيا الحوثيين بالجبهة، بينما شنّ طيران التحالف غارات على مراكز تابعة للميليشيات بمديرية باجل، إضافة إلى مخزن للأسلحة بمنطقة القرار غرب المدينة.
وشهدت الجبهات كافة تقدما ملحوظا للجيش الوطني نحو المناطق الشمالية الشرقية القريبة من صنعاء، إضافة إلى محور تعز الذي يشهد معارك عنيفة، الأمر الذي دفع بكثير من القبائل التي تقطن في القرى القريبة من صنعاء إلى إعلان تأييدهم للشرعية بعد خروج الميليشيات من مناطقها، وإعلان دعمها لقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
في المقابل، سلم عشرات من قيادات الحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين برتبة «رائد» و«عميد» أنفسهم للمقاومة الشعبية، في عدد من الجبهات بعد أن فرّ أفراد الميليشيا باتجاه الشمال نحو صنعاء، وتمكّن الجيش بعد تراجع الحوثيين من التحفظ على كميات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي عثر عليها تحت الأرض.
هذا التراجع والتقهقر للحرس الجمهوري وميليشيا الحوثيين دفعهم إلى قصف المدن التي يخرجون منها بشكل عشوائي ومنها قرية القدام شمال الضالع، إضافة إلى قصف مديرية حبيش بالأسلحة الثقيلة، مستهدفة بذلك الأحياء السكنية والإدارات الخدمية في المنطقة، إضافة إلى استهداف المستشفيات والمراكز العلاجية في تلك المواقع.
وقال العميد عبد الله الصبيحي، قائد اللواء 15 ميكا، وقائد القطاع الشمالي الشرقي في عدن لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية يحققون تقدما ملحوظا في جميع الجبهات ومنها المديريات القريبة من صنعاء مركز قيادة الميليشيا والحرس الجمهوري، وذلك بعد أن تمكّن الجيش من تحرير غالبية المديريات في الطريق المؤدية إليها».
وأشار العميد الصبيحي إلى أن ما يفصل الجيش الموالي للشرعية عن صنعاء نحو 20 كيلومترا من الناحية الشمالية الغربية، وخاض الجيش معارك ضارية ضد الانقلابيين في المديريات التي تمر على هذا الشريط، مع تقدم عدد من الألوية لتعزيز هذا التقدم، لافتا إلى أن عملية تحرير صنعاء أصبحت وشيكة وننتظر تعليمات القيادة العليا.
وأضاف العميد الصبيحي أن الجيش الوطني يحقق انتصارًا في محور الجوف، وتقدم بشكل كبير باتجاه «الحارث»، كما تقدمت المقاومة في البيضاء وتحديدا في «الحميقاني» ونجحت في السيطرة على منافذ المديرية، أما في محور تعز، فهناك تقدم على الجهات الجنوبية للمقاومة وما هي إلا ساعات وستتمكن المقاومة مدعومة من قوات التحالف العربي من السيطرة على أجزاء كبيرة في هذا المحور.
وحول استسلام قيادات عسكرية من الحرس الجمهوري والميليشيا للجيش الوطني، قال: «إن هناك عددًا من القيادات التي تحمل رتبة (رائد) و(عميد)، سلّمت نفسها طواعية في عدد من الجبهات، وسيحالون إلى أماكن آمنة لضمان سلامتهم، إضافة إلى أن عددًا من القبائل على طريق نهم، التي كانت موالية لميليشيا الحوثي في وقت سابق، أكدت ولاءها للرئيس عبد ربه منصور هادي، ودعمها لقوات التحالف العربي».
وبالعودة إلى المعارك الدائرة في اليمن، شرع نخبة من المهندسين مدعومين بعربات متطورة في نزع الألغام التي زرعتها الميليشيا في مواقع مختلفة من الجبهات التي فرت منها الميليشيا، وذلك بهدف منع تقدم المقاومة الشعبية، كما تمكنت المقاومة من السيطرة على وادي الخانق جنوب مفرق الجوف، الذي يعد مركزا رئيسيا لتخزين السلاح.
وقال عبد الحفيظ الخطامي، ناشط اجتماعي: «إن المقاومة الشعبية تمكّنت من قتل العقيد الركن مبارك حسن الزايدي، القيادي الموالي لعلي صالح في مواجهات دارت في نجد العتق شمال مأرب، أثناء قيادته لمجاميع من ميليشيا الحوثي لإيقاف تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأشار الخطامي إلى أن الزايدي هو الذي سلّم مطار صرواح قبل تحريره لميليشيا الحوثيين بعد أن أقنع العسكريين الموجودين في حينه بالمطار بمغادرة القاعدة مع تسليمهم مبالغ مالية تتجاوز 30 ألف ريال، وسحب مجموعة من الدبابات من اللواء 312 قبيل اندلاع الحرب في صرواح وسلّمها للحوثيين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.