الصدر يشن أعنف هجوم على المالكي.. ويصف سياساته بالمنحرفة

المطلبي: التحالف الوطني يعيش خلافات داخلية

الصدر يشن أعنف هجوم على المالكي.. ويصف سياساته بالمنحرفة
TT

الصدر يشن أعنف هجوم على المالكي.. ويصف سياساته بالمنحرفة

الصدر يشن أعنف هجوم على المالكي.. ويصف سياساته بالمنحرفة

شن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أعنف هجوم على رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، أمس، واتهم بعض «ميليشيات الحشد الشعبي» بمحاولة استغلال التدخل التركي لتحقيق ما عده «مكاسب سياسية».
وقال الصدر، في بيان له، إن «البعض ما زال يصفق للقائد الضرورة (في إشارة إلى المالكي)، الذي أذاق العراق ويلات سياساته المنحرفة».
وبشأن «ميليشيات الحشد الشعبي» الذين تعرض لهم، قال الصدر إن «تصريحاتهم تأتي لكسب أصوات شاذة هنا أو هناك»، مؤكدا أنه «سينتظر صرخاتهم التي سرعان ما ستتحول إلى مكاسب سياسية، وعندها سيتصرف بما يليق».
ويأتي ذلك على خلفية هتافات عناصر من «ميليشيات الحشد الشعبي» في مظاهرة بساحة التحرير المنددة بتوغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية التي قادها المالكي وزعيم منظمة بدر هادي العامري.
ومن جهته، أكد سعد المطلبي، القيادي بائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «ائتلاف دولة القانون لم يناقش تصريحات السيد مقتدى الصدر بهذا الخصوص، ولا أتوقع أنها يمكن أن تخضع للنقاش وبالتالي الرد، رغم أن قضية الهتاف للمالكي من قبل مواطنين أو مقاتلين ضمن (الحشد الشعبي) هي أمر يخص هؤلاء، وينسجم مع مفهوم حرية التعبير والديمقراطية في العراق».
وبيّن أن «التركيز على مفهوم القائد الضرورة الذي وجد في زمن صدام حسين ويراد إلصاقه بالمالكي أمر غير صحيح، ولا يستقيم مع المنطق، لأن اليوم في العراق الهتافات والشعارات والمواقف متاحة للجميع، وليس لأحد منع أحد من أن يهتف للمالكي أو لسواه من قادة العراق الجدد، وهم كثر، ويستحق بعضهم أن يهتف باسمه».
وأشار المطلبي إلى أن «المظاهرة التي تم فيها الهتاف للمالكي (التي حضرها شخصيا) لا علاقة لائتلاف دولة القانون أو حزب الدعوة بها، بل جرى تنظيمها من قبل (الحشد الشعبي)».
وبشأن ما إذا كان لذلك صلة بالصراعات داخل التحالف الوطني الشيعي، قال المطلبي: «أود أن أبين أن الخلافات داخل التحالف الوطني موجودة، وهي طبيعية، وتتعلق بوجهات النظر، حيث كان هناك هدف طموح، وهو تحويل التحالف الوطني إلى مؤسسة، لكن يبدو أن هذا الهدف لن يتحقق خلال هذه الدورة البرلمانية، وأن مصير هذا التحالف الذي هو متماسك حتى الآن رغم كثرة الشقوق والتجويفات فيه يتوقف على الدورة البرلمانية المقبلة (2018)».
وأكد المطلبي، حول ما إذا كان «دولة القانون» والمالكي داعمين للعبادي، قائلا: «نعم نحن ندعم العبادي في قراراته، رغم وجود خلافات في وجهات النظر، لكنه في النهاية مرشح (دولة القانون) بعد أن اتخذ (التحالف الوطني) قرارًا بالإبقاء على منصب رئاسة الوزراء داخل (دولة القانون)، شريطة أن ترشح دولة القانون مرشحًا آخر غير المالكي».
لكن سياسيًا مطلعًا ومقربًا من زعامات في حزب الدعوة الإسلامية، أكد لـ«الشرق الأوسط» - طلب عدم الكشف عن اسمه - أن «المالكي يمكن أن يكون آخر أمين عام لحزب الدعوة، لأن الحزب لا يحبذ أصلاً هذه الصفة، ولم يسبق له أن اختار أمينًا عامًا له منذ تأسيسه، بل هناك مجلس شورى وناطق رسمي باسم الحزب».
وبيّن أن «الخلافات موجودة، سواء داخل الحزب أو ائتلاف دولة القانون، بعضها كان جزءًا من آلية الخلاف حول ترشيح بديل للمالكي، وهو العبادي، وقسم آخر منها يتعلق بما حصل فيما بعد، لا سيما إصلاحات العبادي، التي شملت منصب نواب رئيس الجمهورية ومنهم المالكي، دون المشاورة معه، رغم أن العبادي قيادي في (الدعوة) و(دولة القانون)».
على الصعيد ذاته، فقد طالب عضو البرلمان العراقي عن المجلس الأعلى الإسلامي، محمد اللكاش، رئيس الوزراء حيدر العبادي، والادعاء العام بإصدار مذكرات قبض لمن ينتحل صفة رسمية في الدولة، بعد إلغاء منصبه بصدور الإصلاحات في أغسطس (آب) الماضي، وذلك في إشارة إلى المالكي، الذي لا يزال يستخدم لقب نائب رئيس الجمهورية، رغم رد الطعن المقدم من نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي إلى المحكمة الاتحادية، وهو ما يسري على كل من المالكي وإياد علاوي. غير أنه في الوقت الذي بات كل من النجيفي وعلاوي يستخدمان صفاتهما الحزبية في البيانات والتصريحات، فإن المالكي لا يزال يصر على استخدام لقب نائب رئيس الجمهورية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.